حرارة المياه ارتفعت في شرق المتوسط بشكل فجائي وتزداد بسرعة غير متوقعة. الحكومة التركية بدأت بتطبيق الخطة quot;بquot; ضد اسرائيل كجزء من العقاب رداً على قتل الاخيرة تسعة من الاتراك في المياه الدولية على ظهرالباخرة التي كانت تنوي ايصال المساعدات الى اهل غزة كما يعرف الجميع.

احد بنود الخطة quot;بquot; يهدف الى عدم ترك المياه الدولية ساحة مباحة للاستهتارالاسرائيلي تعربد فيه كما تشاء حسب المصادر التركية. تركيا اعلنت ان الاسطول الحربي سيرافق البواخر التجارية منذ الآن فصاعداً وانها حرة في الدخول الى المياه الاقليمية لغزة وبالتالي تزويدها بالمعونات اللازمة في المستقبل.

الحكومة القبرصية اليونانية تعتبر انها تمثل الجزيرة بكاملها ولا تعترف بحكومة قبرص التركية في الشمال. قبل سنوات اعربت قبرص اليونانية عن نيتها بالتنقيب عن الغاز والبترول في الجرف القاري التابع للجزيرة. تركيا وقفت بالمرصاد وهددت بالرد بالمثل اي بالتنقيب في الجرف القاري العائد الى شمال الجزيرة ذات الادارة التركية. تلك المنطقة صارت تسمى بالمنطقة المتنازع عليها ولم يُقدمْ اي طرف على اعمال التنقيب وبقيت الامور هادئة حتى الاسبوع الفائت حيث قرر القبارصة اليونان بالبدء بالتنقيب واستخراج الغاز والبترول وهو الامر الذي ستبدأ منذ يوم غد الاثنين 19 ايلول.

الرد التركي جاء بسرعة وبشكل حازم على لسان وزيرالطاقة بان تركيا ايضاً ستبدأ التنقيب في المنطقة المتنازع عليها في الاسبوع القادم. ليس هذا فحسب،بل اضاف بان الاسطول والطيران الحربي سترافق ورشات العمل ومراقبة المنطقة.

اما السيد حسين جليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية،اي حزب السيد اردوغان، صرح قائلاً: لن نسمح ان تتحول مياه شرق المتوسط الى بحيرة اسرائيلية قبرصية. الدولة اليونانية كانت حليفة صادقة مع العرب وبشكل خاص مع سوريا والفلسطينيين اتجاه اسرائيل لعدة عقود. الا ان الامور انقلبت تماماً منذ سطوع الشمس التركية في سماء البلدان العربية في العقد الاخير واتجهت البوصلة اليونانية نحو اسرائيل بعدئذ.

هل هناك فخ اسرائيلي يوناني لجر تركيا الى حرب خاطفة لم تحسب تركيا حساباً لها في المتوسط وذلك بسبب تدهورالعلاقات التركية الاسرائيلية، لاسيما بعد تعرض السفارات الاسرائيلية الى الاعتداء من قبل الجماهير في مصروالاردن والتي جاءت بعد تحطيم هيبة اسرائيل في المنطقة على يد الاتراك؟.

الذين يعرفون تركيا عن كثب يعلمون جيدأ ان اي تردد او تراجع او موقف متخاذل من حكومة السيد اردوغان من الآن فصاعداً ازاء التحديات اوالتهديدات الاسرائيلية او اليونانية او القبرصية يعني اهانة لا تغتفر من جانب الشعب التركي وستكون نتيجتها نهاية السيد اردوغان وحزبه وربما عودة الجيش ومنظمة quot;ارغنكونquot; والدولة السرية الى سدة الحكم.


طبيب كردي سوري