غدا سيسقط نظام بشار الأسد الإجرامي، وسيشتد الحصار على إيران وربما ستوجه اليها ضربة قاضية تؤدي بها الى الجحيم، وستنهض من سرير التخديرالمركون في زوايا التأجيل المشاكل الرئيسية في العراق : كركوك، وتعديل الدستور، والفدراليات، والصراع على تقاسم الثروات والسلطة، والأحقاد النائمة في القلوب، وستدخل دول الجوار على الخط، وعندها ستشتعل نار الحرب الأهلية بين العراقيين وسيتحول بلدهم الى أسوأ من لبنان ويوغسلافيا.

للأسف العقل العراقي تعود على الهرب من مواجهة المشاكل و ترديد مقولات : ( ماكو شيء، وتفاؤلوا بالخير تجدوه، ولتنشف الشط، والكلام عن الحرب الأهلية دعاية مغرضة ) بينما الواقع السياسي يؤكد: ان جميع عوامل الحرب الأهلية متوفرة، وستزيد بسقوط نظام البعث الإجرامي في سوريا.

والسؤال: بعد ان لمست أميركا من العراقيين الطعن والخيانة ونكران الجميل، وبعد ان ضجر وشعر العالم بالقرف من مشاكل العراق المزمنة.. من سيحميهم من حرب الإبادة الجماعية القادمة؟

الجواب: لاأحد سيتدخل. وسيتركون يذبحون بعضهم البعض، وستكون فرصة جيدة لتجار السلاح لبيع بضاعتهم، وحينها سيعرف العراقيون قيمة الجيش الأميركي ومنعه في السابق إندلاع الحرب الأهلية المؤجلة، وسنسمع ونشاهد العراقيين يبكون دما وحسرة على رحيل القوات الأميركية وهم يطلقون صرخات الإستغاثة وطلب الحماية الدولية.

لكن هيهات.. لقد جاءت الفرصة للعراق مرة واحد للإستفادة من صداقة أميركا وتطوير نفسه، وكسب إحترام العالم، وأضاعها بخيارات تدميرية قاتلة عندما إرتهن للهيمنة الإيرانية، والشعارات البعثية الغوغائية، وإغفال مصالح العراق وإرتباطها العضوي بالولايات المتحدة الأميركية!

هل الشعب الياباني عندما وافق على بقاء الجيش الأميركي وإقامة قواعد عسكرية له، هو شعب جبان وساسته خونة، أم مصالح اليابان والواقعية السياسية والذكاء العملي هو من جعل هذا الشعب يستغل الفرصة الذهبية، ويقفز ويطير بفضل صداقة أميركا على بساط النجاح والتطور والرخاء الشامل.

ولاعزاء للشعوب التي تفشل في قيادة نفسها، ولاتعرف أين تكمن مصالحها.


[email protected]