اعني زحف المليون مهاجر غير شرعي من سوريا والعراق ودول اخرى ودخول اكثر من نصف المليون حتى الان اوربا، والجميع يزحفون تحت شعار (جئنا لاجئين هربا من الموت). المليون زاحف نحو اوربا الغربية خليط، لا يجمع بين جحافله غير البحث عن عيش أفضل ولاسيما اكثر اماناً..اي يمكن القول ان الغالبية العظمى مهاجرين غير شرعيين. من هذا الخليط من هربوا من موت محقق، كقسم من السوريين مثلاً. وهنالك من هربوا من الخدمة لانهم قاتلوا داعش ولم ينالوا مكافآتهم، مئات من اعضاء الحشد الشعبي العراقي والبيشمركة الكردية. ولا يندر وجود مندسين يضمرون الشر، ولا يخلوا الخليط الزاحف من اناس يرفضون المساعدات العينية للصليب الاحمر لان على الصناديق اشارة الصليب. وياعجباً... يزحفون وسط الصعوبات والمخاطر الى غرب اوربا المسيحي ، طلبا للامان والعيش الافضل، ويعتبرون الاتحاد الاوربي رمز الامل، ثم لايخفون كراهيتهم الدينية، المرفوضة حتى في الاسلام. ولعل هؤلاء القلة نسوا او لا يعرفون ان النبي والصحابة هربوا من عنف قريش الى الحبشة المسيحية، فأكرمهم النجاشي وحماهم، حتى عادوا وانتصروا.. فاي عرفان بالجميل هو لدى هذا النفر من كارهي الصليب.
ميركل هي اول من شجع الزاحفين وقالت انها ستستقبل 800 الف منهم، ووصفتهم باللاجئين مع ان دوافع غالبيتهم لم تكن سياسية. وعادت ميركل لفرض الرقابة على الحدود بعد ان دخل المانيا ما لايقل عن 90 الفاً. اللاجئين نوعان ، لاجىء انساني ولاجىء سياسي. فقد عرف زمن هتلر وعهد ستالين العديد من الشخصيات السياسية والثقافية المعارضة التي اضطرت لطلب اللجوء في الغرب. وثمة لجوء انساني في ايام الفيضانات والأعاصير والزلازل فيبحث الناجون عن ملاجئ امنة داخل البلد او في الجوار. وبالنسبة للسوريين فان هنالك اليوم ملايين من النازحين في تركيا ولبنان والاردن. والمطلوب توسيع وتعزيز مساعدة هذه الدول لتحسين اوضاع أللاجئين لكيلا يتأثر منهم من يتأثرون بالزحف المليوني فيسعون للالتحاق بهم.. هنالك من يرون ان الغرب هو من (تأمر) على دولنا ، وهو سبب هذه الهجرات، لسنا من اصحاب نظرية المؤامرة، ولكن مسؤولية الغرب، وفي المقدمة ادارة اوباما، وسوء سياساتهم الخارجية التي ساهمت في ازمات المنطقة، فظهور داعش وانهيار الاوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وعدم الاستقرار في لبنان. ولا ننسى دور روسيا بوتين وايران في سوريا والدور الايراني التخريبي في سوريا والعراق ولبنان .. وغيره. فعلى المجتمع الدولي غربا وشرقا مسؤولية العمل لحل ازمات المنطقة حلاً سلميا وضمان الامن والاستقرار.. وهذا ما لانجده له اشارة ايجابية الى الوقت الراهن. واما اخلاء بلداننا من الطبقة الوسطى وبينهم اصحاب الكفاءات والأقليات، فانه كارثة عظمى.

&