مازال الغرب يتردد في أن يقدم على خطوات و إجرائات أکثر تشددا ضد النظام الديني المتطرف في إيران على الرغم من أن کل الدلائل و المؤشرات ليس فيها أي جديد بإمکانه منح شئ من الامل و التفاؤل بشأن تجاوب جدي من جانب طهران بإتجاه المطالب الدولية.

رهان التفاوض مع النظام الايراني و العيش على أمل تأهيله و تناغمه مع المجتمع الدولي، هو رهان أثبتت الايام و الوقائع و الاحداث ليس فشله فحسب وانما عقمه و کونه مجرد سراب يلهث وراءه ثلة من الساسة الغربيين الذين تنقصهم الشجاعة و الاقدام الکافيين لکي يتخذوا خطوات منطقية و عملية ضد النظام الايراني بحيث تحدد من غلواءه و تضعه في إطاره و حجمه الحقيقي، لکن جبن و تردد و قلق و توجس هؤلاء منحت و تمنح مبررات الصفاقة و الصلافة لرجال الدين المتشددين کي يقفوا دوما بصورة فجة و في منتهى الوقاحة بوجه المطالب الدولية، وعلى مر الاعوام المنصرمة کان الغرب يسعى دوما للرکض خلف سراب بقيعة على أمل أن يقبض شئ من النظام الايراني، لکن، کانت المحصلة النهائية دوما في صالح النظام الايراني.

تأکيد اوساط أمريکية و اوربية متباينة مرة أخرى على مسألة التفاوض مع النظام الايراني و تفاؤلهمquot;المضحكquot;وquot;الهزيلquot;بشأن تحقيق ثمة تقدم ملموس على هذا الاتجاه، هو بمثابة توفير المزيد من عامل الوقتquot;الثمينquot;، لهذا النظام المماطل و المراوغ و مساعدته لکي يطور برنامجه النووي المثير للجدل أکثر فأکثر ولايبدو ان الغرب قد إتعظ من کل ذلك الکم الکبير من عمليات التفاوض العبثية و غير المجدية بل وان المثير للسخرية ان الغرب يبدو و کأنه قد أصيب بثمة بمرض الانتظار، ولذلك فقد بات مغرما و مولعا بإنتظار ما قد او يمکن او لعل يحدث في يوم ما من تغيير إيجابي في المسار النووي للنظام بإتجاه تلبية المطاليب الدولية، وهو إنتظار يثير في بعض الاحيان الشفقة و الرثاء على العقلية السياسية للغرب.

المواقف الاخيرة للرئيس الامريکي بإتجاه إبداء الليونة تجاه النظام الديني المتطرف في إيران و المراهنة على ثمة تحول او تغيير إيجابي في موقفهم و مايتردد في اوساط سياسية و دبلوماسية اوربية في باريس و بروکسل و فينا و برلين بشأن عقد الآمال على مسألة التفاوض مع النظام الايراني و عدم جدوى الخيارات الاخرى المتاحة أمامهم، تبدو في هذا الوقت العصيب جدا بالنسبة للنظام الايراني أکثر من مفاجأة استثنائية، خصوصا وأنه يمر بأکثر من أزمة و محنة خانقة تعصف به على الصعيدين الداخلي و الخارجي، ومن هنا فإن الترحيب الملفت للنظر من جانب مرشد النظام بموقف اوباما يعطي إنطباعا بأن الغرب قد أعاد مرة أخرى إرتکاب نفس الخطأ الفاحش بمراوحته بين خياريquot;المفاوضاتquot; او quot;الضربة العسکريةquot;، من دون أن يفکر ولو قليلا بخيار مهم آخر بعيد عن هذين الخيارين العقيمين، وان خيار دعم الشعب الايراني و مساندته و الوقوف الى جانب القوى الوطنية الايرانية المعارضة للنظام و بشکل خاص المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يشکل صداعا و أرقا دائما يقض من مضجع النظام، سيکون خيارا مفيدا من مختلف النواحي ولو فکر المجتمع الدولي قليلا و جرب هذا الخيار لوجد انه سيختصر الکثير من الجهد و الوقت و حتى المال ليتخلص من هذا النظام و مصائبه و سيجد بأنه أمام خيار حقيقي و واقعي و ليس مجرد وهم کما هو الحال مع خيار التفاوض مع الملالي!