وأخيرا ذقت معنى المشاركة في المظاهرات ليس في وطني بل في أقصى الأرض في كندا، عندما دعيت للمشاركة في أوتوا العاصمة بتاريخ 12 أوجست 2011م في جمعة (لن نركع إلا لله).
إنها رمزية عميقة تقابل رمزية النظام البعثي المتخشب وهو يضرب مئذنة جامع العثمان ويهبطها في دير الزور، عسى ان يشعلها طائفية فينجو النظام، ولكن لاوزر فقد التفت الساق بالساق إلى ربك المساق فقد وصل بريد ملك الموت باسط اليد لقبض روح البعث أخيرا..
ركبنا الباص من مدينة (مونتريال) ظهرا يوم الجمعة حتى نوصل خطابا إلى رئيس الحكومة الكندية، والتحقنا بالمظاهرة هناك عند السفارة السورية، التي أغلقت نوافذها، وأسدلت ستائرها، واختبأ موظفوها عن الأنظار فرارا من العار.
هناك احتشدت المظاهرة وهي تحمل الأعلام السورية ويعض الأعلام الكندية والشرطة الكندية تحرسنا ولاتطلق علينا الرصاص.
بعدها توجهنا إلى مبنى البرلمان؛ حيث تقدم وفد بخطاب إلى مكتب رئيس الوزراء (هاربر) يطلبون منه طرد السلك الدبلوماسي السوري من كندا وسحب السفير الكندي من دمشق.
جلّ الحضور كان من الشباب وهتفت مع الهاتفين، جلست إلى جانبي فتاة قالت لقد كنت من مؤيدي النظام حتى نزلت إلى سوريا في أبريل لأرى سوريا قد تحولت إلى قلعة عسكرية من القمع والاضطهاد ولم أكن أفهم من السياسة شيئا ففتح الله علي منافذ الفهم فأدركت.
ثم غصت في الذاكرة وأنا استعيد آخر مظاهرة شاركت فيها؟
الأولى كانت قديمة جدا من أيام الميدان والجامع الأموي قبل 46 سنة، والثانية في مناسبة اغتيال بنان الطنطاوي عام 1982 م زوجة القيادي الإسلامي عصام العطار فمشينا في جنازة حزينة في شوارع آخن..
في عام 1965م كنت شابا في السنة الأولى من دخولي كلية الطب حين تناهى لأسماعنا عن انطلاق مظاهرة من المسجد الأموي الكبير؛ فذهبت مع الذاهبين، ولم يخطر في بالي المخاطر التي قد اتعرض لها ومنها القتل، وهو ماشهدناه في عتبة المسجد من جثة مسجاة يقفز فوقها خمسة آلاف فار من الفزع والفظع..
احتشدنا قريبا من خمسة آلاف شخص وأشرف علينا من نظمنا في شريط رباعي الأشخاص، ودرنا الدورة الأولى في صحن المسجد وكان كبيرا، ثم الدورة الثانية ولم نكمل الثالثة حين سمعنا صوت انفجار مدوي، وانخلعت بوابات المسجد المغلقة تجاه سوق الحميدية والمسكية في نهايته.
قفز الشبيحة ورجال الأمن الأوغاد بالأسلحة ولاحظت فوهة دبابة أو مصفحة المهم كانت وحشا حديدا مرعبا على البوابة تراجع بعد فتح الأبواب وجند الشيطان من كل حدب ينسلون
كانت مواجهة عجيبة بين نسر وعصفور في قفص مغلق، أو ديناصور لاحم وكومة محدودة من نمل في حفرة..
أدركنا يومها أن البعثيين ضربوا بوابة المسجد بمصفحة عسكرية..
ما زلت أتذكر ذلك الضابط وهو يحمل مسدسين يلوح بهما!! لا أدري ما الذي جعلني استحضر فيلم جاك سلايد من أفلاه هوليوود أو فيلم (Outsider). معطف جلدي طويل جزمات جلد بخلفيات مهاميز للخيل ويد تمتد إلى المسدس ..
