كسب التيار الإسلامي الانتخابات البرلمانية وشهادة حق لو أعيدت الإنتخابات مائة مرة سيكسب التيار الإسلامي!!!!، صحيح لو كانت الانتخابات ديمقراطية ونزيهة ستقل النسبة ولكن لن تصل لأقل من 50 % بأي حال من الأحوال، فلدينا أربعون في المائة من سكان مصر أميون فكيف لا ينساق هؤلاء لمن يدعوهم بأسم الدين؟؟ وأنني أؤمن تماما أن مصر لكي تعبر إلى اللليبرالية والدولة المدنية الحديثة لابد لها أن تمر من خلال النفق الإسلامي المظلم، فهذا قدرنا وقدر وطننا ولكن علينا أن لا نستسلم للأمر الواقع بل نبذل قصاري جهدنا من أجل تقليل الخسائر في هذه الفترة من ناحية وتقصير المدة من ناحية أخري.

الشئ الوحيد الذي سيضمن لنا تقليل المدة هو تولي التيار الإسلامي للسلطة في مصر لتنكشف ليعرف الشعب حقيقتهم ويتلمس الشعب إمكانياتهم الضعيفة وقدرتهم علي قيادة البلد، ولكن أن يسيطر التيار الإسلامي علي البرلمان ويستمر صياحهم داخل جدران البرلمان مرتدين ثياب الحملان وهم الذئاب يتظاهرون بالدفاع عن الوطن وشرفة وكرامتة وهم من يتاجر بالوطن وبكرامة الوطن، يوجهون اللوم للجنزوري وحكومته وهم المخططون لأفعاله في الخفاء، لن نكون أغبياء لنعطيهم هذه الفرصة أبدا وحتي لا يتهمنا البعض بترديد الكلام بدون دلائل أسوق لكل حادثتين علي سبيل المثال وليس الحصر.

الأولى هي قضية التمويل الأجنبي وبراءة المتهمين وسفرهم لبلادهم علي متن طائرة عسكرية كانت تنتظرهم بالمطار قبل صدور الحكم!!، وهي القضية التي شعر المصريين بالإهانة للسيناريو الذي تمت به، وجدنا الإخوان والسلفيين يوجهون اللوم لحكومة الجنزوري ويطالبون الوزيرة فايزة أبو النجا بالإستقالة، إلي هنا وكنا فقط نتعجب لماذا لا يهاجم هؤلاء المجلس العسكري وما ذنب الحكومة المسكينة التي ما هي إلا quot;عبد المأمورquot;، وظهر مجلس الشعب بقيادة التيار الإسلامي بمظهر المدافع عن كرامة مصر والمصريين، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفينة التيار الإسلامي فيصرح في واشنطن جون ماكين عضو الكونجرس الأمريكي البارز والذي خسر مقعد الرئاسة الأمريكية بعد هزيمته من أوباما بتصريح من واشنطن يشكر فيه جهود الإخوان المسلمين في حل قضية المتهمين، ويصرح بدورهم ومساعدتهم له ولبلادة لإنهاء هذه الازمة!!!، أي انهم كانوا جزء من الصفقة التي يتظاهرون بالهجوم عليها والهجوم علي الجنزوري وحكومته بسببها.

الموقف الثاني وهو تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية بمحادثات واجتماعات ومشاورات سرية تمت مع جماعة الإخوان المسلمين، فيرد المتحدث الرسمي بأسم الجماعة بالنفي بل ويستفيض بأنهم سيعلمون هيلاري كلينتون الأدب، ثم تمر الأيام ونجد هيلاري كلينتون في القاهرة وبدل ان يعلمها الإخوان الأدب نجدها تذهب لمقابلة المرشد العام للإخوان المسلمين والإجتماع به.

هذا من ناحية ومن ناحية أخري في حالة تولي التيار الإسلامي الحكم ستتغير أقوالهم لأنهم في موقع السلطة، فمثلا تتعرضت غزة في الأيام الأخيرة لقصف إسرائيلي، وكانت في كل مرة تتعرض غزة للقصف ينشط التيار الإسلامي ويكتسب أرضية في الشارع المصري ويعتمد علي دغدغة مشاعر المصريين، ولكن هذه المرة وجدناهم يتعاملون مع الموقف بطريقة مختلفة، فلا توجد سلطة تمنعهم من الجهاد والحدود مفتوحة، ولكن المعركة الأن لم تعد quot; بقيقيquot; كما يقول أبو العربي وطالما هي جد الجد فلا داعي للكلام، وسلك التيار الإسلامي مسلك النظام السابق، بل والحق النظام السابق كان يقوم بدور اكثر من خلال الاتصالات مع الجانبين لمحاولة إنهاء عمليات القصف بأسرع وقت ممكن.

إذا فتولي التيار الإسلامي للسلطة هو الطريق الوحيد لكشفهم والتخلص منهم نهائيا، كما تخلصت مصر من حكم المماليك للأبد وجاء محمد علي ليبني أول نهضة مصرية حقيقية في العصر الحديث مازلنا نحلم بتكرارها بعد الخلاص من هذا التيار الظلامي.

ولكي تكمل الحلقة لابد ان يكون الرئيس من التيار الإسلامي حتى لا يكون لهم عذر أمام الشعب المصري والعالم،ولدي أمل كبير أن سبب الدعم الغربي للتيار الإسلامي بعد الربيع العربي هو كشف هذا التيار للشعوب من خلال توليهم السلطة، وعلينا دور كبير نحن الليبراليين في هذه المرحلة وهي أن نشارك وبقوة في العمل السياسي حتي لا نترك لهم الساحة من ناحية ومن ناحية أخري نكون مستعدين لقيادة الوطن في أقرب فرصة، كما أن تواجدنا في الشارع ومشاركتنا السياسية يبعث الأمل في نفوس الشعب أن التغيير ممكن ان يحدث حتي لا يستسلم الجميع لهم كما فعلوا مع نظام مبارك، أما الدور الأهم فهو كشف هذا التيار للشعب من خلال الإعلام بكل وسائله المحتلفة، وإذا كان الأمريكان يقدرون فترة سيطرة التيار الإسلامي بخمسة عشر سنة نستطيع نحن أن نختصرها لبضع سنوات معدودات علي أصابع اليد الواحدة، وغدا ستشرق شمس الحرية يا بلادي يا بلادي...