&كتب الاستاذ عبد الرحمن الراشد مقالاً متّزناً غنياً بالمعلومات والتحليل في صحيفة الشرق الاوسط بشأن معطيات مؤتمر المعارضة السورية المنعقد حالياً في الرياض، جاء فيه أن لنظام ولاية الفقيه بعض المحسوبين عليه في هذا المؤتمر؛ وهؤلاء سيلعبون «دور حصان طروادة في لقاء الرياض، لإفشال التوافق المأمول، بإطالة الجدل وتخريب المؤتمر».

هذا الكلام دقيق وفي محله ولاشك أن من يعمل من أجل مصالح ولاية الفقيه في مؤتمر الرياض فلن تكون مهمته سوى التخريب من خلال خلق العراقيل أمام تقدم المفاوضات، وذلك لسبب بسيط: ولاية الفقيه لاتريد أي مسارات من هذا النوع ولايقبل بشيء اسمه معارضة بل تبحث عن استئصال جميع «الإرهابيين» - بتعبيره- وتكريس موقع «السيد الرئيس الشرعي» للسوريين في بلده! وسمعنا أن ولايتي المستشار الدولي لخامنئي صرّح قبل أيام وبعد زيارته لدمشق واجتماعه بالأسد، بأن شخص بشار الأسد وبقائه في السلطة خط أحمر لنظام خامنئي!

ولمعرفة مدى توغل نظام ولاية الفقيه في العنجهية يجب الإشارة إلى أن الغربيين دعوا نظام ولاية الفقيه للمشاركة في آخر مؤتمر دولي عقد في فيينا بشأن القضية السورية وبذلك ضربوا عرض الحائط جميع الأسس والمبادئ التي بني عليها المجتمع الغربي من حقوق الإنسان والسلام والأمن والديمقراطية وغيرهما. وإلا فكيف يمكن توجية الدعوة إلى الجزّار والقاتل لتحديد مصير الضحية والمقتول؟!

لكن الحذر يأتي من أن هذا النمط من التصرف حيال نظام يقول بلاخجل ولامؤاربة بأنه معني استراتيجيا بشأن سوريا وأن بقاء بشار الأسد «خط أحمر» له فلا يأبه باحتلال بلد آخر وبارتكاب مجازر بحق مئات الآلاف من الأبرياء من أبناء الشعب السوري وبتشريد ملايين منهم.

وبشأن مؤتمر الرياض فمن جهة يرسل بعض المحسوبين عليه إلى هذا المؤتمر، وهذه العملية ترجمة لدعوته إلى مؤتمر فيينا، ومن خلالهم يبذل كل جهده لتخريب أعمال المؤتمر من خلال هؤلاء الأشخاص، ومن جهة أخرى يعقد مؤتمراً آخر في دمشق بفندق شيرايتون ويتعمّد أن يكون هذا المؤتمر في فندق فخم ليساوي مكان المؤتمر الرئيسي في الرياض، ومؤتمر ثالث في محافظة الحسكة ليوحي بأن جميع المعارضين غير مدعوين في الرياض. وفي الوقت نفسه يشنّ حملة إعلامية شعواء ضد مؤتمر الرياض وضد المملكة العربية السعودية بأدبيات فاضحة مليئة بالشتائم والسباب. ناهيك عن المؤامرات الأخرى التي هذا النظام بارع فيها ضد المعارضين السوريين كمحاولات لزرع الخلاف بينهم وشقّ صفوفهم.

نعم هذا هو ديدن نظام ولاية الفقيه فإذا فسحتم المجال أمامها يتقدم ويأتي إلى عقر داركم ويدفعكم لترك بيتكم وإذا ما تجرّأتم ووقفتم أمامه يقتلكم، كما فعله بأبناء الشعبين العراقي والسوري.

لكن الحقيقة الدامغة هي أن الرحى بدأ يدور على حساب ولاية الفقيه في داخل إيران وفي خارجها خاصة على الأرض السورية. ولا أريد الدخول إلى تفاصيل الأزمات المستعصية التي يواجهها النظام في داخل إيران على مختلف الصعد السياسية والأجتماعية والاقتصادية.

ومن المفضّل أن نشير إلى ما يدور في سوريا ضد النظام الإيراني حيث أن هذا النظام دخل مرحلة الدفاع عن نفسه في سوريا على الصعيدين العسكري والسياسي. والمؤشر الأكبر على الصعيد العسكري تهافت وتساقط جنرالات الحرس وقادة قواته واحداً تلو آخر كل يوم. وتاريخ هذا النظام يشهد بأنه لايستطيع أن يتحمل هذا الكم الهائل من الخسائر خاصة بين صفوف نخبة قواته حيث وصل الأمر إلى مقتل أعلى قائد ميداني في الحرس والقائد العام لقواته في سوريا عميد الحرس حسين همداني واصابة أشهر قائد في الحرس قاسم سليماني الذي لايزال مصيره مجهول. وآخر خبر عنه هو أن النظام الإيراني أعلن بحضوره في مراسيم في إحدى الجامعات الإيرانية يوم السابع من ديسمبر لكن أعلن عن إلغاء حضوره في آخر لحظة. مما معناه أن حالته خطرة في أقل تقدير.

على الصعيد السياسي أيضاً استطاعت المعارضة الديمقراطية السورية بشقيها السياسي والعسكري من التقدم على الصعيد الدولي. آخر التطورات في هذا المجال وأهمها تبني المملكة العربية السعودية عقد مؤتمر المعارضة في الرياض الذي لاهدف له سوى البحث عن الطريق الأصح والأفضل للتخلص من نظام بشار الأسد ولاحتلال سوريا من قبل نظام ولاية الفقيه. هذا التقدم كان وراء غضب زعماء نظام الملالي وإعلامه حيث شنّت وسائل أنباء النظام حملة نكراء على السعودية.

هنا أريد أن استشهد بكلام الأستاذ أحمد رمضان المسؤول الإعلامي لائتلاف المعارضة السورية حيث أشار في حديث أخير له أن المجموعة المكوّنة من المعارضة السورية والمملكة العربية السعودية والبلدان العربية الأخرى المتحالفة معها وكذلك المعارضة الديمقراطية الإيرانية من شأنها أن تقضي على شرور ولاية الفقيه في سوريا والعراق وفي نهاية المطاف في طهران أيضاً إن شاء الله.

&

*رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية