الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة وخصوصا نحن في بداية فصل الصيف ينذر بأن هذا الفصل قد يكون طويلا وصعبا على العراقيين ونحن نفتقد الى التيار الكهربائي ولا نرى في الافق اية مشاريع حقيقية قد نفذت بهذا الصدد..لكن هذه الازمة تذكرني بهذه الايام التي تعصف بالبلاد من خلال التراشق الاعلامي بين اعمدة السياسة العراقية بسبب اتهامهم بعضهم البعض بعدم التعامل بجدية مع مطالبهما..

بعد مرور سنة على اعلان نتائج الانتحابات التشريعية واكثر من سبعة اشهر على تشكيل الحكومة هل من المعقول عدم الاتفاق على الاشخاص المناسبين لشغل حقائب الوزارات الامنية، و من يتحمل عواقب ونتائج هذا التأخير ولا سيما فأن البلاد اصبح الان بؤرة للاغتيالات المنتظمة والتي تطال جميع العراقيين دون اية تفرقة، ويا ترى الى متى تستمر الانفلات الامني..ولماذا لا يفكر احد بمسقبل هذا الشعب ومستقبل هذا البلد الذي تطارده الخلافات السياسية منذ الازل.

لكن سبب الرئيسي في هذا الخلل في العملية السياسية يأتي من ايام المعارضة اذ ان الكتل اتفقت على الاطاحة بالنظام السابق لكنها لم تتفق على الية لادارة البلادة ما بعد هذه المرحلة والطامة الكبرى الخلافات التي كانت تدور بين هذه الجماعات بقت مفتوحة على طاولتهم لكي تتحول الى العراق بعد سقوط واحتلال العراق بذلك استمرار هذا الخلاف لكي تتزين بمواضيع جديدة وظهور معادلات سياسية جيدة لم تأخذ بالحسبان انتشارها بهذه السرعة..وذلك فقد اتفق الجميع للذهاب الى صناديق الاقتراع لكي تكون هي الحكم في حل الخلافات لكنهم نسوا بأن quot;الأرادة السياسيةquot; هي الشرط الاهم والتي تؤدي الى الحلول السياسية وليست الانتخابات التي تجلب الحلول في الدول التي تهيمن عليها النزاعات السياسية بصورة عامة والانتخابات لا تجلب لها سوى ضياع للوقت..

وهذا ما حصل في العراق بعدما اختار العراقييون بزعامة الكتل السياسية الذهاب الى الانتخابات..ويأتي ما الذي حصل بعد الانتخابات ازدياد في النزاع على كرسي السلطة..
ثم جربوا نظريةquot;ديمقرطية التوافقquot; في توزيع المناصب السيادية في الحكومة المشكلة لكي يسموهابـ(حكومة الشراكة الوطنية) والخلاف لم ينتهي وخصوصا عندما صرح رئيس الوزراء نوري المالي في اول تصريح صحفي ابان اعلان الحكومته:quot;بأنه غير متفائل بهذه الحكومة لان وزارءها يعملون لصالح كتلهم السياسية.
بعد مرور الزمن ونشوب الثورات في بعض الدول العربية وانتشار المظاهرات العارمة تطالب بتغير الانظمة الحاكمة فيها وتأثيرها الواضح على الاوساط الشعبية والسياسية في العراق سارع الساسة الى ايجاد الوسائل لأطفاء الغضب الشعبي والتي لم تجدر نفعا وبدون اية نتيجة تذكر استمرار التراشق الاعلامي الى ان وصل الى تلويح رئيس الوزارء الاستقالة وحل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة.

الوضع السياسي في العراق يمثله هذه المجريات،فمثلما لم تحل الانتخابات الماضية المشكلة ونزع فتيل الصراعات الحزبية على السلطة، فلا يمكن انظار الكثير في اية انتخابات تجرى مستقبلا والسؤال هو: يا ترى من يتحمل نتائج هذا التأخير في الحراك السياسي...