بالطبع.. ليست هي المرة الأولى، و بالتأكيد سوف لن تكون الأخيرة، فقد أقدم الطيران الإسرائيلي على ضرب أهداف منتخبة في العمق السوري لا ندري إن كانت قافلة سلاح عسكرية مرسلة لحزب الله الإيراني في لبنان، أم منشأة ابحاث عسكرية سورية، أم كليهما معا، أم أي شيء آخر ؟، المهم إن الطيران الإسرائيلي قد فعلها من جديد وتلك الضربة كانت منتظرة و متوقعة جدا في ضوء التصريحات الإسرائيلية القلقة من مخازن السلاح الكيمياوي السوري و الذي قد يتسرب لأطراف أخرى في المنطقة!، وفتح العيون الإسرائيلية الواسعة على كل ثقوب وحفر المخابرات السورية المعروفة و المكشوفة والمفضوحة بالكامل أمام الإسرائيليين، بل أن( الموساد ) و (الشين بيت ) و( أمان ) وجميع أجهزة مخابرات إسرائيل المدنية او العسكرية تمتلك معلومات وخرائط دقيقة ومفصلة عن أجهزة النظام الإستخبارية أكثر مما يمتلكه الرئيس السوري نفسه، وجميعنا يتذكر مافعلته إسرائيل في المفاعل النووي السوري في ( عين الصاحب )! وجولات الطيران الإسرائيلي السياحية فوق قصر آل الأسد في القرداحة ( المقدسة )! وعمليات الإغتيال التي تعرض لها ضباط المخابرات السورية في الساحل السوري، أو زعيم مخابرات حزب الله عماد جواد مغنية الذي قتله الإسرائيليون على بوابة المخابرات السورية العامة.

طبعا النظام السوري إستثمر الضربة الإسرائيلية ليس عبر توجيه رد مباشر من الطيران الحربي السوري للمنشآت العسكرية الإسرائيلية في العمق الإسرائيلي!! وليس لضرب التحصينات الإسرائيلية في الجولان المحتل أبد الدهر، بل بقصف ريف دمشق وغوطة الأبطال ودك مدن حمص وحماة، و إقامة المذابح و الإعدامات الجماعية لترهيب الشباب السوري الحر، والصولات الجبانة للطيران السوري فوق المخابز و الأفران و تجمعات النساء و الأطفال من خلال ( براميل الموت الأسدية ) التي تمثل ذروة سلاح الصمود و التصدي و التوازن الستراتيجي!، إذ يبدو أن تلكم البراميل لثقلها لايستطيع الطيران السوري حملها و إلقائها على الإسرائيليين!، فقد إنتهز النظام السوري المهزوم الفرصة للقيام بحملة من اللطم الإعلامي الشامل الذي يعزز حكاية ( المؤامرة الدولية )!!، وكذلك ( تآمر ) المعارضة السورية!! وغيرها من التفاهات المعروفة مسبقا عن النظام الخنوع الجبان المستأسد على شعبه، الجبان حتى الفضيحة امام من تعود على ضربه على قفاه! مثل إسرائيل التي تعتبر أجواء سوريا بمثابة مجالات حيوية صديقة! وهي كذلك منذ عام 1973 وحتى اليوم.

نظام الأسد المهزوم وهو يعانق فضيحته الجديدة قد أبان عن عجزه الكامل وهو عجز معروف عبر ترديد اللازمة الموسيقية المعروفة لأهل الصمود و التصدي ( قدست أسرارهم )!، و التي تنص على ( الرد في الوقت و المكان المناسب )! وهذا الرد الموعود طبعا لن يتحقق إلا بعد تحقق ( التوازن الإستراتيجي )! وفقا لرؤية حافظ الأسد التي أورثها لوريثه و المتفوق عليه في الإجرام الرفيق الفريق الدكتور بشار الأسد! أي بعبارة أخرى سيكون الرد في ( المشمش )!، الكرة الآن لم تعد في ملعب النظام السوري، بل أن حلفاء النظام المقربين و الصميميين و تحديدا الذين يرتبط وجودهم بإستمرار وجوده و نعني النظام الإيراني و جماعة حزب الله اللبناني هم معنيين أكثر من غيرهم بالتعامل مع الهجمات الإسرائيلية و التي يبدو أنها ستستمر طالما دعت الحاجة لذلك، فإنهيار الجيش السوري سيتبعه حتما تشتت مخازن السلاح الكبيرة جدا والنظام ليس على إستعداد للتنحي و تدارك الموقف و إنقاذ مايمكن إنقاذه لتبقى سوريا و شعبها لترميم الوطن و إنهاء الأزمة، بل أن النظام يقاتل حتى النهاية من أجل السلطة المطلقة ووجود الوطن السوري أضحى هم الثمن الذي يراهن عليه النظام أي إتباع ( الخيار الشمشوني )، و بعبارة أخرى تحقيق الترجمة الحرفية لوعود النظام العراقي السابق التي كانت تقول : ( من يفكر بأخذ العراق منا سنسلمه أرضا بدون شعب )!! ويبدو أن نظام البعث العراقي السابق لم يستطع تنفيذ وعده المقدس فتولى فرعه السوري تنفيذ الوعد!!، التطابق غريب للغاية و لكنه مؤشر على درجة حقد النظام على الشعب الذي يحكمه و ينهبه منذ خمسة عقود ونيف من الزمان الأغبر... نظام بشار لن يتورط أبدا بالرد على الإسرائيليين وكذلك هو حال نظام طهران ووكيله حزب الله... الرد الحقيقي سيكون في مجازر جماعية جديدة ضد السوريين لإشاعة الرعب و لتنفيذ السيناريو الشمشوني المرعب... فلتطمأن ( تل أبيب ).. فمهمة إبادة الشعب السوري هي الخيار الستراتيجي الوحيد للرفيق بشار وحلفائه.. فما أخزاهم و ما أذلهم..!.

[email protected]