التوصية الأخيرة لمجلس الأمة الكويتي و القاضية بالإعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري إضافة إلى الإدانة الواسعة و الصريحة لجرائم النظام السوري ضد الجنس البشري ، لم تأت بجديد على صعيد الموقف الشعبي القومي الكويتي و التاريخي المتأصل و المتواصل من ثوابت العمل القومي و من طبيعة المواقف الإنسانية المشهودة عن الشعب الكويتي العربي الحر الأصيل الذي يأبى الضيم و يكافح و يجاهد ضد القتلة و المجرمين و يننتصر لحق الشعوب في تقرير المصير وفي التضامن مع المستضعفين الحقيقيين ، هذه التوصية التاريخية و المؤثرة وفي هذا الزمن العربي الصعب بالذات و حيث ينزف الشعب السوري الثائر في مقاومة أبشع نظام دكتاتوري ولصوصي عرفته المنطقة إنما يدون كنقطة مشرفة ووضاءة في تاريخ العمل البرلماني الكويتي وكذلك الشعب العربي الكويتي الذي كانت مواقفه منذ فجر الإستقلال وحتى إلى ماقبل ذلك مواقف تعبر عن العزة و الكرامة و شرف الإنتماء ، لن نضيف جديدا أبدا لتاريخ شعب عرف بمقارعته للظلم و ناصر القضايا العربية و الإنسانية و ترعرع على حب العروبة النقية الإنسانية الخالية من الشعارات الفاشية و البعثية المريضة و المنتصرة لحرية الإنسان في كل مكان ، فمنذ ملحمة ( الجهراء ) التاريخية عام 1920 كان الكويتيون مشروعا وطنيا و تحرريا كان عنوانه الدائم الإنتصار لإنسانية الإنسان و التضامن وقت الفجائع و التواصل زمن الإنقطاع مع إتباع سياسة و منهج نجدة الملغوث و مساعدة المظلوم و الوقوف بوجه الظلم من أي طرف كان ، لقد نجح الكويتيون في كل إختباراتهم و مواقفهم القومية وشاركوا أبدع مشاركة في معارك الحرية و السلام في العالم العربي و تفاعلوا مع مصائب العالم العربي وخففوا ما أمكنهم من الفواجع و النكبات و كانوا على الدوام واحة و محطة للعمل العربي و الإنساني المشترك ، فقد كانت أيادي الخير و العطاء الكويتية واضحة وجلية و ممتدة من طنجة وحتى البحرين ، و أريق الدم الكويتي في معارك العرب ، وبذل المال الكويتي من أجل الحرية و العدالة ، و اليوم وفي هذا الزمن الصعب وحيث تتحالف ذئاب الفاشية و مافيا الدولية للإنقضاض على ثورة الشعب السوري التاريخية وغير المسبوقة يكرس الكويتيون عبر ممثليهم الأحرار في مجلس الأمة الكويتي سياسة الشرف التاريخية الكويتية و يعلنون بصوت شعبي واحد : لا للفاشية ولا للشبيحة و لا لقتلة نظام البعث السوري ولا لمنهج الإبادة و الإستئصال و التشويه الذي يعتمده النظام الإستخباري السوري ليمارس فاشيته المجرمة بحق الفقراء و المستضعفين و الثائرين لحريتهم و كرامتهم و تحرير سوريا العظيمة من أرجاس الفاشية و إحتلال القتلة و المشعوذين ، لقد كانت الغالبية الشعبية الكويتية هي الأقوى حجة و الأرفع صوتا و الأعز مكانة ، أما من فضل التحالف المعيب مع قوى الشر و الجريمة فأحسب أن التاريخ سيكون هو الفيصل في تقويم مواقفه المخزية ، الكويتيون لم يخضعوا يوما لأي إبتزاز من أي نوع كما أثبتت أحداث التاريخ القريبة و البعيدة ، و أهل الكويت بالتالي لا يمكنهم إلا أن يتضامنوا مع الضحية و يطاردوا الجلاد ويقاتلوه و يهزموه شر هزيمة ليلقوه على وجهه في مزابل التاريخ ، من الكويت إنطلقت معارك الحرية الوطنية المقدسة ، ومن الكويت إنطلقت رايات الثورة و التحرر و في الكويت تدور اليوم حرب تقرير الإرادات و الإنتصار للحق و الخير ، شعب الكويت يعرف الحقائق و يلم بالملفات والروح الوطنية و القومية الجامحة فيه هي أكبر من كل خلافات ثانوية فئوية أو مذهبية أو قبلية ، فالكويتيون الأحرار و الذين جربوا معاني الهيمنة الفاشية توحدهم الحرية وهم في حالة تسامي على أية خلافات أخرى ، فلا منهج سوى منهج الحرية ، ولا خيار سوى السير حتى النهاية في طريق الحرية وفي التضامن القومي الشامل ، فهذا هو قدر الكويت الدائم و التاريخي ، أما من يحاول تغيير إتجاه عربة التاريخ و التضامن مع القتلة و المجرمين و تنصيب نفسه محاميا للشيطان فإن الكويتيين ليسوا أبدا في وارد التعامل مع تلكم الخيارات المريضة ، تحية حب و إجلال لأحرار الكويت في مجلس الأمة الذين كرسوا حقيقة إن للحرية الإنسانية عنوان إسمه الكويت... فحفظ الله الكويت و شعبها و أميرها من كيد الكائدين و من دهاقنة الشيطان المتربصين.. ولا صوت يعلو على صوت الحرية...

[email protected]