حكومة المالكي لا تريد بقاء الاشرفيين في العراق، وكذلك الموالون له ولملالي طهران يريدون اخراجهم من العراق، وهناك فرق في فهم الاخراج. الاطراف الانف ذكرها تريد اخراج الاشرفيين الى حبال المشانق بعد تسليمهم الى ملالي طهران، او الى كاتمات الصوت التي سيطلقها عناصر قوات القدس بزعامة قاسم سليماني.

معظم الكارهين لوجود الاشرفيين في العراق، يريدون اخراجهم ولو الى جهنم، لانهم من فرط حقدهم تجردوا من انسانيتهم، واستمرؤا النظر الى المآسي، والتلذذ بمشاهد الاجرام واسالة الدماء، حتى ولو كانوا من المسلمين ومن نفس الطائفة.

السؤال الذي نكرره مجددا: لماذا لا توافق حكومة المالكي على نقلهم الى بلدان اخرى تحت اشراف الامم المتحدة ؟. لماذا هذا الاصرار على بقائهم في العراق ما داموا غير مرغوب بوجودهم ؟، لماذا الاصرار على وجع الرأس، وابقاء الازمة حية تلوكها الالسن وتصدع الرؤس؟

تقولون انه قرار سيادي، فلماذا لا تنال السيادة احترام الاخرين من الدول والجمعيات ومجالس البرلمان والحكومات في العالم؟. لماذا يتم تفضيل ارادة الملالي في ايران على رغبات كل الاطراف التي تطلب اخراج الاشرفيين بضمانات اممية ؟. لماذا لا ترمي حكومة المالكي الكرة في ملعب الامم المتحدة، وتكلفها بهذه المهمة ما دامت مستعدة لحملها ؟.وبذلك ترتاح ويرتاح الاخوة المعلقين على مقالاتنا،ويحرقوا اعصابهم بسبب قضية حلها بات سهلا وميسورا؟. لماذا تتعب الحكومة والسفارة الايرانية في بغداد في جمع الناس واعطائهم رشاوى وهبات من اجل التظاهر حول بوابات مخيم اشرف؟ للادعاء ان المطالبة جماهيرية؟، في حين الجماهير لديها هموم غير هذا الهم الذي لا يعني غير المالكي لارضاء ملالي طهران وينال رضاهم ليبقوا داعمين له في تولي منصب رئاسة الوزراء.

اعود الى موضوع السيادة.. فاقول هل من السيادة في شئ ان يستبيح قاسم سليماني ارض العراق هو وقواته (القدس)، ويقتل الوطنيين العراقيين بدعوى انهم من اتباع صدام حسين، او كانوا ضباطا وجنودا في الجيش الوطني السابق ؟. هل في قتلهم مصلحة وطنية للعراق، ام اهدار للطاقات الوطنية النظيفة ؟. هل من مصلحة العراق ان تقتل قوات سليماني والعصابات التابعة للملالي الاطباء والعلماء والاساتذة الجامعيين ؟ السيادة الوطنية تقضي الحفاظ على الثروات الوطنية، وعلى الطاقات الفنية في كل المجالات واحترام الاخر، لا القصاءه والانتقام منه.فالانتقام لا يولد غير الانتقام بالمثل، ولنا في التاريخ دروس وعبر. فالقاتل سيقتل في يوم من الايام ولو بعد حين.والظالم سيجد من يظلمه.

اعود لاسال اليس من مصلحة العراقيين ابعاد كل ما يعكر صفوفهم، ولا سيما مع اندحار القوات الامريكية التي يعدها البعض ويعتبرها محررة له من حكم صدام حسين، ولكن التاريخ سيلعن كل من فتح ابواب بلاده للمحتل الغازي، وملعون من ساهم في وقوع بلاده تحت الاحتلال من اي كان الاحتلال شرقي ام غربي.

اوضاع العراق كما يراها اهلها وليس نحن الذين نعرف الكثير، لاتسر الصديق ولا الحبيب،فعلاوة على الازمات المعاشية والبطالة وارتفاع الاسعار والارهاب. فالبلاد تغلي على ضوء الانتفاضات العربية.

في ظل هذه الاوضاع اليس من الحكمة ابعاد الازمات التي بالمقدور حلها مثل ازمة مخيم اشرف ؟. بعد ثلاثة اسابيع سيعيش العراق ازمة اعلامية حادة في ضؤ ما سيحدث عند اقتحام مخيم اشرف. ولكم ان تتصوروا سيناريو الاخراج القسري، اي اخراج 3400 انسان بين رجل ومرأة وطفل بالقوة العسكرية، لكم ان تتصوروا كمية الدماء التي ستسيل فوق ارض المخيم، هل ستمر هذه المسرحية بعيدا عن اعين الرأي العام العالمي، ومنظمات حقوق الانسان ؟. قد تستهينون بهذا الامر، ولكن النتائج ستكون سلبية على العراق والعراقيين اذا كانوا يريدون العيش بمنظار النظام العالمي الداعي للديمقراطية واحترام حقوق الانسان، والاعتراف بالاخر.

*رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن اشرف
[email protected]