قال وزير الدفاع الايراني العميد أحمد وحيدي في تصريح لوکالة الانباء الايرانية الرسميةquot;ارناquot;، في تعقيب له على قرار الولايات المتحدة الامريکية بشطب منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب:(ان هدف واشنطن من هذا الاجراء هو إحياء زمرة المنافقين الارهابية التي تلفظ أنفاسها الاخيرةquot;، ويبدو أن واشنطن تقوم مرة أخرى بإرتکاب خطأ کبير جدا على خطى بريطانيا و الاتحاد الاوربي، حيث من الواضح أن کل هذه الدول لاتفقه شيئا في علم السياسة و أصولها عندما راهنت على منظمة تلفظ أنفاسها الاخيرة و لم يعد لها من دور و تواجد على الساحة الايرانية.

وزير الدفاع الايراني، لم يوضح کيفية و نوعيةquot;لفظ الانفاس الاخيرةquot;لمنظمة مجاهدي خلق و لکن يبدو من کلامه أن المنظمة قد تنتهي و تتلاشى خلال الاشهر القليلة القادمة، غير ان السيد وحيدي لم يستطرد في کلامه کي يبين لنا نوع الازمات و المشاکل التي تعاني منها المنظمة و أدت بها الى لفظ أنفاسها الاخيرة، ويبدو أن وزير الدفاع الايراني من دون سائر المسؤولين الايرانيين يمتلك معلومات حساسة و في غاية الاهمية عن منظمة مجاهدي خلق لکنه ولأسباب لايعلمها إلا هو بنفسه لايکشف عنها النقاب.

هذه المنظمة التي تلفظ أنفاسها الاخيرة بالاستناد لهذا التصريح، تزعم تقارير متواترة في الوقت الحاضر أن أعضاءا لها يتدربون في معسکرات بباکستان و الولايات المتحدة، و ان هذه التدريبات من أجلquot;إثارة العنف و الاقتتال داخل إيرانquot;، وذکرت تقارير أخرى أنهاquot;أي المنظمةquot;تلقت مبالغ مالية ضخمة من دول الخليج لکي تنجح في الخروج من قائمة الارهاب، وان هذه المنظمة قد دفعت مبالغ طائلة لمسؤولين غربيين کي يساندوا مواقفها و يقفوا الى جانبها، وان إسرائيل أيضا تؤيدها و تقدم لها دعما کبيرا، وهذه المعلومات کلها تستند على مصادر ترجع بصورة او أخرى الى السلطات الايرانية نفسها، وطبعا ليس من المعقول أن يمارس مسؤول في الجمهورية الاسلاميةquot;حيث يعتبر من جنود أمام الزمانquot;الکذب، ولذلك فيجب علينا أن نقول بأن کل هذا الکلام صحيح بما فيه کلام وزير الدفاع نفسه، ولذلك فإن المنظمة تعيش حالتين في وقت حاد أي الحياة و الموت معا، أما کيف فذلك يعود لتصريحات لمسؤولين يعتبرون وفق معايير الجمهورية الاسلاميةquot;جنودا لأمام الزمانquot;!

نزار جاف

السيد وحيدي عندما يقول بأن منظمة مجاهدي خلق تلفظ أنفاسها الاخيرة وحتى أنه لايقولquot;توشك أن تلفظ أنفاسها الاخيرةquot;، بمعنى أن الامر قد بات في حکم المؤکد، لکن الغريب أن يحدث هکذا أمر و بلد السيد الوزير يمر بواحدة من اسوأ الظروف الاقتصادية التي باتت تحتاج لها کبش فداء من نوع خاص لکي يضحى به على أمل إمتصاص تداعيات و آثار هذه الازمة الطاحنة و من دون شك أن السيد وحيدي الذي يمتاز بإمتلاکه لمعلومات حساسة جدا لوحده من دون المسؤولين الاخرين، يعلم بأن الرئيس محمد أحمدي نجاد مرشح لکي يکون کبش الفداء المنتظر.

الحقيقة التي يجب أن أعترف بها هنا، أن تصريح السيد وحيدي يأتي في وقت يشهد فيه العالم کله صعودا و تألقا غير معهودا و مسبوقا لمنظمة مجاهدي خلق، وقد کان آخر الانتصارات السياسية الکبرى لها هو نجاحها بإجبار واشنطن على شطبها من قائمة الارهابquot;ويومها أي يوم صدور قرار الشطب في 28/9/2012، کانت البي بي سي و صوت أمريکا و قناة الجزيرة و قناة العربية کلها محجوبة في إيران أما لماذا فمن المؤکد أن لدى السيد وحيدي الاجابة على هذا السؤالquot;، ويأتي أيضا في وقت تتواتر فيها التقارير المتباينة عن الدور المنتظر و المتوقع لهذه المنظمة في المشهد الايراني خلال الاشهر القادمة، ولذلك فإنني أجد هناك ثمة صعوبة و إشکال کبيرين في فهم و إستيعاب هذا التصريح الفريد من نوعه.

هناك نکتة سمعتها قبل عدة عقود واحب أن أذکرها مسك الختام، بعد صدور حکم الاعدام بحق شخصين، سمح لهما أن يقدما آخر طلب في حياتهما قبل أن ينفذ فيهما الحکم، فقال الاول: أريد أن ألتقي بوالدتي لآخر مرة، أما الثاني فقال: أما أنا فأريد أن لايلتقي صاحبي هذا بوالدته أبدا، وأسأل القارئ الکريم: أي من الشخصين يوجد تشابه بين موقفه و موقف العميد وحيدي؟!