أثارت تصريحات الدكتور عصام العريان بدعوة اليهود من أصول مصرية للعودة إلى وطنهم الأصلي مصر العديد من التساؤلات.. فالدكتور العريان إضافة إلى تاريخه في الحركة الوطنية الإسلامية على مدى عقود.. rsquo;عرف خلالها برفضة المطلق ومعارضته لكل الخطوات السلمية التي خطاها الرئيس أنور السادات تجاه إسرائيل بدءا من زيارتة للقدس وحتى بعد كامب ديفيد والتي حققت السلام وإن كان هشا وباردا مع إسرائيل.. والتي تلاها الرئيس أنور السادات بمقاضاة إسرائيل في المحاكم الدولية لسنوات لإعادة طابا إلى السيادة المصرية.. حتى وإن كانت هذه الإستعادة ثمنها دخول الإسرائيليين لزيارة طابا وشرم الشيخ بدون إذن دخول..!! ولكنه إستعاد كل سيناء.. بينما لم تستطع أي من الدول العربية الأخرى إستعادة شبر من أراضيها المحتله.. لا حربا ولا سلما!

تصريحات الدكتور العريان.. مستشار الرئيس المصري لا يمكن أن تأتي من فراغ.. نظرا لمركزه المتمكن في الحزب وفي الرئاسة.. حتى وإن أتبعها بتفسيره الخاص الذي أكد فيه بان إسرائيل كدولة ستزول بعد عشرة أعوام فقط؟؟؟؟ فكيف وعلى ماذا بنى العريان أقواله حول إزالة إسرائيل.. وهو يعلم بأن إسرائيل تعتبر الولاية الحادية والعشرون لأميركا.. وحماية وجودها فرضا أميركيا.. وأن ترسانتها العسكرية تفوق ترسانة الدول العربية كلها.. وأن الإسرائيليون مرحب بهم في كل مكان في العالم.. سواء جاءوا للزيارة أم للعمل.

لا يمكن أن تأتي تصريحات بمثل هذه الأهمية بدون موافقة مبدئية من المرشد ومن مركز الإرشاد نفسه.. وإلا ما السبب الذي منع حزب الحرية والعدالة من إستنكار التصريح.. ما السبب الذي منع الرئيس بنفسه من تفسير أو إدانة أو إستنكار مثل هذا التصريح؟؟؟

مصر تمر بأزمة مالية خانقه.. يضاف إليها الأزمة الإقتصادية.. وليس هناك من امل بحلول عاجلة.. أو عملية إنقاذ من الدول الخليجية خاصة في ظل الأخبار الواردة من الإمارات التي يؤكد فيها رئيس الأمن السيد ضاحي الخلفان القبض على خلية من الإخوان فيها.. وهو الخطر الذي تخشاه كل الدول الخليجية.. مما سيوقف كل هذه الدول من مساعدة مصر في أزمتها.. وبالتالي فليس هناك من جهة أخرى قادرة على إخراج حكومة الإخوان من عنق الزجاجة إلا الإدارة الأميركية وبإيعاز من الحكومة الإسرائيلية فيما إاذا تأكدت هذه الحكومة من صدق نوايا الحكومة المصرية في موقفها من الصراع. وعملها بأي وسيلة حفاظا على وجودها في السلطة على تحجيم حماس وإحتضانها والعمل على إنهاء الصراع.. مرة أخرى تحت شعار الإسلام المعتدل والمتسامح.. وأن الضرورات تبيح المحظورات !!!!

منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية