ماذا لوسقط نظام بشار الاسد أو طالت الحرب الاهلية في سوريا؟
هذان السؤالان السؤال مطروحان بقوة والححاح على موائد المحللين السياسيين العالميين والاقليميين لما للوضع السوري من خصوصية حساسة على مستوى تداعيات سقوطه على دول الجوار وبالاخص العراق ولبنان، ويرى هؤلاء ان بدايتها لاحت في العراق حيث المظاهرات السنية في المنطقة الغربية تواجهها الشعارات الشيعية في الجنوب والوسط وبعض مناطق بغداد، والمطالب متناقضة والشعارات متنافية، فهل هي إلا من علائم تاثير ما يجري في سوريا على العراق؟
هؤلاء المراقبون او بعضهم يرجِّحون التقسيم نتيجة نهائية لسقوط النظام او إطالة الحرب، والاسباب متوزعة بين سياسة الامر الواقع وارادة بعض الكبار وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية، وربما تنضم روسيا الى اقرار هذه النتيجة حفاظا على موطيء قدم لها في المنطقة، حيث ـ وكما يقول هؤلاء ـ ان حصة (العلويين) من هذا التقسيم هي المنطقة الزرقاء، اي الساحل (العلوي)، وهناك اخبار متسربة تفيد ان العلويين يعملون الآن على تحصين هذه المنطقة عسكريا على مستوى فائق، ويشكك كثير من المراقبين ان تكون لهذه (البقعة) الشيعية / العلوية قدرة التواصل مع علويي تركيا (الجبل / الشمال) وشيعة لبنان (البحر / الغرب)، فهي مساحة شبه محاصرة، ولان ما يحصل في سوريا منذ سنتين تقريبا كان الهدف منه وما زال تفتيت (الهلال الشيعي / محور الممانعة) فإن العراق ينبغي ان لا يفلت من ذات المصير، اي التقسيم، ويذكرنا هؤلاء المحللون بمشروع بايدن، ويضيف آخرون ان العراق اصلا دولة مصطنعة، وفيما يُسال هؤلاء المراقبون عن الصورة المُفترضة، فالجواب حاضر لديهم، دولة كردية، في الشمال، واخرى شيعية في الوسط والجنوب، وثالثة سنية في المناطق الغربية، وهو كلام يتردد كثيراً في محافل الناشطين السياسيين وغيرالسياسيين في العراق، وربما هناك من يرحب بذلك بشكل وآخر، وفي ضوء هذا التصور تشخص الدائرة الشيعية الجديدة في المنطقة كما مرّ ذكره، اي شيعة العراق في الجنوب وبعض الوسط العراقي، وهي تماما كـ (البقعة) الشيعية /العلوية السورية، اي محصورة بين الشمال / الجبل والغرب /المنطقة الغربية، بين جبل ونهر، واي جسر تواصل بين شيعة العراق بهذه (البقعة) وشيعة سوريا يكون بحكم المعدوم، فهناك (البقعة السنية) السورية المجاورة بل المتلاصقة بـ (البقعة السنية) العراقية، اي المنطقة الغربية، وبالتالي ينعدم اي تواصل بين شيعة العراق وشيعة لبنان بشكل طبيعي، إذ هو المنفذ الوحيد رغم تعقيداته الجغرافية والاثنية، ولكن اين هو موقع شيعة لبنان من هذه الخريطة الجديدة؟ اولا : تنعدم كل امكانية تواصل بين شيعة لبنان وشيعة العراق عبر سوريا بسبب هذه التغيرات الجغرافية المتصوَّرة،وثانيا: تنعدم كل امكانية تواصل بين شيعة لبنان / حزب الله / وبين المصدر الممول الاستراتيجي للحزب،اي طهران،لان بوصلة او جسر التواصل تم نسفه بشكل وآخر، سواء شيعة بيروت او شيعة الجنوب او شيعة البقاع، فضلا عما يعانيه شيعة لبنان/ حزب الله / من حصار داخلي سياسي واجتماعي من السنة وبعض المسيحيبن وبعض الدروز، واسرائيل تتربص بشيعة الجنوب، هذه مصاعب أخرى تضاف الى ما سبق بالنسبة لشيعة لبنان، فهم جزر معزولة ومحاصرة ومقطوعة الصلة بالممول الاستراتيجي.
هكذا يقول هؤلاء المحللون، ومن هنا يستنتجون بان الجمهورية الاسلامية تعارض تقسيم المنطقة الى كانتونات قائمة على اسس دينية وعرقية ومذهبية لان ذلك يقطع اذرع تحركها في المنطقة، فهي تنظر بعين القلق الى ما سيحدث لسوريا والعراق من تشظي وتفتت، ولعله لذلك صرح احد قيادات الحرس الثوري بان ايران جاهزة لاخما د بعض (التمردات) في العراق !
المحللون انفسهم يرون ان ذلك لا يتم الا بعد حروب محلية واقليمية ربما تتسبب بانهر من الدماء وتكلف العمران خسائر فادحة، ومن هنا يرون ان الحرب الاهلية في سوريا سوف تطول،وفيما وجدت طريقها للعراق سوف تكون باهضة وطويلة ايضا !
هل هذا يعني ان هناك بعض الانظمة العربية تؤيد تقسيم سوريا والعراق منسجمة مع الاستراتيجية الامريكية هذه؟ اي تصديع وتشتيت (الهلال الشيعي) بهذه الصورة الدراماتيكية المفزعة؟