اشتد اطلاق الرصاص فهربنا مذعورين إلى أقصى مكان نحتمي فيه من زخات المطر الناري.
إنها شهادة يجب أن تبقى لذاكرة الأجيال..
أذكر جيدا كيف تكومنا فوق بعض مثل التلة الصغيرة فليس ثمة من مهرب في ساحة مكشوفة أمام الرشاشات البعثية!
كل كان يحاول أن يحمي نفسه بلحم الآخرين .. كلا لاوزر .. إلى سجون البعثيين المستودع والمقر....
أمسكو بنا كجرذان الحقل في المصايد، أو متاهات التجربة في مخابر الحيوانات.
حاولنا الهرب إلى داخل المسجد ولكن القنابل كانت على أشدها داخل حرم المسجد الواسع .. شممت رائحة البارود .. لا ادري تحركت ذكريات الحرب العالمية والحرب الأهلية الأمريكية من عمق المخيلة..
إنني أكتب هذه الأسطر من لحظات رعب لم أنساها وأظن أنها ستبقى رفيقتي إلى قبري..
لقد نجح حافظ الأسد في شيء واحد إدخال الرعب إلى نفوس لايحصيها عدد، بأن جهنم موجودة لاشك فيها ولا ريب
هل غريب أن يسمع الآبن لعنات والديه في أذنيه .. الله يلعن روحك ياحافظ..
هائل مرعب مريع .. الكلمات كما يقول الفيلسوف فتجنشتاين ترسم صورا سريالية ولكن مواجهة الواقع تطبع الحواس الستة السبعة العشرة بخيارات وخيالات ومذاقات لاتزول أبدا أبدا..
بعدها ساقونا ضربا بالنعال واللكمات والأكواع..
حملوا الرقم الألفي من البشر جميعا إلى المسكية، حيث احتشدنا في مكان اتصال سوق الحميدية المسقوف مع بوابة الأموي، وكانت المسافة قصيرة لاتتسع لأكثر من مائتي شخص ضغطا، ولكننا كنا خمسة آلاف ولم أفهم طاقة الإنسان في التحمل والاستيعاب؟
حشرونا زربا ليس بكامل المساحة بل بقسم من المسافة إلى جنب، حيث عملوا ممرا جانبيا فارغا يتمخطر فيه الأوغاد..
أتذكر جيدا أحد أولئك الأوغاد وهو ينفث دخانه في وجوهنا، وكان الوقت صياما كما هو مع أيام الثورة السورية هذه الأيام..
إنه تقليد أسطوري في الجيش السوري شتم الرب بمتعة، ونفِّذ ثم اعترض ولو كان هدم الكعبة..
تماما كما رأينا في هدم مأذنة مسجد العثمان في دير الزور..
أوشاهد الزور (الحاج) من أبواق النظام السوري وهويمد يده في رمضان أثناء المقابلة بطرا وفجورا ليحتسي الماء في مقابلة خمس دقائق ليشهد على نفسه أنه من أعداء الرحمن صليا..
من المهم جدا للثورة أن تعيد تركيب أخلاقية الجيش أن لايكون عصا في يد الأوامر حتى لو كان في ذبح أمه وأبيه وفصيلته التي تؤويه!!
حيا الله الجنود الذين أحيوا سيرة بلال برفض الطاعة في المنكرات وسفك الدم..
كنا في ضيق وكرب نكاد نختنق من الزحام، وكأننا في يوم الحشر قد لجمنا العرق واللهاث والخوف الكبير امام وحوش البرية.. كما جاء في أغنية الثورة أبطال موسكو بدنا نعبي الزنزنات بدنا نفرغ الروسيات..
