بعد أن رددت جماهير حزب الدعوة التي أخرجها للشارع نوري المالكي بشعارات عصر الفتنة الكبرى المندرسة و بتوشيحه بوشاح ولقب مختار العصر و الزمان!، خرج زعيم أحد العصابات الطائفية المريضة وعميل إيراني يتفاخر بعمالته وخضوعه للنظام الإيراني من خلال إعتباره لعلي خامنئي بمثابة الإمام المقدس الواجب طاعة والتي تكون طاعته كطاعة الأمام الغائب ( المهدي المنتظر )!، وحيث أتبع ذلك التصريح الفلتة بتصريح آخر أشد سخونة وعنترية حينما تحدث عن نيته لقتل آلاف مؤلفة من العراقيين تحت يافطة محاربة البعثية وطبعا الوهابية و الناصبية وغيرها من المصطلحات المعروفة في قواميس مطابخ الفتنة الإيرانية الصفوية المعروفة! بل أنه وفي إضافة درامية للمشهد العراقي التراجيدي أطلق على تنظيمه العصابي الإرهابي المسلح إسم ( جيش المختار )!! ليضاف لجيوش المهدي و الصحابة وثورة العشرين وغيرها من جيوش ووقود الحرب الأهلية الطاحنة التي تحاك اللمسات الأخيرة لفصولها في العراق؟ وبما إن الجيش الطائفي الجديد يدعى جيش المختار فمن المنطقي ان يكون القائد العسكري المباشر لذلك الجيش الهلامي هو مختار العصر ذاته أي نوري المالكي الذي هو في نفس الوقت القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع والمخابرات العامة وكل شيء متحرك في عراق التحاصص و التناطح!!، ولكن توقيت إنبثاق و إعلان هذا التشكيل العصابي الجديد والمصنوع جيدا في مصانع الحرس الثوري و بقيادة قاسم سليماني قد جاء ليخلط الصورة كثيرا وليضع رئيس الوزراء العراقي في مأزق حقيقي و محرج بإعتباره رئيس ما يسمى لدولة القانون العتيدة!! فكان لزاما عليه إعلان موقفه إما تبني ورعاية هذا الجيش ليكون رديفا مساعدا وقويا لجماعة عصائب أهل الحق الخزعلية وليطلقه على جماهير المنتفضين في الأنبار والموصل وسامراء وبغداد نفسها في إشارة واضحة لبدء ماراثون الحرب الأهلية التقسيمية وتماما كما كان باص ( عين الرمانة ) عام 1975 في بيروت إيذانا و إعلانا بإشتعال الحرب الأهلية اللبنانية التي إستعرت لمدة 15 عاما من الزمان؟، أو أن يقوم المالكي إلتزاما بمسؤولياته السياسية و الأمنية بمطاردة و إعتقال زعيم العصابة المعمم الجديد واثق البطاط الذي لم يخش إعلان التحدي بوجه السلطة ومقاومة مذكرة الإعتقال بل ودعا علنا للإرهاب من خلال التحريض على قتل الشيخ محمد الناصري قائد تنظيم ( الغالبون ) التابع لحزب الله ( شكل ثاني )! وفرع آخر؟ وحيث برز التطاحن بين الإخوة الأعداء! على قيادات الأحزاب الآلهية المقدسة، وماقد يجره تصدي المالكي للبطاط من إشكاليات مع النظام الإيراني الراعي الرسمي و الشرعي و القانوني لتلكم التنظيمات والمخطط الأول لإشعال الحرب الأهلية الطائفية في العراق؟ فهو المستفيد الأكبر منها، لأن تقسيم العراق يوفر راحة ستراتيجية كبرى للنظام الإيراني بعد أن يتخلص بحماقات الطائفيين وبضعف السياسيين العراقيين من أكبر قوة عربية في المنطقة الخليجية وهو العراق لينفرد بالساحة ويتفرغ لتفجير الأوضاع القلقة في البحرين و شرقي السعودية وهو الهدف المركزي و المقدس الإيراني دون شك، المالكي و إن امر بإعتقال البطاط إلا أنه لن يجرؤ أبدا على التعاطي بحزم وقسوة معه، بل سيهرب لإيران التي تسبغ حمايتها المباشرة عليه وبما يعني تهاوي هيبة الدولة العراقية بالكامل، فالبطاط إرهابي متميز تنطبف عليه مواصفات المادة 4 إرهاب السيئة الصيت و السمعة إلا أنه كالخزعلي و كمقتدى الصدر خارج إطار المساءلة و العدالة المفترضة، فقد سبق للمالكي عام 2008 أن شن حملة عسكرية شهيرة في البصرة عرفت بإسم صولة الفرسان تم خلالها التصدي لبعض العصابات الطائفية العميلة مثل جماعة ( ثأر الله ) لصاحبها يوسف الموسوي و ( بقية الله )!! و تنظيمات طائفية إجرامية أخرى في معارك طاحنة كاد فيها المالكي أن يهلك بعد هجوم جيش المهدي عليه في القصور الرئاسية في البصرة؟ وقتذاك دعم الإيرانيون المالكي و أشرفوا على سحب عملائهم لإيران، أما اليوم فإن البطاط الموسوي مصر على التصعيد عبر إطلاق التهديدات الدموية الزاعقة و تحدي السلطة ( المختارية ) التي تطوع بتأسيس جيشها ( المختاري ) في هلوسات طائفية ليس لها بداية ولا نهاية، بل هي تعبير عن الإفلاس الفكري و الحالة الرجعية السائدة في عراق اليوم بعد أن برزت العمائم في مشاريع الدجل و الهلوسة و الخرافة!، فالمخرج الإيراني ( عايز كده ) أما الجمهور فهو بين متفرج فاغرا فاه ويسير في نفس المجرى، وبين أغلبية صامتة لا تدري إلى أين المآل في بلاد تردى فيها الفكر و تراجعت فيها الحضارة و أنزوى العقل، و أضمحلت الذاكرة لتعود لبدايات العصر الأموي!، فهل سيقضي مختار الزمان على جيش المختار؟ أم أن لدهاقنة قم وطهران سيناريوهات بديلة؟... يبدو أن حروب الملاحم و الفتن قد حطت رحالها في العراق، فويل ثم ويل من سلبية شعب يتلاعب به الدجالون ويحكمه الجهلة و المتخلفون؟.

[email protected]