صرح إسماعيل هنية (رئيس الوزراء الفلسطينى المقال) وأمير المؤمنين فى إمارة غزة بالتصريح التالى:
quot;تأسيس الدولة الفلسطينية لا يتم بالقرارات الأمميةquot;، وياسبحان الله أنه بمحض الصدفة أن هذا هو نفس تعبير الرئيس الأمريكى فى خطابه أمام الأمم المتحدة، وكذلك هو موقف رئيس وزراء إسرائيل نيتنياهو، وما نساه أو تناساه quot;الثلاثة يحبونهاquot; أن إسرائيل نفسها قد أنشأت بقرار من الأمم المتحدة (ما يعرف بقرار التقسيم) و قرار التقسيم فى حقيقته كان قرارا بإنشاء دولتين:دولة إسرائيل ودولة فلسطين، واليهود نظرا لقصر نظرهم وافقوا على الفور وإعتبروا أن يوم 15 مايو 1948 هو يوم إنشاء دولة إسرائيل، أما الفلسطينيون والعرب من وراءهم أم أمامهم (لايهم) وببعد نظر منقطع النظير (أذكى أخواته) قد رفضوا قرار الأمم المتحدة بإنشاء الدولتين وإعتبروه قرارا لتقسيم لفلسطين وقرروا محاربة اليهود والعصابات الصهيونية، والكل يعرف النتيجة طبعا، والآن بعد أكثر من 60 عاما من الإنتصارات الإلهية وquot;بعد النظرquot; راح الفلسطينيون يتسولون من الأمم المتحدة دولة أقل من نصف ما كان معروض عليهم فى 1948 من نفس الأمم المتحدة (سبحان مغير الأحوال)، وهذا من بعد النظر، على أساس أنه quot;يابخت من بات مغلوب ولا بات غالبquot; وquot;أهو الواحد ضرورى يرضى بقليلهquot; وquot;الطمع يقل ما جمعquot;، والأراضى الزيادة التى حصل عليها اليهود quot;حيصرفوها على الحكماء والدكاترةquot;.
والطلب الذي قدمه محمود عباس للأمم المتحدة سواء ساعد على قيام الدولة أم لم يساعد فإنه يشكل عامل ضغط على إسرائيل ووسيط السلام أمريكا، وهى فى تقديرى خطوة فى الإتجاه الصحيح، وبالطبع سوف تستخدم أمريكا حق الفيتو فى مجلس الأمن، وفى تلك الحالة على محمود عباس أن يذهب إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية بالإنتساب (من منازلهم يعنى)!
والسيد إسماعيل هنية لا منه يرحم ولا يسيب رحمة ربنا، يعنى بدلا من أن ينقطنا بسكوته ضم صوته إلى أعدى أعدائه (إسرائيل وأمريكا) فى رفض التقدم للأمم المتحدة، ولما كانت حماس قد تبنت اللاءات الثلاث الشهيرة من دول الصمود والتحدى والممانعة والمماطلة والشبيحة (وفيها لأخفيها)!! فكان الأجدر بيها أن تسكت فكلنا نعرف أن السكوت من ذهب، والآن حماس وضعت نفسها فى مأزق كبير فهى رفضت الدولة الفلسطينية عن طريق قرارات الأمم المتحدة، وترفض الإعتراف بإسرائيل، وترفض أى تفاوض من أى نوع، فلم يعد أمامها الآن إلا الحرب، ولما كان من الواضح (من الإحصاءات الرسمية) أن إسرائيل أكثر أمنا فى عهد حماس لذلك فإن حماس على إستعداد للحرب مع إسرائيل حتى آخر جندى مصرى، لذلك تفتعل مشاكل الحدود وتقوم بتفجير أنابيب الغاز الموصل لإسرائيل والأردن، ولكن لا مانع لديها من تصدير منتجات فلسطينية لإسرائيل، ولا مانع لديها أن تظل العملة المتداولة فى إمارة غزة هى الشيكل الإسرائيلى الصهيونى أو الدولارالأمريكى الإمبريالى (وهذا أضعف الإيمان). وحماس نفسها ومنى عينيها أن تقوم حرب بين مصر وإسرائيل مرة أخرى لأن هناك إحتمال أن تحتل إسرائيل سيناء مرة ثالثة (وكما نعرف جميعا: الثالثة..ثابتة) وتقوم عندها إسرائيل بتوطين الفلسطينيين فى سيناء.
...
وأنا أرفض تماما الإشاعة التى ظهرت منذ عدة سنوات بأن إسرائيل ساعدت (أو على الأقل غضت النظر) عن إنشاء منظمة حماس لكى تعمل توازن وتكسر شوكة منظمة فتح وفى نفس الوقت تساعد على شق الصف الفلسطينى، وقد رأينا هذا بالفعل عندما إستولت حماس على غزة وطردت محمود عباس ورجال فتح من غزة، وأصبحنا نسمع عن حل الثلاث دولة!! وكل شئ وارد فى القضية الفلسطينية، والتى ولدنا وعشنا وتربينا فى ظلها الظليل ونموت وهى باقية مثل الصخر الجلمود (كجلمود صخر حطه السيل من عل)!
...
[email protected]