أمامي كان فتىً شاميا صغيرا أشقرا الشعر جميل القسمات بالكاد يتنفس؛ فحملته يوم الزحام، وتذكرت جان فالجان من رواية البؤساء، وهو يحمل حبيب كوزيت في مجاري باريس السفلية..
لم اجتمع به لاحقا ولعله الآن يخوض تجربته مع الثورة أظنه الآن في الخمسينات.
ثم حملونا جميعا .. كتلة لحمية متراصة إلى الشاحنات التي شكلت قطارا لنقل أسرى الحرب؟!! كذا .. إلى سجن المزة العسكري..
في السجن الرمادي الرهيب، في اليوم الرهيب، استقبلني ضابط صارم القسمات وقال استعد للموت ضربا بالرصاص. فكانت الجرعة السيكولوجية الأولى..
لم أدر ـ كما في فيلم الخيط الأحمر النحيف عن الحرب (a thin red line).. لم أدر ولم أفهم لماذا يتحول البشر إلى حشرات؟
تذكرت كافيكا الفيلسوف في كتابه عن مورفولوجيا الإنسان المتحول حشرة..
أحيانا يسبح خيالي فأخاطب الرب وأقول: حاشا ياربي لست بك كافرا ولكن لماذا لم تخلقنا بهائم لانفهم؟ أو ذبابا يموت في أيام؟ أو مامعنى مسرحية الوجود ولماذا كل هذا الظلم ..
ثم اتذكر حكمة أرسطو: الحياة لمن يشعر تراجيديا مؤلمة .. ولمن يفكر كوميديا مسلية ... أو هكذا أزعم؟؟
إنها نفس المشاعر حين استلمني الجلاد طحطوط الديري الذي سمعت عنه هذه الأيام أنه اصبح تاجر عقارات، حين وقعت تحت يديه فعرضني للون جديد من التعذيب...
إن دير الزور خرجت كما نرى البطولة والصديد..
هذا يذكرني بالفيلسوف باسكال في فكرته عن اللانهايتين: لماذا كان الإنسان ملاكا وبالوعة ضلال؟
كنت أخاف من الكهرباء أن توضع في الأماكن الحساسة .. حدثني البعض عن هولها.. ولكن المجرم وضعني واقفا في مواجهة الحائط في الليالي والأيام وعلى كتفي دولاب سيارة ثقيل..
كان المعتقل هو كراكون الشيخ حسن، بجنب مقبرة الدحداد، فكانت مقبرتين متجاورتين ..
تذكرت الآية ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا ..
كنا نحن أمواتا في الحياة..
أنا خجل أن لا أموت في شوارع سوريا مع القتلى..
كنت أتمنى أن أتقدم لأحد الشبيحة فأصرخ فيه: طاب الموت!! أنا جراح سأدلك على مقتلي بسرعة وأسرعها ضرب شريان الكاروتيد السباتي (Carotid . A) برصاصة أو شبرية على طريقة القاشوش في العنق، أو قذيفة في الصدر عند القلب، أو طلقة في القذال مكان الحياة..
إن الشيعة يحتفلون كل سنة بحفلة دم الحسين إليس كذلك ..لماذا ؟؟
لأنه قتل مظلوما وتكفل الرب أن يجعله منصورا ..
سوريا تحتفل بعيد الدم هذه الأيام ليس كربلاء وعشرة أيام بل ستة أشهر..
يادراكولا لقد استلبتمونا الحياة نصف قرن وبعثنا من جديد.
نحن جيل التيه والخوف .. نحن جيل الهزيمة والذل والعار والاستبداد ...
كان اليأس مطبقا كظلام ليل لاينتهي ومعه فقدنا الأمل ..
أصارح القاريء أنني كنت افكر أنني لو وقعت في أيديهم لن أدعهم يتمعتون بتعذيبي كثيرا علي أن أجد وأنا الجراح والكبيب طريقة سريعة أنهي بها حياتي..
