سارت أحاديث السياسة في الشارع الكردي في الآونة الأخيرة حول مسائل كثيرة تهم الحراك السياسي النشط كردياً، والأنشط على مستوى سوريا.. البلاد على وجه العموم.
ومن ضمن ما يثار حالياً موضوع انضمام أحزاب ميثاق العمل الوطني الأربعة مع الديمقراطي التقدمي الكرديquot; حركة الإصلاحquot; وتيار المستقبل، وفي أروقة الساسة والسياسيين ربما يتصدر هذا المشهد على ما عداه.

من المسلم به أن الشارع الكردي عافته نفسه من كثرة التزاحم الاسمي على تشكيل أحزاب وكيانات سياسية كانت في أغلبها منتفية الدواعي لهذا التشكل، باعتبار أن الساحة لا تتسع لكل هذه التشكيلات التي انحاز عديدها إلى ترهات سياسية لا طائل منها، وجاء تشكيل المجلس الوطني كأول وعاء جامع لكل هذا الحيز السياسي الكردي في سوريا، ولم يتحقق هذا الإجماع على اللقاء ومحاولة توحيد الصف كردياً إلا في أتون الانتفاضة السورية الحالية.
بكل الأحوال لهذا المجلس ما له وعليه ما عليه، وكتبنا رأينا عنه في حينه.

حتى يتعين على ميثاق العمل الوطني الكردي متضافراً مع حركة الإصلاح وتيار المستقبل، أن ينضم إلى المجلس الوطني الكردي، ينبغي أن يجيب على بعض الأسئلة المثارة في خضم الحديث عن الانضمام.

معلوم أن الطابع العام أو الخطاب السياسي لأحزاب الميثاق متطور من جهة موقفها من النظام أو الثورة السورية، مقارنة مع مواقف أحزاب المجلس الوطني الكردي، فقد أعلنت هذه الأحزابquot; رغم ضعف امتدادها الجماهيري وقلة عدد أعضائها مقارنةquot; أنها مع الحراك الثوري في سوريا، وأعلنت التزامها مع شباب التنسيقيات، والتزمت بشعاراتهم ومطالبهم، بينما أحزاب المجلس الوطني الكردي وإلى الآن ورغم أنها تبنت quot; لفظياًquot; حراك الشارع لكنها لم تنخرط في هذا الشارع إلى الآن بالشكل المأمول، وعديد هذه الأحزاب مازال مؤمناً بموضوعة الحوار مع النظام كما تؤمن بقطيعة معرفية وأخلاقية أيضاً مع الثائرين في الشوارع السورية، وهم يعتبرون أن النظام في حالة ضعف ومن الممكن استغلال هذا الضعف لمصلحة الحالة الكردية تخصيصاً، وإعلان الطلاق مع الحالة السورية عموماً، ومن من يجاهر بضرورة الحوار مع النظام، ويسدلون ذلك بأنه مازال قوياً وربما لن يسقط، وأشياء من هذا القبيل.

الأمر الآخر هو كلاسيكية قيادات كثيرة من المجلس الوطنيquot; الكردي طبعاًquot;، وبلغ الكثير منهم من العمر عتياً، لذا لا يمكن أن يفكروا بهمة الشباب، ويتحلوا بروح الشباب، ويضعوا إمكانياتهم quot; على تواضعهاquot; مع ثورة الشباب، وأثبت هؤلاء في محافل كثيرة عجزهم البنيوي عن فعل أي شيء يتسم باستراتيجيا السياسة، ولم يثبتوا أنهم يملكون آفاقاً سياسية، وقراءات ذكية للحدث السياسي السوري، في حين أن أحزاب الميثاق الكردي أحزاب فتية، معظم قياداتها شابة، لهذا كان من اليسر أن تعلن انضمامها إلى الحراك الشبابي السوري، ووجدت نفسها شريكة في هذا الحراك المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر.

ونأتي على موضوعة تبعية، أو العلاقة الوطيدة quot;بتعبير دبلوماسيquot; لبعض أحزاب المجلس الوطني الكردي للخارج في هولير والسليمانية وجبال قنديل، وهذا ما يجعلها مكبلة بأجندات هذا الخارج، وهو الذي أثبت انحيازاً واضحاً للنظام السوري، في حين أن أحزاب الميثاق غير مرتبطة بهذا الوضوح الشديد مع حركات ما وراء الحدود لذا من المؤمل ndash;برأيي- أن تكون مستقلة أكثر في اتخاذ قرارها المناسب بعيداً عن quot; أجنداتquot; ولا مصالحquot; الشقيق إلى هناك خلف الحدود!

ورأينا كيف أن هذا التناغم يتفاعل في الدعوات السخية لقيادات المجلس واللقاء quot; الأخوي البريء quot; معهم من هنا وهناك.
إذاً: هناك نقاط كثيرة مرشحة للإثارة والإجابة عنها من قبل أحزاب الميثاق ومعها حركة الإصلاح وتيار المستقبل حتى تنضم- إن صحت العبارة- إلى المجلس الوطني الكردي، إلا إذا شعر الميثاق أنه لا يمكن له تقديم المزيد من الشجاعة منفرداً، وأنه لن يكون أحسن من غيره على المستوى النضالي!!

ويبقى السؤال:
هل سيكون الانضمام بمعنى الضم والإلحاق تحت تأثير ظروف خارجة عن الإرادة؟؟ أم ان الطرف الآخر هو من quot; قوّى قلبه quot; قليلاً، وتجاوز نضالهquot; الورقيquot; إلى مستوى النضاليquot; الشارعيquot;؟

يقيناً أن المجلس بمقدوره فعل مفاجأة ما؟؟ ولكن!