المظاهرات (السنيّة) لاحتجاجية في العراق ضد حكومة السيد نوري المالكي مستمرة ، بل تتسع، بل تهدد بعصيان مدني شامل كما اعلنت بعض العناصر القيادية المشرفة على هذه المظاهرات في الموصل فيما (لم تستجب الحكومة للمطاليب العادلة)، لقد بدات المظاهرات بمطالب شعبية واضحة المعالم، وإن كان هناك بعض التضارب في هذه المطالب كما تقول الحكومة العراقية على لسان بعض صناع قرارها السياسي،اي من المحسوبين على السيد رئيس الوزراء وحزبه كذلك بعض اعلاميها، ولكنها تطورت فيما بعد على صعيد الشعارات المرفوعة، فقد قال أحد قادة المظاهرات بان شعار المطالب الاصلاحية قد تم تجاوزه، حيث طُرح شعار (اسقاط المالكي) باعتباره جوهر الاحتجاج الشعبي (السني)، سواء تمت الاستجابة لهذه المطالب كليا او جزئيا أو لم تتم، وفي هذا السياق يتساءل مراقبون فيما لو استنتج السيد المالكي ان إعادة الاعتبار لـ (صدام حسين) بصورة من الصور او شكل يمكن ان يكون بمثابة الطعم اللذيذ الذي ينهي هذه المظاهرات بل ربما يكون ذلك كفيلا بدعم (سني !) عراقي شامل للسيد رئيس الوزراء؟ ويستذكر هؤلاء المراقبون تعاطف الشارع السني العراقي بشكل واضح وملموس عندما اعلن انشقاقه على كتلته الشيعية الاكبر ابان الانتخابات البرلمانية السابقة خاصة في الشارع الموصلي، المراقبون ذاتهم يقولون : السياسة لاتعرف دينا، ومن ثم من السهولة بمكان تبرير ذلك بحجج ليس من الصعب نحتها وتهذيبها ردا على الرافضين، حيث أكثر الشيعة وكثير من السنة والاكراد والتركمان و (الاقليات الدينية) ضد مثل هذه الخطوة !.
المظاهرات تتسع، والمطالب تكبر وتكثر، ولغة التهديد تتصاعد، فهل هي بداية التنازل العكسي لهذه المظاهرات ؟ اي ان كل ذلك يعبر عن الذروة المنذرة بالتلاشي، خاصة وان السيد المالكي استجاب لكثير من هذه المطالب بعضها كان جوهريا،اعادة آلاف من الضباط (البعثيين !) الى الخدمة أو التقاعد، إطلاق سراح المئات من المعتقلين، وغيرها، الا يكفي كل هذا اقناع المتظاهرين والمعتصمين بان يعودوا الى بيوتهم واعمالهم وينهوا الاحتجاج وعلى امل المزيد من الانجازات الاقتصادية والسياسية والوظيفية لهم؟
يقول العارفون بالشان العراقي : لا...
المظاهرات (السنية !) في العراق ليست بدعا، بل هي طبيعية جدا في نطاق ما يحصل في بعض بلدان العالم العربي خاصة وأن اكثرها مظاهرات (سنية !) بل هناك حرب (تحرير سنية) تقودها جماهير حاشدة في بلد عربي مجاور، اقصد سوريا، وبالتالي، ما تشهده المنطقة الغربية في العراق ليس بدعا، بل الغريب أنْ لا تكون هناك مثل هذه المظاهرات والاحتجاجات اصلا، هذا أولا، وثانيا : بعض مطالب هذه المظاهرات مشروعة، وقد لقيت تاييدا من بعض الشيعة والاكراد، فهذا من العوامل التي ترجَّح استمرارها بل توسعها وتصاعدها، ومن ناحية أخرى دخل على الخط قياديون دينيون مشهود لهم بالعمق الجماهيري في الوسط السني، سواء على صعيد العلم او صعيد التاريخ او صعيد السلوك، كذلك قيادات عشائرية متمرسة، وهذه عناصر امداد روحي هائل لفكرة التظاهر بحد ذاتها ومن ثم استمرارها وتصاعدها، وتقول بعض مصادر الحكومة بانّ هناك دعما ماديا واعلاميا من الخارج للمتظاهرين، كما لا يُنكر ان هناك تعاطغا (سنيا) عالميا، اقله دعم اعلامي واضح كل الوضوح، ويشير بعض المراقبين إلى ثمة وعي دقيق يتمتع به قادة هؤلاء المتظاهرين، منها : رفعهم شعارات ذات نكهة شيعية في الاساس مثل : كلنا على طريق الحسين وما شابه، وقد لاحظت ان كل نقاط القوة الشيعية استطاع السنة في الايام الاخيرة الاستفادة منها بل تجييرها لصالح العمل على قيادتهم للعالم الاسلامي، بل في ذلك قضية الحسين، ومن معالم الوعي الدقيق هنا، رفضهم للشعارات الطائفية، بل استنكارهم رفع العلم العراقي السابق وصور صدام حسين واي صورة شخصية، ومن معالم هذا الوعي هو التوكيد بان أصل التحرك من اجل العراق.
يرى بعض المحللين ان مصير هذه المظاهرات معلق على مصير التي سوف يؤول إليه الوضع في سوريا، ولكن مثل هذا المصير مفتوح على كل الاحتمالات، اخرون يختصرون الموقف بالقول : إن هذه المظاهرات جزء لا يتجزء من فوضى السياسة في العراق، وبالتالي هي مرشحة للاستمرار والتصاعد !
هل حقا لا أمل في الافق؟
حمى الله الناس!