الآن انقلبت مشاعري بالكامل .. انا فرح حبور .. إذا اجتمعت بالتنين الأمني برؤوسة التسعة عشر سوف أضحك من أعماق قلبي، وأقول الحمد لله الذي منّ علينا فأذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ..
لقد مضت أيامكم وأصبحتم علب كونسروة فاسدة (expired).. فافعلوا مابدا لكم!
اتذكر قول الرب ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت..
وهو ماحصل معنا.. ثم .. فقال الله لهم موتوا ثم أحياهم ..
وكذلك بعثت الأمة السورية من وهدة العدم وقبضة الاستبداد..
نزلنا من الشاحنة العسكرية لأفاجأ بما يذكرني بأفلام الهنود الحمر؛ ممر من جدارين من الجنود المشمرين عن سواعدهم والساق، وعلى طول الممر اللكمات والرفسات حتى المعسكر الفظيع..
لاحظت في ممرات السجن الرهيبة لافتة كبيرة مكتوب عليها (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين).. لا أدري ماالذي جعلني أتذكر الحكمة العربية كلمة حق أريد بها باطل.. ومن رفع القرآن على رؤوس الرماح لم يكن يريد القرآن بل رأس الرمح ولكن من يدرك؟
ثم كانت ليلة لاتنس .. أخذونا ظهرا والرحلة مازالت مستمرة..
احتشدنا في ساحة لا أعرف أين موقعها من السجن؟ ثم علا الصمت فقد وصل وفد هام من الرفاق ..
في تلك الليلة تعرفت على أبو عبدو الجحش كما سمي لاحقا وهورئيس الجمهورية أمين الحافظ الحلبي قبل أن يقلبوه الرفاق من منصبه ..
هدد وتوعد وأرغى وأزبد ثم زعق زعقة شديدة وقال هؤلاء التجار هرَّبوا إلى خارج سوريا 800 مليون ليرة ... ثم ... والله بالله تالله لئن لم يعيدوها؟
المال طار على أجنحة السنونو إلى الأمان فهل يعود طير فر من قبضة مجرم؟
قال لي صديقي نزار الشركسي أن والده كان من رجل الجمارك على الحدود السورية التركية في تلك الأزمة في نقطة (باب الهوا) مباشرة على بوابة تركيا حين مرّ مسافر سوري بسيارته.
قام بتفتيش السيارة ورابه ثقلها ففتش فلم يجد مايفسر ثقل السيارة، ثم خطر في باله أن يفتح مكان الموتور الأمامي؟
لم يكن ثمة شيء جديد ولكن الرفرف كان ثقيلا جدا وكأنه ليس من الحديد بل شيء أثقل! قام بحك الغطاء لتلمع صفرة داخلية كان الغطاء الأمامي بكامله من الذهب الخالص .. من الأصفر الرنان! لقد حول الرجل ثروته كلها إلى ذهب وهرب بها من الرفاق الأوغاد...
نظر له التاجر الحلبي بتوسل وقال اطلب ماتشاء؟ فكر ضابط الجمارك في تلك الظروف من بطش البعثيين؛ فرأى أن أفضل مايخدم البلد أن يترك الرجل يمضي في حال سبيله؛ فتركه وقفَّل الملف وأنا أرويها للقارئين.
نظر في تلك الليلة أبو عبدو الجحش إلى زاويتنا وكان عتل زنيم قد تسلط على طالب شريعة فلسطيني ملتحي يهجم عليه بين الحين والآخر فيتنف لحيته.. قال أبو عبدو من هؤلاء؟ وكنت ممن زجّ بهم في تلك الزاوية. قال الزبانية إنهم طلاب جامعة قال توصوا بهم يتحملوا !!
ثم بدأت الحفلة التي لا انساها ..
في مهاجع سجن المزة العسكري ممر عريض ومصطبة مرتفعة من كل جانب .. كان ذلك الجلاد الوحش بيده حزام عريض من الجلد يضرب الوافدين كيفما اتفق فيستلم كل من يدخل فيضربه فيشبعه جلدا ولكما ورفسا حتى يتورم ثم يلقي به على المصطبة في انتظار الفوج الثاني..
