المتغيرات التي تطرأ على الساحة السياسية والإجتماعية والاقتصادية، لا يمكن أن تمر مرور الكرام على المجتمع السعودي ومجالسهم ودواوينهم.

منهم الذين يتبادر إلى ذهنك بمجرد تعقيبهم قربهم من صنع القرار، ومنهم من تتخيل أنه من الأعضاء المستشارين للقيادة ومراكز صنع القرار، ومنهم (المدرعمين) ناقلي الشائعات والأقاويل بلا تريث، وقله هم العقلاء الذين يتابعون ويعلمون بأن الحديث عن شؤون الدوله وقياداتها مضيعةً للوقت ومثاراً للفتن.

تلك هي تبعات المتغيرات التي طرأت وتطرأ كل حين بمجرد صدور القرارات العليا لتعيين، تطوير وتغيير. وليست جميع المجتمعات في معزل من تلك الصفات التي يلحظها المتابع للمجتمع السعودي وباقي مجتمعات الدول العربية فقد خُلقوا ناقلين ومستقبلين ومتأثرين، غير آبهين لأنفسهم وتطلعاتهم وما هم عليه.

لم نسمع ونتابع يوماً من الأيام تحليلات المجتمعات الأوروبية والأميركية أو حتى الشرق آسيوية وهي مغايره لما يحدث لديهم جراء المتغيرات أو التنصيب في مناصب حكوماتهم، طالما أن ذلك تم في إطار الترشيح أو الإختيار بمفهوم إنتخابي أو غيره. فالكل هناك في كنفه ويمارس أولوياته الحياتية بعيداً عن تدخل مجتمعاتهم في سريان الدول بحجمها وسياداتها.

ما حدث على خلفية قرار العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين أخيه الأمير مقرن نائباً ثانياً لمجلس الوزراء، وتداولتها العديد من حسابات السعوديين واللا سعوديين في quot;تويترquot; من تحاليل وسيناريوهات متوقعه ومختلقه سارع خلفها البعض بالإشارة والتأويلات، ومنها من تجاوز ذلم إلى تحديد مواعيد الحياة والموت! وكأنهم أعلم من الخالق في ذلك. في حين غاب وعيهم بأن مثل هذه القرارات تتم في مجتمع مغلق ومتجانس مع مجلس العائلة المالكة كما جرت العادة.

تلك التأويلات والسيناريوهات آلمة العقلاء، وأشغلت قادة الفكر والهمم، بينما آنست العاطلين عن شؤونهم فأنشغلوا بشؤون غيرهم وسيظلون كذلك، بل سيُظلون غيرهم من (المدرعمين) في الوقت الذي ما زال البعض منهم يحلل وينسج القصص وجزء من المخ مفقود!

* كاتب سعودي

[email protected]