بالامس كانت مجموعة من السفراء والعسكريين الكبار وعلى رأسهم مناف طلاس من الذين انضموا الى الثوار ضد النظام السوري الغاشم، واليوم ينضم فخامة رئيس الوزراء السوري بذاته، فيا ترى من سيكون غداً؟ وخاصة ما تناقلته وسائل الاعلام حول مفاجأه كبرى في الافق! فلم يبق اِلا اللهم الرئيس بشار الاسد نفسه، بذاته بقامته المديدة وعنقه المشرئب نحو امكارم الأخلاق التعسفية ؟ والسؤال الذين يحيرني هو: أين سيكون محط رحاله ؟ أفي الاردن؟ محال! نظراً لمواقفه المعروفة حيال الثورة السورية. أفي لبنان ؟ لا أظن ذلك، وأين؟ في لبنان ؟ في الضاحية وحياتها البسيطة؟ أم في الجنوب وقلة الخدمات ؟ أم يا تُرى هل يفكر في المنطقة الخضراء المصونة (العراق) ؟ هذا شيء مستبعد، وذلك لاسباب كثيرة، منها انعدام الأمن والخدمات، بالاضافه الى الذل الذي سيواجهه هناك، كون المالكي كان لاجئاً في ضيافتهم الكريمة الحاتمية لأكثر من عشرين عاما، وبواب الخليفة يمنعه من مقابلة الشبل البشاري ولامقابلة ابوه الأسد، بل حظي محسودا بمقابلة quot;ابو وائلquot; فقط، وما ادراك من هو أبو وائل؟ إنه موئل الفارين من الظالمين، رئيس جهاز المخابرات السوري والمسؤل عن تجنيد العراقيين، والذي ان اشفق على احدٍ منهم، تكرم بمنحه نصف ساعه من وقته الثمين. ولشهور عديدة يسهب كل من التقى بـquot;ـأبو وائلquot; المغوار وغيره، في الحديث عن تلك النصف ساعة الرائعة وكأنها اسبوع السعد المبارك، وكيف أرتشف شاياً لذيذاً يتصاعد بخاره المعطر بالهيل وقدمه بيده الكريمة.

بقي احتمال واحد لا ثاني له، ألا وهو احتمال إلتجائه الى ايران حاميته الكبرى! وهذا أمر وارد في الحسبان جداً، سوى بعض المصاعب والمتاعب التي ستواحه السيدة حرمه المثقفة ذات الوجه الصبوح من نظام الحجاب الصارم هناك، ولكنها على ما نظن ستعتاد عليه مع مرور الزمن والزمن كفيل بمداواة الجراح. هذا بالاضافه الى البروتوكولات الكثيرة هناك والتي عليهم الالتزام بها، مثل quot;دعاء الندبةquot; في الصباح الباكر من كل جمعة، وquot;دعاء السماتquot; في مساء الجمعة، وquot;دعاء كُميلquot; في مساء كل خميس، وصلاة الجمعة، وشهري محرم وصفر بالسبايا والحسينيات، ومناسبات الروزنامه الايرانية التي قد تصل الى مائه وثمانين يوما في السنة !! والمُطلعون على الحياة الغنية بالتقاليد في ايران يعرفون ذلك جيداً.

ولعمري سوف لن يتمكن من تشنيف أذنيه القائمتين هناك بسماع أغاني الكفار الاجنبية التي يعشقها، بقدر ما سوف تقرع سمعه quot;مواعظ الاعتبار والتأنيبquot;، مثل:

١ - quot;يعز من يشاء ويذل من يشاءquot;،

٢- quot;يعطي الملك من يشاء ويأخذ الملك ممن يشاءquot;،

٣- quot;يهلك ملوكاً ويستخلف آخرينquot;

٤- quot;قاصم الجبارينquot;،

٥- quot;مدرك الهاربينquot;،

٦ - quot;الملك له وحدهquot;

7- quot;دولة الظلم ساعةquot;. وحكم ومواعظ مشابهه لاحصر لها، سواء من القرآن الكريم الذي لم لم تكتحل عيناه بقرأه آياته المحكمات ولوم كل جبار عنيد، او كتب الادعية والمواعظ والاعتبار. وquot;لا يبقى سوى وجه ربك ذي الجلالquot;، quot;صدق الله العظيمquot;.

لندن