لابد وانه عنوان صادم لقراء ايلاف الكرام عامة وللعراقيين خاصة وهو كذلك بالنسبة لي فانا من الجيل الذي وضع كل البيض الذي لديه في سلة التآخي العربي الكوردي ووحدة العراق ارضا وشعبا إذ كان الشعار يشكل جوهر التربية الحزبيه في كلا الحزبين الرئيسين في كوردستان العراق الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني ولا يزال على ما أعتقد رغم ذلك فان الوقائع على الارض ونتيجة لاستفحال الطائفية المقيتة والتعصب القومي والفئوي الاعمى والتدخلات الاقليميه والدولية المباشرة منها وغير المباشره تشير الى ان بقاء هذه الوحدة التي طالما دافعنا عنها لن تكون ممكنه وقابله للحياة إلا عن طريقين لا ثالث لهما:
اما الاتحاد الاختياري القائم على المساواة التامة في الحقوق والواجبات وتعزيز الهوية الوطنيه والالتزام بالدستور والتعددية والتداول السلمي للسلطة.
او بناء نموذج دكتاتوري جديد يحمي وحدة العراق بالنار والحديد وانهار من دماء المواطنين في وحدة قسرية شكليه ضاربا عرض الحائط كل القيم والمقاييس الديموقراطيه وهو الاتجاه السائد حاليا للأسف اتجاه التسلط على القرار السياسي وإلغاء الاخر والتشبث بلون معين وتبني ثقافة القائد الاوحد والقائد الضرورة الذي لا يأتيه الباطل من امام وخلف.

ما سبق يعني انهار من الدماء وآلاف الضحايا من شباب العراق عربا وكوردا وأقليات، مسلمون ومسيحيون وديانات اخرى وطوائف سنية وشيعيه وكاثوليك وبروتستانت الخ.

ما سبق يعني حروب طاحنه همجية وتدمير البقية الباقية من البنى التحتية والتطهير العرقي وتهجير مئات الالوف من المواطنين من مكان لآخر حسب الانتماء الطائفي او القومي وجروح تبقى لعقود في فكر وثقافة الاحياء الباقين والأجيال القادمة وإذا كان الانسان حقا اثمن رأسمال وهوكذلك افلا يجدر بالساسة الكرام ان يوفروا كل هذه المعاناة والنتائج الكارثية على مواطني بلدهم ان كان لهم اقل تقدير واحترام للحياة والكرامة الانسانية ويكون فراق بمعروف.

ان التجربة المرة للعقد الماضي تؤكد ان مبدأ الشراكه والمساهمة في صنع القرار غريبة تماما عن ذهنية القادة المتمسكين بالقنوات الرئيسه للسلطة في العراق وأنهم بشكل او اخر لا يزالون يمثلون امتدادا فجا للعقلية الدكتاتورية التي دفع العراق ثمنا باهظا للتخلص منها فلا احترام للدستور ولا لمبدأ التعددية والتداول السلمي للسلطة ولا التزام بثقافة التسامح والمصالحة مع الذات ومع المحيط الخارجي واحترام الاخر.

النتيجة الاكثر توقعا بعد كل هذه السنوات العجاف هي ان العراقيين على ابواب حرب طائفية عنصرية جنونيه تغذيها كل الاطراف التي تريد جزء من الكعكة العراقية هذه الحرب التي ان تفجرت لن تنهي العراق كبلد فحسب وإنما ستترك وراءها مئات الالوف من الضحايا والمآسي والجرائم البشعة وهو ما حصل تقريبا في كل البلدان التي شهدت اهوال الحرب الاهليه ولا احد يعلم متى ستنتهي وما الاثار الخطيرة المترتبة عليها وكيف سيجد العراقيون انفسهم بعد هكذا مأساة
الوضع بعد عشر سنوات من سقوط النظام ومع تصاعد وتيرة التأزيم الطائفي والقومي وعدم الالتزام بالدستور والفشل الذريع في توفير الخدمات الاساسيه وانتشار البطالة والفقر المدقع والأمية والتجهيل المتعمد وانتشار الفساد ونهب الاموال العامه وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق والاتفاقات العلنية والسرية والتفرد باتخاذ القرار تشكل بمجموعها المناخ المناسب لكل اولئك الذين يوجهون الاحداث نحو هاوية الحرب الاهلية.

السؤال هو اذا كان من غير الممكن ان تعيش مكونات الشعب العراقي في انسجام وود وتعاون وتآخي وطني اليس من الافضل للجميع ان يتفقوا على التقسيم الودي الذي يبدو وكان لا مفر منه وتجنيب ملايين العراقيين كل النتائج المأساوية الناجمة عن الحرب الأهلية خاصة مع السعي الحثيث لبعض الاطراف لتغيب الشركاء الاخرين وإلغائهم من على الخارطة السياسية الاجتماعية وحتى الديموغرافية في العراق.

لقد ان الاوان لاتخاذ قرار حاسم من قبل العراقيين فأما وحدة اختيارية قائمة على المساواة التامة في الحقوق والواجبات وأما تقسيم ودي يغني العراقيين عن الوحدة الاجبارية القسرية على اشلاء الجثث ودماء مئات الالوف من الضحايا الابرياء اذ يبقى الانسان اثمن رأسمال ومن قتل نفسا بدون حق كأنما قتل الناس جميعا.

bull;
[email protected]