كم اشعر بالخجل عندما ارى القديسة انجلينا جولي تجوب شوارع بغداد بكل اطمئنان، كم اشعر بالخجل بأنني العراقية القابعة في القطب الشمالي لا استطيع حتى ان أتقرب من حدود بلادي، كم اشعر بالأسى القاتل عن حق بأنني انا الكاتبة والشاعرة والأستاذة وآلام والمربية ان تعمل شيئا، انا ابنة هذه التربة الطاهرة وانا عاجزة عن تقديم ابسط الخدمات لوطني.

انا اشعر بالالم عندما ارى اصرار القديسة انجلينا جولي التي ما زالت تخاطر بسلامتها هذه الام لسبعة اطفال ، هذه الانسانة المترفعه عن العنصرية العرقية والدينية والعقائدية ولبست جلد الانسانية لتحمي أبناء وطني، ربما برفع أصواتهم وعرض معاناتهم ، وقفت في اكثر الاماكن شعبية وخطورة ، امنوا بها ورحبوا بها لانها صادقة معهم ، تجوب الخيام والملاجئ والحارات والخيام تاركة العز خلفها ملتفة الارض المتربة البعيدة عن كل مقومات الصحة، التحفت الارض واعتمرت الحجاب وحملت القران احتراماً للجميع ، ضمت القران الى صدرها ليعطيها القوة والفصاحة والإيمان وللتقرب من هؤلاء الذين رأوا فيها ما يبحثون عنه ، يبحثون عمن يكون قريبا لهم.

انها ليست بحاجة للمال، هي بحاجة لجمع الأجر والثواب وتضيفه الى دفتر حسناتها. كم خجولة انا، اتمنى ان اضع يدي بيدها لأجمع أطفالنا من الشوارع وإعادتهم الى المدارس، إبعادهم من ايدي تجار الطفولة، إبعادهم ممن يتاجر بهم ليركب سيارة فاخرة ، كم اشعر بالخجل لعدم قدرتي ان أساعد حتى لو في كنس شارع من شوارع مدينتي وشارع من شوارع شيخ عمر حيث ترقد أمي وأبي وخالي وجميع افراد عشيرتي، لم استطع رؤيتهم قبل الموت، فربما التقي معهم، أقرء لهم ما كتبت مؤخراً لأنني اعرف با ن والدتي تحب أشعاري. كم خجولة عندما ارى من حرقنا سفارتها وقتلنا سفيرها ذائبة وسط التربان والأطفال المظلومين والنساء الشابات الأرامل والأمهات الباقيات،

يتبادر الى ذهني اين هم الفنانون العرب؟ اين هن جميلاتنا اللاتي انتخمت حساباته/ وحسباتهن بملايين الدولارات المزيفة، اين هي يسرا وأين هيفا وهبي وأين وليد توفيق والفنان مصطفى فهمي؟ القائمة طويلة، انني لا أصفي حسابات هنا ، و لا بصاحب العز والجلال، ولكن الشئ بالشئ يذكر، أليس غريبا غياب حتى كاتب سيناريست عن الساحة المهجرة التي اصبحوا يتاجرون بأطفالهاوبناتها وعادت قصة المتاجرة بنساء وأطفال العراق حية.

المهم ما اريد قول ، اشعر بالخجل انا الانسانة استطيع ان اعمل واقدم واشارك لانه ارض أمي وكل الأمهات، أرض صرخت فيها اول صرخة استقبلت فيها الحياة، لماذا لم نستطع اخراج قديسة والقداسة تنطبق على كل مخلوقات الله وليس لدين معين، فمن لديه طريقة او وسيلة يدلني عليها لأساعدويتكون فليتكرم بمشورة او طريقة كي ارتاح والا سأبقى حبيسة العجز عن تقديم المساعدة، لأنني خجولة وأشعر بالغثيان لما يدور حولي وانا عاجزة ، ومليون دعاء بالنجاح للقديسة جولي ، حماه الله ويا ليتني استطبع تقديم شيئا، لأننا والله قديسات نذوب ألما ، لدينا القدرة على العطاء، لدينا الحب والخلاص، ولدينا الايمان بالله العظيم.