يعيش النظام الايراني حالة من الترقب غير العادي للأوضاع العامة يشوبه الرعب و الذعر بوضوح، حيث أن تردي الحالة المعيشية و إنعکاسات العقوبات الاقتصادية الدولية و تراجع الاداء الاقتصادي للنظام و بشکل ملفت للنظر، کل ذلك يجعل من النظام القائم و کأنه يتربع على قمة برکان يغلي بالحمم وقد ينفجر في أية لحظة.

نظام الملالي الذي يستخدم الغطاء الديني لتبرير کل أفعاله ولاسيما الفاشلة و الرديئة جدا منها، لم يعد بوسعه الاستمرار في تهدئة الاوضاع و تصفية الامور وهو يعيش أزمة إقتصادية طاحنة بعد أن تراجعت أموال نفط الشعب الايراني و التي کان دائما يقف بواسطة منها على قدميه، وثبت للشعب الايراني و للعالم کله کيف أن هذا النظام لم يقدم أي إنجاز إقتصادي مهم بإمکانه أن يقدم شيئا ملموسا على الارض للشعب الايراني في وقت المحنة، بل لقد أثبت هذا النظام انه کان يقوم و طوال العقود الثلاثة المنصرمة بسرقة أموال الشعب و إستخدامها و توظيفها لصالح أهدافه و أجندته المعادية اساسا لطموحات و أماني الشعب الايراني و شعوب المنطقة، وبين و بوضوح تام من أنه عاش کنظام طفيلي على ثروات الشعب الايراني ولم يساهم بأي إستثمار او إنجاز إقتصادي ذو إعتبار لها وانما ظل يمتص دماء الشعب الايراني و يبتلع خيراته في مقابل شرور و طغيان و قمع و فقر و عوز يقدمه لهذا الشعب المظلوم.

مانقلته صحيفةquot;آذرنيوزquot;الايرانية عن أحد قادة النظام و هو العميد ناصر شعباني رئيس کلية الحرس الثوري، من انه يتوقع ظهور قلاقل في بعض المدن بعيدا عن طهران ومن أن قضايا المعيشة و سوء أحوال الطبقة العاملة يمکن أن تطلق شرارة الاضطرابات، يجسد و بشکل واضح حالة الخوف و الهلع الذي يعيشه النظام بسبب من سياساته الفاشلة و المخيبة للآمال طوال العقود الثلاثة المنصرمة من عمره الاسود غير المديد بعون الله، شعباني الذي أوضح ومن دون أدنى خجل بأن قيادة الحرس الثوري تدرس حاليا إحتمالات الاضطرابات الذي قد تفجره قضايا إقتصادية مثل سوء الادارة و تأثير العقوبات وکيف يمکن أن تؤثر هذه القضايا على المرحلة المقبلة مع قرب إنطلاق الانتخابات الرئاسية، يتهرب کعادة أقرانه و مرشده المنزوي في رکنه العفن من التعرض لأساس و حقيقة المشکلة و الاسباب الحقيقية الکامنة وراء تردي الاوضاع وانما يکتفي بالحديث عن الاسباب و ليس المسببات، والانکى من ذلك أنه يعترف و بوقاحة تتجاوز الى حد الصلافة بأن قيادة حرس النظام يدرس حاليا إحتمالات الاضطراب مما يعني إستعدادها المبکر للعمل على التصدي لها و قمعها بأساليبهم الخسيسة و الوضيعة، لکن الذي ينساه او يتناساه هذا الحرسي الفاشل هو أن الشعب الايراني المحروم و المظلوم لم يعد هناك شئ في يديه لکي يخاف عليه فقد سلبه هذا النظام کل شئ ولم يعطه في المقابل شيئا، ولذلك فإن إنتفاضة و ثورة الشعب الايراني هذه المرة ستختلف تماما و بشکل جذري عن کل المرات السابقة لأن الشعب وبکل بساطة و وضوح قد بات على الحديدة و وصلت أوضاعه الى حد لايطاق إذ أنها قد تجاوزت ليس الخطوط الحمراء بل کل الخطوط، ومن هنا فإن العاصفة التي يترقبها النظام و يتوجس من هبوبها بهلع سوف تهب ولن تبقي او تذر على هذا النظام، ومن زرع البؤس و الشقاء و الظلم فعليه أن ينتظر الموت و الفناء و القصاص!

[email protected]