لو سأل سائل عن أکثر النظم استبدادية و دکتاتورية في المنطقة على وجه الاطلاق، لکانت إجابته تتراوح بين النظامين الايراني و السوري، إذ أن مناقبهما و خصائصهما و خصالهما المختلفة من هذه الناحية کثيرة لامجال لحصرها او عدها.

التحالف القوي القائم بين النظامين السوري و الايراني، لم يکن بالامکان إستمراره و بقائه على حاله کل هذه السنين لولا لم تکن المحتوى و المضمون الاستبدادي القمعي للنظامين ليس متشابهين فقط وانما حتى متطابقين أيضا، وهذا هو السر الاکبر في بقاء هذا التحالف الاستراتيجي قائما على الرغم من کل المحاولات و الضغوط و العروض المغرضيةquot;العربية و الدوليةquot;المقدمة للنظام السوري کي يبتعد عن النظام الايراني، لکن يبدو أن نظام الاسدquot;الاب و الابن على حد سواءquot;، کان يدرك أن خروجه عن فلك حليفه الاستراتيجي أشبه بخروج السمکة من الماء!

المحاولات المستميتة التي بذلها النظام الايراني من أجل نصرة حليفه السوري و ضمان خلاصه من المأزق الکبير الذي وقع فيه، فيها الکثير من الادلة و الشواهد على تمسك نظام ولاية الفقيه بحليفه الى أبعد حد ممکن بل وانه قد تجاوز کل الحدود المألوفة و المتعارف عليها بحيث لم يهتم بآثار و إنعکاسات دعمه غير الاعتيادي للنظام السوري على الرأي العام في المنطقة و العالم وانما غالى في ذلك أيضا الى الحد الذي وصل به الحال الى وصف احداث الربيع العربي بأنهاquot;مؤامرةquot;، بعد أن کان يصفها بانها إمتدادquot;للثورة الاسلاميةquot;، على حد زعمهم.

اليوم وبعد أن وصلت الامور بالنظام السوري الى مفترق بالغ الخطورة و بات العالم کله ينتظر اللحظة التي يعلن فيها سقوط النظام، وبعد أن تواردت تقارير تتحدث عن تراخي عزم و حزم النظام الايراني و صنيعه حزب الله اللبناني في دعمها المقدم للنظام السوري، فإنه من الضروري جدا على الثورة السورية الانتباه و الحذر و ان لاتذهب بعيدا في تفاؤلها بهکذا تقارير، لأن ديدن النظام الايراني و صنيعه في لبنان، المخططات التآمرية للإلتفاف على الثورات و الانتفاضات، وانه وبعد أن عجز عن إخماد الثورة السورية و وصلت الحالة به الى حد اليأس، فيقينا سيفکر ببديل لذلك، مما يستدعي الحيطة و الحذر الکاملين، لکننا نرى أن الرد الافضل و الامثل على مخططات النظام الايراني التآمرية ضد الثورة السورية تنعکس في إرساء علاقات وثيقة و قوية مع المقاومة الايرانية التي تتصدى للنظام الايراني و تکافح ضده من أجل الحرية و الديمقراطية في إيران، وان التجربة الغنية و الممارسة العملية التي تمتلکها المقاومة الايرانية في تصديها و مقارعتها للنظام الديني، و قبل ذلك معرفتها و خبرتها الکبيرة بمخططات النظام التآمرية الداخلية و الخارجية، من شأنها أن تکون مفيدة جدا للثورة السورية و تساعدها على إجهاض تلك المخططات و القضاء عليها في المهد.

طريق الثورة السورية هو طريق ينتهي الى مفترق الحرية و الانعتاق من ربقة الدکتاتورية، وان طريق المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هو نفس الطريق من دون أي تغيير، ولذلك فإنه من الضروري و المهم جدا أن يبادر الطرفان للإلتقاء و التشاور و التآزر اليوم قبل غد!

[email protected]