يستغرب البعض من رواد وزوار الأراضي السعودية الشاسعة والمقيمين فيها حين يشاهدون براميل البترول منتشرة في أرجاء البلاد، في حين يغلب الظن على أنها ذات ملكية خاصة وليست فردية، وفُرغ من استخدامها وهي الآن في عداد الأموات، بل الأموات أكرم كثيراً من تلك البراميل المدفونة في الرمال وروؤسها ظاهرة للعيان.


لا يمكن أن نقول أن براميل البترول المنتشرة تعكس ثراء المجتمع السعودي ، ولا يُعقل أن نتجاهل انتشارها فارغة وبشكل متداول في أرجاء البلاد، في حين باتت أنسب المواصفات الفنية للشيف حين يروي حكاية quot;المنديquot; ورواية quot;النكهةquot; وفلسفتها، إلى أن أصبحنا نرى ونسمع بأن تلك البراميل المزروعة في الأرض مطابخ للمندي.


سيقول البعض أننا محسودون على هذه الطفرة الفكرية التي طغت حتى على الأكل، وطرقه وطرائقه، و فنه وفنونه، وطرائق التقاليد الذكيّة والمتذاكية أحياناً.. حتى أن العالم بأسره quot;الدول المصدّرة والمستوردةquot; للنفط يرون: أننا نحن السعوديون غمّسنا اللحم في بقايا البترول؟! وباتت براميله المُنتشرة مطابخ للمندي يأكلون منها ويشربون. بينما نرى أمثال تلك البراميل في بعض الدول المصدّرة للنفط حاملات لليخوت والسفن في طور تصنيعها وتجهيزها ضمن خطوط إنتاج المصانع في الدول المتقدّمة.


إذن، براميل البترول حينما نراها في مصانع اليخوت تحمل القوارب والسفن لرفعها عن الأرض وإكمال عمليات تصنيعها أمراً طبيعياً، ولكن الأمر الغير طبيعي أن تشتري شركة ارامكو السعودية quot;يختquot; يملكه ابن وزير البترول بخمسة ملايين دولار، في حين يقيّم ذلك اليخت بنصف مليون دولار فقط، بزعمهم أن ذلك يسري في إطار العمليات الشرائية المتداولة في أنحاء العالم، بينما أسواق العالم كلها ورجالات أعماله لا يملكون مثل ذلك اليخت أو افضل منه وبسعر أكثر منطقية من المبالغة بهدف تقديم هدية متواضعة.


هذه الرواية يتداولها الرأي العام والكثير منهم منسوبي أضخم شركة مصدرة للنفط في العالم في ثنايا ربيعها الأول بعد ثمانية عقود من الخبرة الفريدة والعمل الجاد للتنقيب عن البترول وتصديره قبل أن يتخلل ذلك ما يجري من عمليات التكرير والبيع والاستثمار.

* كاتب سعودي

[email protected]