قالت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سورية إن الصراع في سورية أصبح مقسما على أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة على نحو متزايد في مواجهة الأغلبية السنية مع وجود مقاتلين أجانب يساعدون طرفي الصراع... وقال محققون في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم إن مقاتلين من أنحاء العالم تسللوا إلى سورية للمشاركة في حرب أهلية قسمت البلاد على أسس طائفية. وبعد أفول نجم القاعدة في العراق عاود التنظيم الظهور في سورية مما سبب أزمة للمعارضة التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودفع الغرب إلى رفض تقديم الدعم العسكري للانتفاضة السورية. فصعود جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية الأسبوع الماضي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة ودامية مع الغرب وربما مع إسرائيل

وفي موسكو نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس انه يدعم الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدا ان موسكو لا تسعى سوى الى تجنب حرب اهلية طويلة. واكد بوتين أن الغرب كان يدعم الأسد أكثر من روسيا.

من جهة اخرى الائتلاف الوطني المعارض ومنذ مؤتمر اصدقاء سورية في مراكش، وهو كما لو أنه فقد شيئا من بريق تأسيسه، بعد أن تراجعت غالبية الدول عن وعودها، وبعد تتالي تصريحات هنا وهناك تنذر بعدم امكانية انتاج مؤسسة قوية ومنظمة ومؤطرة، وموحدة سياسيا بالخطوط العريضة على الأقل، وتكون المحصلة البحث عن مؤسسة جديدة، في اطار دوامة انتاج البدائل المعارضة!! التي حركتها مجمل السياسات الغربية عموما والامريكية خصوصا، من أجل اشغال الناس والراي العام بما هو غير حقيقي وغير ذي جدوى..وكل ذلك لتبرير الموقف السياسي للغرب من الثورة السورية، فرنسا التي كانت من اوائل الدول التي دعمت نشوء الائتلاف عبر رجالاتها في المعارضة السورية!! تراجعت عن الوعد بانها ستدعم المعارضة بالسلاح..حتى الدعم الآخر الاغاثي والانساني لم تقدم فرنسا سوى مليون ونصف المليون دولار!! كذلك الحال بالنسبة لامريكا التي لم تعترف بالائتلاف قانونيا لم تقدم اي دعم يذكر، ورجالاتها في المعارضة الآن وكأنهم في حالة تشتت!! حيث تبخرت كل وعود السفير فورد.. عندما يتقدم تقرير للامم المتحدة بأن ما يجري في سورية هو حربا طائفية، والاستناد إلى تنظيم جبهة النصرة والحظر الامريكي عليه، اضافة إلى تصريحات بوتين هذه، يصبح من نافل القول أن هنالك محاولة ايهام غربية بأن يجري هو اعداد لصفقة امريكية روسية بشأن سورية، لهذا تجد في الاعلام منذ اسبوع المساحة الابرز للحديث عن هذه الصفقة! علما أنه لايوجد أية صفقة بالأفق، ما يوجد بالفعل هو تحفيز لكل العناصر التي من شأنها ادامة أمد الصراع، وتشويه صورة الثورة حتى يتم القبول بالعصابة الأسدية كطرف محاور بحكم الامر الواقع!! بالتأكيد لا احد من الاطراف الدولية حريصا على العصابة الأسدية، لكن هذه الاطراف أيضا أقل حرصا على نجاح الثورة..كيف؟ لأن الحديث عن عدم وجود تمثيل للطائفة العلوية غير آل الأسد!! وهنا لابد لنا من الوقوف عند هذه القضية التي طالما نبهنا عنها كثيرا منذ بداية الثورة..