حالة الوحدة الوطنية الجميلة للمتظاهرين في ساحة العزة و الكرامة في الأنبار، و إنضمام شيوخ من عشائر الناصرية وجنوب العراق للمتظاهرين هو تعبير حقيقي عن الوحدة الوطنية المتسامية فوق العشائرية و الطائفية وكل مايفرق، فلافرق بين شيعي وسني في سفينة الوحدة الوطنية، ومعاناة أبناء الأنبار وسامراء و الموصل هي نفسها معاناة أبناء البصرة و العمارة و الناصرية و الديوانية، و الدم العربي و الروح العربية و الإعتصام بالعروة الوثقى هي أكبر من كل عوامل التفرقة الطائفية التي جاءت مع المحتل و كرستها الأحزاب الطائفية الفاشلة العميلة التي تسللت للسلطة من خلف فوضى الإحتلال الأمريكي الإيراني في ابشع مؤامرة لتمزيق العراق و العالم العربي وخلق الفتن الطائفية و العرقية و العشائرية، في إنتفاضة وثورة شعب العراق الحر إجهاض كامل وحقيقي لكل ظروف الإذعان، و إفشال مدهش لكل من يريد الشر بالعراق و شعبه و العالم العربي، لقد أفلس الطائفيون وبانوا بخسران مبين، و تحطمت على صخرة الوحدة الوطنية العراقية الصلبة كل دسائس الشعوبيين و أحفاد البرامكة ودهاقنة الحقد الصفوي بمشاريعهم الرهيبة المجرمة التي باتت تتهاوى كالعصف الماكول أمام وحدة الشعب الحقيقية الخارجة عن حسابات الأحزاب الطائفية التي لم تكن تتوقع أبدا هذه الإنتفاضة الشعبية العارمة التي أعادت صياغة الموقف الداخلي وحشرت الطائفيين و العملاء في خندق ضيق سيطبق عليهم الشعب العراقي الحر كل مداخله و مخارجه، لقد إنتفض العراقيون بكافة أطيافهم و مذاهبهم من اجل أهداف و مطالب شعبية عادلة و معروفة هي ليست موضع للتفاوض بل للتنفيذ الفوري ودون إبطاء و لا مناورات فكرامة الشعب فوق كل إعتبار، وسلطة الشعب فوق كل السلطات لأنه مصدر السلطة الحقيقي، لن ينتظر الأحرار إلى مالانهاية، ولن يمل الأحرار أو يكلوا من إدامة عملية الإنتفاضة و الزخم الثوري وحيث تراهن السلطة بقياداتها البائسة على الزمن وبعض المناورات المشبوهة لتعميم الإحباط و إجهاض الحالة الثورية، لقد هدد نوري المالكي و بصلافة وعناد وركوب رأس يشبه أساليب حليفه وصديقه بشار المجرم الجماهير بالنهاية او الإنهاء!! ووصفهم بكل الصفات المقذعة و المعيبة، وقذفهم بكل الإتهامات من بعثية و طائفية وعمالة وغيرها من الأساليب، رغم انه يعلم تماما من هو العميل؟ وماهي هوية العملاء و الإرهابيين؟ ومع ذلك فقد صمد الشعب وتحللت السلطة وصدرت حقائق حتى من الجهاز القضائي العراقي تصب في مصلحة الجماهير وتدين ظلم السلطة و تعدياتها وجبروتها و فسادها اللامتناهي، وحزب الدعوة الذي يحاول تجديد وإدامة ملكه العضوض لا يمانع أبدا في تدمير العراق وتمهيد السبل للحرب الأهلية الطائفية التي يراها المنقذ من الضلال و الضياع و التشرد من جديد، وهي حرب لن تحدث ابدا، فشيعة العراق الأحرار ليسوا بيادق بيد زمرة ما وشيعة العراق الذين قدموا ملايين الضحايا و الشهداء حفاظا على وحدة وعروبة ووجود العراق ليسوا جنودا مجندة لأهل الأحزاب الطائفية الفاشلة العميلة، لقد تطورت مطالب الجماهير و ارتفع سقفها في ظل حالة العجز السلطوي و إحتقار الشعب العراقي إلى ضرورة رحيل النظام و إسقاطه و محاسبة المفسدين و أباطرة النهب و قادة الإستبداد الجدد، نعم لقد أضحى واضحا بإن الشعب يريد إسقاط حزب الدعوة وشركاه و تحميلهم كافة الآثار المترتبة على حالة الدمار العراقية الراهنة أو التي يخططون لها ولن ينجحون أبدا، حكومة الفاشلين هي اليوم تواجه قبضات الشعب الحر الثائر، ورحيل ذلك الحزب بقياداته الفاشلة المتأزمة هي مسألة ملحة بل ضرورة وطنية لاغنى عنها، ومطلب جماهيري واجب التنفيذ، أهل حزب الدعوة وشركاهم في التحالف الطائفي لن يوفروا اي حلول لأنهم ليسوا جزءا من الحل، بل أنهم المشكلة الحقيقية في إنبثاق عراق حر ديمقراطي تعددي بعيد عن الطائفية و الإنقسام والولاء للأجنبي، لقد أصبح واضحا بأن حزب الدعوة والتحالف الذي يضمه ليس بوارد الإنصياع لإرادة الجماهير، لذلك فليس هنالك بديل من تحقيق الرغبة الجماهيرية العارمة بطرد ذلك الحزب من قيادة العراق، وبما أن طريق العودة لمقر الحزب في دمشق قد أضحى مغلقا بالكامل، فلابد من العودة للحبيب الأول والرحيل صوب إيران، ففي النهاية الطيور على أشكالها تقع، لقد قرر شعب العراق إسقاط الطائفيين و إستعادة زمام المبادرة، ولا عاصم بعد اليوم من أمر الله ورغبات الشعب العراقي الحر الواحد الموحد.

[email protected]