مع اقتراب موعد الانتخابات، برز من خلال صفحات الشبكة العنكبوتية. ظهوره معدوم في التلفاز. لم نسمع له الى الآن أيّ تصريح رسمي أو شبه ذلك. لكن صفحات الأنترنيت تعجّ بصوره، إنه السيد ( حسين أحمد هادي المالكي ) والمعروف باسم الشهرة ( أبو رحاب ) إبن أخت وصهر السيد رئيس الوزراء العراقي.
نحن أمام شخصية مثيرة للجدل، مرشحٌ عراقي يرغب في دخول حلبة الإنتخابات، فما الضير من ذلك؟
السيد ( أبو رحاب ) هو ليس بالرجل المجهول، فنحن نعرفه عن قرب في الدنمارك حيث كان يقيم ونقيم، قبل خروجه منها والتحاقه بخاله بعد 2003، إنسان محترمٌ ومتواضع وبسيط، لم نلحظ عليه أيّ شائبة أو سوء تصرف طيلة سنوات إقامته، لم تكن له توجهات وتفاعلات داخل الجالية العراقية، فلم نلحظه في تظاهراتنا ضد النظام السابق، أو في النقاشات والندوات السياسية، كان يعمل كما غيره من اللاجئين الأجانب في العاصمة كوبنهاغن، يوزع الخبز على المحلات العربية، أو عامل يدير سوبرماركت صغير، لم يتقن اللغة الدنماركية كما العشرات من أقرانه، فكان من الصعب عليه دخول سوق العمل الدنماركية. لطيف المعشر، لم يتكّبر ذات مرّة أو يميّز نفسه بانتسابه الى خاله السيد نوري المالكي المعارض الاسلامي المعروف.
اليوم نرى حالة غريبة في المشهد العراقي، فالسيد ( أبو رحاب ) رقم صعب في المؤسسة الحكوماتية، فهو الباب الوحيد للدخول على السيد رئيس الوزراء، وهو ينثر الأموال بلا رقيب ولا محاسب في أرجاء مسقط رأسه، مدينة ( طوريج ) التابعة الى محافظة كربلاء، وهذا ليس افتراء وادعّاء، بل ماصرّحت به مواقعه الرسمية، بعطاياه السخيّة للفقراء، وتبرعه ب ( 15000 ) علم لزوّار الحسين، وافتتاحه لمؤسسات تحمل اسم ( رحاب ) !، من مؤسسة رحاب الخيرية واسطولها العملاق من الموظفين والمركبات، الى إذاعة ( الرحاب )، الى توزيعه لقطع الأراضي على المحتاجين، وقد قام السيد رئيس الوزراء بنفسه بافتتاح مؤسساته. إنه يصرف ملايين الدولارات في حملته الانتخابية، مابين عطايا ومناسبات، واستقبال وتوديع للوفود والعشائر.
وتعدى الأمر ذلك، فالسيد أبو رحاب، يزور القطعات العسكرية في مناطق المواجهات مع الإرهاب، ويستقبله كبار الضباط، ويبدي توصياته وتوجيهاته لهم، ويقف في منصات المسؤولين، ويشرف على فرق عسكرية حسّاسة ومهمة.
وعوداً على سؤالنا، مالضير من ذلك؟
نسأل، فمن حقّنا أن نسأل ( نحن العراقييون المگاريد )، من أين له كل هذا ؟ وهناك بعض الأخبار تقول أن ثروته تقترب من المليار دولار ؟ وسواءٌ صدقت تلك الأخبار أم بالغت، فإن ماينفقه السيد أبو رحاب يثير استغراب الكثير واعجاب البعض، وماهي الغاية من ترشحه الى مجلس النواب العراقي ؟ هل ليحقق مفهوم طَرفَي المجد ( المال والسلطة ) وإلّا بماذا سيفيد البرلمان السيد أبو رحاب ؟ هذه المؤسسة التشريعية والمراقِبة للحكومة، لم نعهده قانونياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو حتى معارضاً في ساحات النضال، وربما سيكون وجوده في البرلمان مصدر قلق للنواب، وسيفوز السيد أبو رحاب بمقعد مريح في البرلمان،فرئيس الوزراء هو الداعم له في أولى جلسات تعريفه، وأهالي طوريج، لن يخذلوا ابنهم البار، بعدما مرّر يده الكريمة على مناطقهم، ووفر لهم الخدمات وبلّط لهم الشوارع وزيّن الأرصفة، وحلّ مشاكلهم وسهّل معاملاتهم في أيّ دائرة من دوائر كربلاء، فيكفي انتمائك الى السيد أبو رحاب، لترى أبواب التسهيلات أمامك مفتوحة.
سيدي رئيس الوزراء، ما أنت صانع بالعراق ؟ ومالذي ينتظرنا بعد أبو رحاب ؟ لا أذكرّك بصدام وحسين كامل، فأنت تعرف نهايتهما، لكني أذكّر نفسي بقول أبو سفيان للعباس بن عبدالمطلب ( لقد أصبح مُلك ابن أخيك عظيماً )، ولا أقول مع الفارق، حتى تتمتع بلحظة انتشاءك المزيفة!