فعلت نفس مافعلت مع جثة الضابط أمام عتبة الأموي، وكنت شابا رياضيا سريع القفز. دخلت القاعة وكنا مجموعة فرميت نفسي إلى المصطبة وهو مشغول بالمرعوبين المستسلمين.. إنها لحظات مصيرية في التفكير الاقتصادي السريع واتخاذ أساليب السلامة في الغابة البعثية.. فلم يلحظني ولو لحظني لضاعف لي العذاب كاسا دهاقا ولكن نجوت..
بنفس الطريقة حين جمعونا في الأموي دفعونا مثل سرب نمل متتابع على شريط واحد ضربا بكل شيء فكان من يصل إلى بوابة الأموي يمر من فوق العتبة إلى خارج المسجد حيث جثة مسجاة على الأرض فيدهسها وبذلك كانت الجثة مكان دعس خمسة آلاف هارب من الانفرنو (Inferno) جحيم دانتي..
قيل لنا إنه ضابط حمصي شارك في المظاهرة يرحمه الله... أظنه من وقف وخطب من المنبر في الجماهير محمسا على الخروج والنصر..
لقد تبدلت الأحوال مع هذه الأيام بوعي ثوري عجيب من مزيج ثلاثي من تبني الكفاح السلمي رفض أي تدخل أجنبي ولا طائفية.. لم تكن الجماهير في ذلك الوقت ملقحة بمثل هذا اللقاح الثلاثي كما في اللقاحات الهامة عند الأطفال ضد السل والشلل والكزاز..
الحمد لله أن الثورة السورية تلقحت ضد السعار البعثي كفاية..
حين وصلت العتبة لاح لي شيء خلفها ممدا فقمت بقفزة هائلة فلم أطأ جثة الضابط الحمصي..
وهكذا نجوت مرتين باحترام الجثة وبالنجاة من يد ذلك الجلاد المخيف..
وقصصي مع الجلادين كثيرة فقد تعرفت كما ذكرت على يوسف طحطوح من دير الزور وذلك العلج من السويداء وأبو طلال في فرع المخابرات العامة 273 في الحلبوني وهو دمشقي ميداني والثالث صاحب الشوارب الصقرية الحموي.. وتمنيت أن يخرق لي الرحمن سجف الغيب فأعرف مصيرهم؟
إن جلادي النظام من كل الفئات والطوائف كما نرى..
بقينا في سجن المزة العسكري 39 يوما وكان هذا اعتقالي الثالث قلت ارتفع الرقم ثلاث مرات بين اعتقال القامشلي والمزة أما القادم فسيكون ثلاث أضعاف الأخير..
لا .. لم يكن ثلاث أضعاف بل كان ستة أضعاف .. كله في عهد الأسد الكبير بأنياب كبيرة ومخالب هائلة..
ولو لم أهرب من المعسكر النازي البعثي لبقيت ربما ليس ست أضعاف بل ثلاثين عاما هذا إن خرجت فكتب الله لي النجاة..
كنت في حارة الشيخ محي الدين بن عربي أقلب وجهي في السماء وأقول يارب لاتجعلني فتنة للقوم الظالمين ونجني من القوم الكافرين..
لقد دفعت الضريبة البعثية كاملة مع فوائدها المركبة وحين خرجت من الحدود السورية عام 1975 سجدت على الأرض وقلت ما أروع الحرية..
أنا افهم الآن لماذا يموت السوريون بهذه المتعة! إنها حلقات رقص الصوفية إنه الإدمان على هيروئية جديد في المظاهرات..
هذه كانت مشاعري في أوتوا الكندية وأنا أهتف وألوح بقبضتي بالعربية والأنجليزية الشعب السوري واحد ولن يهزم قط..