إن كل ما وصلنا إليه هو نتيجة لعدم التدخل الدولي من جهة، ولعدم الدعم المنظم للثورة من جهة أخرى..الآن كل هم الدول الغربية هو تحميل الثورة نتائج عدم دعمها لها، وللآسف أقولها المعارضة السورية ساعدت وتساعد الدول الغربية في هذا المنحى..من يتحدث عن وجود صفقة الآن أنما يريد المساهمة في نفس اللعبة أو أنه لايزال جاهلا بالسياسة الغربية عموما والامريكية خصوصا..امريكا الآن ليست بوارد انهاء الصراع..وكما يقال لله يستر من وزير خارجيتها الجديد السيناتور جون كيري; الذي اتى كوزير خارجية تبعا لصلته العميقة بالملف السوري عموما وصلاته القوية سابقا بآل الأسد..; الموقف الروسي الآن موقف مختلف عن الموقف الامريكي بالتالي: الروس فعلا يريدون من آل الأسد حسم الصراع لصالحهم سريعا او انتاج تسوية تبقي وضعهم في سورية كما كان، وهذا ما فشلوا به، أما الامريكان فهم يريدون سورية ضمن اطار نظام اقليمي للرؤية الاسرائيلية غير الجاهزة للسلام حصة الأسد فيه، أو ان تتحول سورية إلى صومال...طالما ان دعم الجيش الحر لايأتي من الغرب كما يتم التأكيد..لماذا المعارضة السياسية لا تحمل الغرب مسؤولية ما يجري وتطالبه بالتدخل أو رفع يده عن اللعب بالتمثيل السياسي للثورة؟ ولا تجاري الغرب في أي مداولة من شأنها تحميل الثورة مسؤولية ما يجري!! وهنا اقول للاصدقاء في الاخوان المسلمين السوريين، كان مطبا موافقتهم على الدخول بالائتلاف، لأنهم الطرف الوحيد القادر على افشاله، ولأنهم الآن في حيص بيص; هل يريدون الائتلاف ام يريدون المجلس؟ خصوصا ان اعلان دمشق لايزال متحفظا على الائتلاف! التمثيل الفعلي للثورة الآن الذي تشكله القوى المقاتلة على الارض، مشتت سياسيا. في ليبيا لم يكن لدى المجلس الانتقالي الليبي اشكالية طائفية او دينية او اثنية تواجهه، على عكس قوى الثورة السورية.. يحتاج جون كيري وادارته للخارجية الامريكية إلى ثلاثة أشهر...سيقتل فيها الوف السوريين..والاعلام يتحفنا بمساحات واسعة عن وجود صفقة امريكية روسية!! إنه لعب بالوقت الصومالي لا أكثر ولا أقل..بالطبع ليست اللوحة سوداء بالكامل هنالك دول غربية وغير غربية تدعم سقوط العصابة الأسدية..وهي التي تساعد فعليا قوى الثورة، لكنها لا تمتلك استراتيجية موحدة لتوظيف هذه المساعدة..وليعلم الاصدقاء في الائتلاف أن الامريكان والفرنسيين والانكليز لن يتعاملوا مع الثورة ومستقبل سورية إلا ضمن استراتيجية أن هنالك طوائف واقليات يجب ان تمثل بوصفها كذلك..وهذا الأمر يحتاج لوقفة جدية ورؤيته ضمن السياقات التي ذكرتها أعلاه..وهنا لابد من الاشارة إلى أن هنالك من يتبجح عن خوف روسي من قيام دول اسلامية، لهذا هم متمسكين بالعصابة الأسدية، هذا التبجح عار عن الصحة تماما..العكس هو الصحيح ربما..لأن برأي الروس الفعلي أن القوى الاسلامية السياسية أكثر استقلالية عن الغرب من غيرها!! lt;br /gt; lt;br /gt; نحتاج كمعارضة إلى وقفة نقدية سريعة مع الذات وعمل دؤوب..لكي نستطيع انتاج مؤسسة تمثيلية حقيقية..لا تجامل الغرب ولكن بالمقابل العمل من اجل تغيير موقفه وليس من اجل معاداته.. بالنسبة لجبهة النصرة بالمختصر تركتها الاستخبارات الغربية تقوى حتى نصل لما وصلنا إليه..وستبدأ قائمة الولايات المتحدة الارهابية بالاتساع لتطال كتائب من الجيش الحر..