حملة الإغتيالات الإرهابية الجبانة التي طالت عددا من الشخصيات السياسية و العشائرية في العراق و التي ستتوالى و تستمر بكل تأكيد وسط تخطيط إجرامي و إرهابي وإستخباري مبرمج، ماهي إلا خطوة أولية في برنامج تصفوي و إرهابي كبير تقف خلفه الأحزاب الطائفية التي تصر على الإستحواذ على مصير الشعب العراقي وفق نظرية ( ما ننطيها ) و التي سبق لأمين عام حزب الدعوة نوري المالكي ن أعلنها علنا وعلى رؤوس الأشهاد في موقف كان يعبر عن حقيقة النوايا التسلطية لهذا الحزب الفاشل وصاحب البرنامج الهادف لإحتواء العراق أو السيطرة عليه أو تدميره بالكامل، وهو ما يحصل حاليا وحيث باتت تتحدد و تتراءى لكل ذي بصيرة حقيقة السيناريوهات المرعبة المخططة للعراق و التي تقف خلفها مخططات و أحابيل المخابرات الإيرانية ووكلائها في الشرق القديم.

من الواضح إن المشهد العراقي في ظل التسابق المحموم للقوى الطائفية قد وصل اليوم لمفترق طرق حاد توضحت معالمه من خلال إطلاق حكومة حزب الدعوة للخلايا الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني و المنسقة معها من أجل تنفيذ حلقات السيناريو الذي كشف عن حقيقته و بجلاء المعمم واثق البطاط قائد ما يسمى بحزب الله والذي هدد للنزول للشارع والقيام بحملة إغتيالات ضد القوى العراقية الحرة وهو ماحصل بالضبط ويقينا من خلال إغتيال شيخ مشايخ عشائر الجبور في الموصل وهي إحدى نقاط الحراك الشعبي الثوري العراقي الساخنة، وفي إغتيال النائب عفتان العيساوي في الفلوجة من خلال عصابات القاعدة المرتبطة بالحرس الثوري وفيلق القدس، إضافة لحملات الإغتيال القادمة التي ستقوم بها عناصر تنظيم عصائب أهل الباطل المنازع التيار الصدري إن خرج عن النص وشذ عن القطيع الطائفي المعروف، إضافة للقوات الخاصة و الميليشيات السرية التابعة لحزب الدعوة الذي يخوض اليوم معركة البقاء و المصير الواحد مع جماعته في الشام ومع الفرق الإيرانية في الشرق القديم بأسره، لرئيس الحكومة العراقية و الذي يكرر نفس سيناريو أخطاء المجرم بشار الأسد في إحتقار الجماهير وتصعيد الأزمات و تعقيد الحلول، خبرات ميدانية كبيرة في العمل السري إضافة لدور حزب الدعوة المفصلي في تفجير السفارة الأمريكية في الكويت و منشآت وطنية كويتية أخرى أواخر عام 1983، دون أن نتجاهل أو نتناسى المحاولة الأثيمة لإغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله في مايو 1985، إنها ملفات خزي وعار و جريمة محفوظة في إرشيف الإرهاب الدولي و لن يسقطها التقادم أبدا رغم أن النفاق الدولي قد حول الإرهابيين لرجال دولة فاشلين، فالطبع يغلب التطبع، ومن شب على شيء شاب عليه. والمالكي مثل صدام لا يمكن أن يعيش بدون أزمات و كوارث ففيها وحده يجد نفسه و تزدهر ملكاته و إمكانياته، بدون شك إن لجوء الجماهير العراقية المنتفضة لرفع سقف مطاليبها العادلة و الشرعية نحو ضرورة إستقالة رئيس الحكومة إنقاذا للبلد من شر قد إقترب، هو من الأمور التي تجعل حزب الدعوة لايلوح بأغصان الزيتون ولا بسعف النخيل، بل بالكواتم وفرق الموت التي ستحاول إصطياد كل قادة العراق الأحرار، مما يعني بلغة السياسة الميدانية إقامة تخندقات و تحصينات وردود أفعال ستؤدي بالضرورة لإشعال الموقف الداخلي ولربما لتفجير حرب طائفية أهلية شنيعة كبديل عن تحقيق مطالب الجماهير، وهي مطاليب معلنة وواضحة وصريحة وغير قابلة للتفاوض، حرب الإغتيالات و الغدر ستتصاعد بكل تأكيد، فالذي يصف جماهير شعبه بالنتانة و الفقاعات لايمكن أن يرعوي للحق وينحاز للمنطق أبدا، ومن رضع من أثداء المخابرات الإيرانية و السورية لايمكن أبدا أن يلجأ لسلاح تفكيك الأزمة من خلال الإنصياع لمطالب الجماهير، بل سيعمد لتكريس التوتر وزرع الفوضى و إشعال العراق ثم يتحدث عن تآمر دولي و أقليمي !! وهي قصة باتت معروفة وخدعة باتت مكشوفة، الخلايا السرية الإرهابية الإيرانية في العراق تعيش اليوم حالة تنشيط واضحة المعالم، وتتهيأ لممارسة دورها المعلوم، وقد نفذت بعض المهام وهي بصدد تنفيذ مهام أخرى و ترقبوا إغتيالات لشخصيات عراقية كبيرة و مؤثرة، ولكن للأسف فإن الخيارات تتجه نحوه بكل قوة في ظل الإستقطابات الطائفية الحادة التي رسمت مشهدا عراقيا بائسا ينحو نحو الجحيم، العراق والشرق على كف عفريت، والمعجزة وحدها هي من سينقذ الموقف، فويل للعراق وشعبه من شرور الطائفيين و القتلة و العملاء، ويكيدون كيدا و أكيد كيدا فمهل ( الظالمين ) إمهلهم رويدا، سيهزم الإرهاب و أهله، وسينتصر الشعب الحر، وتلك سنة الكون، ولم تجدوا لسنته تبديلا.

[email protected]