الرئيس الفنزويلي quot;هوجو شافيزquot; تفوق علي الرئيس الكوبي quot;فيدل كاستروquot; والمرشد الأعلي للثورة الإيرانية الإمام الخوميني في الكراهية والعداء لأمريكا، وأتهامها بكل الموبيقات في الدنيا والآخرة فهي سبب البلاء في العالم وquot;الشيطان الأعظمquot; وزعيمة قوي الاستكبار والاستعمار الجديد.
شافيز لا يترك شاردة أو واردة تصدر في أمريكا أو الغرب الموالي لها، إلا ويعقد مؤتمرا صحفيا أو يخطب في برنامجه التليفزيوني، وأحيانا يستعجل الفرصة (لا يتحينها) وربما يختلقها ويصنعها بنفسه، حتي يعلن أمام وسائل الإعلام للعالم كله كراهيته لأمريكا ويظهر بوصفة البطل المغوار المعارض لسياسات الولايات المتحدة.
قبل فترة صرح بأن واشنطن تقف وراء إصابة عدد من قادة أمريكا اللاتينية بالسرطان بمن فيهم شافيز نفسه، وهم رئيس الباراغواي فبرناندو لوغو ورئيس البرازيل السابق لويس إغناسيو دا سيلفا ومن خلفته في المنصب ديلما روسيف، ورئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، وجل هؤلاء يُحسبون على تيار اليسار، ثم تراجع عن تصريحاته ndash; حتي لا يقع تحت طائلة القانون - وقال أنا فقط quot;أفكر بصوت عاليquot;؟
أحدث اتهامات شافيز كانت من نصيب quot;الدعاية الرأسمالية الأمريكيةquot;، التي ساهمت في تنامي شعبية عمليات تكبير (نهود) أثداء الفتيات والنساء عن طريق زرع السيلكون. وحذر في التليفزيون المركزي من شغف الفنزويليات بهذه العمليات، محذرا اياهن من الخضوع لها في ظل فضيحة عالمية أثارتها شركة quot;بولي امبلانت بروتيسيسquot; (الفرنسية) المصنعة لسيلكون الثدي الصناعي، نظرا لكون السيليكون المزروع بنوعية غير مناسبة للاغراض الطبية، مما أدى في عدد من الحالات الى تمزقه وتسلله داخل الجسم، الأمر الذي شكل خطرا على صحة صاحبات الاثداء الصناعية.
شافيز ندد بالرأسمالية الأمريكية المتوحشة ودعايتها الاستهلاكية الموجهة، خاصة دمية quot;باربيquot; التي تحرض الفتيات علي إجراء مثل هذه العمليات، كما تمنح البنوك هناك قروضا لدفع أثمانها لمن لا تستطع سد التكاليف، وأصبحت الهدية المميزة للفتيات المراهقات في بلاده هي زراعة السيلكون، ومعروف أن فنزويلا حاضنة لأجمل الفتيات في العالم، وفازت ممثلاتها أكثر من مرة في مسابقات quot;ملكة جمال العالمquot; وquot;ملكة جمال الكونquot;.
لا يختلف اثنان في مطلع الألفية الثالثة علي نقد quot;مجتمع الاستهلاكquot;، لكن الفكر التسويقي التقليدي المتمثل في زيادة عدد المستهلكين وفتح أسواق جديدة في أركان العالم الأربعة ndash; عبر الشركات المعددة للجنسيات والعابرة للقارات ndash; تطور إلي أقصي درجة، حيث داعبت فكرة quot;الفحولةquot; الاستهلاكية أذهان أصحاب هذه الشركات وأسفرت عن أمر جديد تمثل في خلق عشرات المستهلكين داخل المستهلك الواحد، الذي لن يكف عن الرغبة في الاقتناء والامتلاك والشراء، فقد أبتكرت فكرة (السوبر ماركت) ثم (المول) ثم (الهايبر)... والبقية تأتي.
المنطق المتحكّم في ترويج البضائع هو منطق الشّوق والرغبة لا منطق الاستهلاك. إن جميع البضائع تعدنا اليوم بشيء مّا زائد فوق ما يمكننا استهلاكه، ومن هنا وجدنا عبارة مثل: quot;تجدون جوائز كثيرة في انتظاركمquot;.. quot;اشتري زوجين من الأحذية وأحصل علي الثالث مجاناquot;، ومن هنا جاءت فكرة تكبير quot;النهود الصغيرةquot; للفتيات والنساء. فالنهد أو الثدي هو رمز الحب والعطاء والأمومة والأنوثة والمتعة والجمال والرغبة أيضا.
وحسب الفيلسوف المعاصر بسراب نيكولسكو، فقد أصبح مجتمع الاستهلاك الجديد هو المؤشر الأبرز علي quot;تنامي الذكورة في العالمquot;، ومن تجليات ذكورة العالم وفحولته، ظاهرة عبادة الشخصية (الصورة، القناع). أقنعة عدة لوجه واحد وأنياب كثيرة لشخصية واحدة، بحيث تؤدي تناقضاتها إلى انحلال الكيان الداخلي. وهو يعزو سُعار الاستهلاك في عصرنا إلى هذه التعددية، وبالتالي، كلما زادت شخصيات الفرد الواحد زاد استهلاكه، وكلما زاد الاستهلاك تقزمت كينونته.
ما يجمع بين هذا التزاوج quot;غير المقدسquot; بين أقصي اليمين وأقصي اليسار، الفاشية الدينية والأصولية الماركسية، متظاهري ول ستريت وquot;أحنلوا نيويوركquot; مع أقرانهم في روسيا quot;أحتلوا موسكوquot; هو العداء للرأسمالية المتوحشة، فقد صرح الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز فى برنامجه الشهير quot;الو سيادة الرئيسquot; خلال زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلي فنزويلا أن لديه الثقة الكاملة بأن البرنامج النووى الإيرانى لأغراض سلمية، كما أوصى إيران بتوخى الحذر والتحضير مع بلدان أمريكا اللاتينية لشن هجمات على quot;العدو المشتركquot; أمريكا.

[email protected]