لم تعد سياسة الإستهتار الرسمية للنظام الإيراني وحلفائه الإقليمين بالأمن الوطني لمملكة البحرين مجرد هواجس وتصورات، بل أضحت سياسة رسمية إيرانية، وملف أسود وعامر بالفتن والأزمات يحرص النظام الإيراني المتأزم أشد الحرص على إدارة ملفاته وتدبير شؤونه والإستمرار في ثناياه من خلال سياسة الدس والكذب وتصعيد التآمر، والإغراق الأهوج في إشعال فتنة وطنية بحرينية لن ينجح الطغاة وحملة الحقد التاريخي أبدا في تأجيج نيرانها الشيطانية.

فإدعاء معاون وزير الخارجية الإيرانية أمير حسين عبد اللهيان بإستعمال السلطات الأمنية لمملكة البحرين الغازات السامة ضد تظاهرات الجماعات المؤيدة للنظام الإيراني في البحرين، هي أكبر من مجرد كونها كذبة رخيصة وسافرة تصدر من نظام منبوذ دوليا ومتورط حتى الثمالة في سفك دماء شعبه، وفي قتل النساء والشيوخ في شوارع طهران أيام إنتفاضة الربيع الإيراني عام 2009 وماقبلها و مابعدها!، والنظام الإيراني المبدع في عمليات التعذيب والقتل والإعدام التعسفي هو آخر الأنظمة التي يحق لها التمضمض بملف ( حقوق الإنسان )!

ففاقد الشيء لايعطيه، والحملة الإعلامية الضارية التي تشنها طهران بمعاونة حلفائها وعملائها الإقليميين في بغداد وبيروت وبعضا من أهل اللوبي الإيراني المعروفين في الخليج العربي، ليست سوى محاولة يائسة من نظام مفلس ومهزوم يواجه إستحقاقات غضب شعبه للهروب من واقعه المر وسعيا لخلق أزمات إقليمية قد تشغل الرأي العام الإيراني عن مصائبه، فالتدخل الإيراني الرسمي الفج في شؤون البحرين الداخلية قد تجاوز كل الأطر والسياقات المقبولة أو الأعراف الدبلوماسية المتبعة، ومملكة البحرين التي تؤمن شرعيتها العليا ممثلة بالملك وولي عهده بالحوار الوطني الجاد وبنزع فتيل التوتر هي آخر طرف يمكن أن توجه إليه إتهامات ظالمة بحروب كيمياوية وسامة يعلم الجميع بأنها أبعد ما تكون عن أخلاق البحارنة حكاما ومحكومين، تخرصات وإتهامات الدبلوماسي الإيراني لاتخرج أبدا عن صيغة الخطاب العدواني في سياسة إيران الخارجية، وهو خطاب خطر سيرتد لا محالة على صدور مطلقيه.. فهزيمة النظام الإيراني السياسية والستراتيجية في لمنطقة والتي ستكتمل فصولها المريعة بالإنهيار التام لحليفه الأوثق النظام السوري المجرم وبتحلل القواعد الآيديولوجية والعسكرية والأمنية لذلك النظام في الشرق القديم قد حولته لوحش كاسر يحاول الضرب والإنقضاض يمينا ويسارا للتخلص من مأزقه، ومخطيء كل الخطأ من يعتقد بأن البحرين هدف سهل من الممكن تعجيزه وضربه والإجهاز عليه، فالبحرين التي صمدت تاريخيا أمام قوى الشر القادمة من الشرق لايمكنها أبدا أن تتحول للقمة سائغة لأكاذيب نظام تميز بالكذب الدائم عبر تاريخه الدموي الحافل بالمؤامرات والإغتيالات وإثارة الفتن وإدارة عصابات الخوارج الصفوية التي تنشر ثعابينها سموم الفتنة السوداء، ولن تنفع النظام الإيراني كل أبواق وأشكال أهل الفتن المتضامنين معه والمسوقين لخطاباته العنصرية الرديئة الحافلة بالكذب والبهتان، الغازات الكيمياوية السامة المزعومة ليست أبدا هي سياسة مملكة البحرين في التصدي للفتنة السوداء، والقمع المفرط لايعبر أبدا عن الهوية أو النفسية البحرينية السمحاء المتصالحة مع ذاتها والمؤمنة بالقيم والمقدسات، والبحرين لا تمارس سياسة الوجهين المنافقة أو الكيل بمكيالين، وهي بالتالي لا تحتاج لتزكية ولا مباركة من نظام شاذ خارج عن القانون ويمارس قمع الشعوب الإيرانية بعقلية العصور الوسطى البائدة، الدم البحريني مقدس عند أهل القرار في البحرين، وحكام البحرين لا ينشرون سموم الغازات ولا رياح الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، بل ينثرون ورود التسامح ويؤمنون أبعد الإيمان بأن الوطن غفور رحيم وإن إختلاف الرأي ضمن إطار الوحدة الوطنية لايقف أبدا كعائق أمام طموحات التنمية والإصلاح والتطوير، أكاذيب النظام الإيراني الفجة هي إستمرار لروح عدوانية مريضة، وإستكمال لتصريحات عدوانية ضد أمن شعوب الخليج العربي، فالنظام المتأزم في طهران لايرتاح أبدا لأجواء الإخاء والتفاهم، بل يبحث عن ملفات الفتن ليصنعها ويصدرها ويدير محاورها، ونظام على هذه الشاكلة قد أفلس بالكامل أمام إرادة أهل البحرين الحرة في التمسك بعرى الشرعية التاريخية والدستورية وبالوطن الواحد الموحد وبالشعب الملتف حول شرعيته، ليكذب أهل الحكم في طهران ماشاء لهم الكذب، فقد سقطت الأقنعة بالكامل عن أهل الفتن والملاحم الخرافية، وسيعز الله من ينصره ويخزي وجوه القوم الكاذبين والمنافقين، حرية وسلامة وأمن مملكة وشعب البحرين هي أكبر بكثير من كل سموم الحاقدين والكاذبين والقتلة المجرمين، وسيقبر البحارنة الفتنة بكل تأكيد..

[email protected]