ان الاغتيال الوحشي الجبان للطيار الاردني،/الشهيد معاذ، هو التجسيد الأكثر بشاعة وهمجية لحقيقة هذه الفاشية الدينية، المتاجرة بالدين، والتي لا دين لها غير هوس السلطة والمال والجنس، والتي تعمل على ابادة كل من يخالفها وتدمير الثقافة والحضارة وكل القيم الانسانية والدينية ....
اننا نتقدم بالتعازي الحارة ومشاعر التضامن لعائلة الفقيد وعشيرته ولكل الاردن العزيز، شعبا وعاهلا وجيشا وحكومة....والأردن سيظل عصيا على كل الاعداء..
ان من أحرقوا الشهيد هم انفسهم من سبوا النساء في العراق وطاردوا المسيحيين والايزيديين وأحرقوا المكتبات وكسروا المزارت، وهم من نفذوا مجازر باريس وجرائم قطع الرؤوس، التي ورثها البغدادي عن رئيسه الزرقاوي.
انها لحرب فاشية دولية، والرد لابد وأن يكون دوليا وعلى كل الجبهات ولا تكفي الضربات الجوية رغم اهميتها الكبيرة.
لقد وقف الاردن مع العراق في حربه ضد داعش . فالعراق يخوض هذه الحرب منذ سقوط الموصل بسبب استهتار المالكي بالسياسة الحكيمة والتحذيرات المتتالية وفشله في القيادة العسكرية ..ولكن من الواجب القول ان مقاومة داعش في العراق تعتورها العقبات والمعوقات، لاسيما مناورات وتحركات فريق المالكي وهذه الميليشيات التي تمارس التطهير الطائفي باسم محاربة داعش وتعيد انتاج ممارسات هذا الوحش الداعشي المنفلت . فما حدث في قرية براونة بديالى من خطف الرجال واعدامهم بالجملة هو تكرار لممارسات الداعشيين. وكان الضحايا ممن نزحوا، هاربين من المعارك الى القرية المستباحة. ومن قبل، نفذت نفس الميليشيات الطائفية مجازر وأعمالا مروعة.. منها الاعدامات وقطع رؤوس وسحل الجثث بالسيارات، وهو ما سبق لنا التوقف عنده غي مقال " الحشد الشعبي هو مشكلة وليس حلا". وأما بغداد، فقد صارت مستباحة لأطراف مما يسمى بالحشد الشعبي، بما في ذلك المعارك فيما بينهم انفسهم* ...فضلا عن الخطف والابتزاز والقتل. وكل هذه الاعمال ومثيلاتها تخدم التنظيم الداعشي وتعرقل حشدا شعبيا حقيقيا لا طائفيا لمواجهته. ومحاربة داعش تتم اولا بجيش قوي، ولاؤه للعراق والشعب العراقي لا لسليماني والمالكي وابو مهدي المهندس . والمامول ان يتم حقا تحقيق نزيه عما جرى رغم شكنا بسبب هيمنة بدر على وزارة الداخلية وشبح سليماني. وتحاول جهات رسمية نفي التهم بينما هم ينفذونها وقد عصبوا الراس بخرقة خضراء عليها اسم الحسين وهو منهم براء الف مرة ومرة.. الجيش العراقي اليوم هو مع الاسف ابعد ما يكون عن المطلوب والمليشيات هي في المقدمة. وثمة خطط لتحويل الحشد الى الجيش الحقيقي على نمط حراس الثورة ..
وهنا نود التذكير بان هذه الممارسات، التي منها ما من هو قريب من نبش القبور كما جرى في مقبرة معسكر أشرف من جانب بدر، بدأت فور سقوط النظام السابق، حيث راحت الميلشيات غي بغداد والبصرة تطارد المسحيين والصايئة المندايين والنساء السافرات. وفي حينه، وتحديدا في بداية 2004، وجه حوالي 40 مثقفا عراقيا، منهم عدد كبير من الشيعة، مذكرة لمجلس الحكم ورجال الدين الشيعة وبول بريمر، طالبين التدخل لوقف جرائم تلك المجموعات السائبة، التي تسربت لها عناصر من فدائيي صدام [ كما اليوم مع تسلل عسكريين بعثيين لداعش]. تلك الميليشيلت وغيرها هي اليوم قوام ما يدعي بالحشد الشعبي، وقد تقوت بفعل دعم حكومة المالكي والمتطوعبن الجدد ولعل من المفيد نقل بعض ما ورد في تلك المذكرة. ففد جاء فيها:: "يسود العراقيين قلق شديد عن ما تنشره وسائل الاعلام من أنباء موثقة عن جرائم مروعة نرتكبها جماعات اسلامية شيعية مخترقة من البعثيين. في محافظة البصرة واماكن اخرى..." وكان مما ذكرته المذكرة المؤرخه في الرابع من يناير 2004 الهجوم على طالبات لإجبارهن على الحجاب وحتى المسيحيات ومطاردة المسيحيين طالبين منهم تغيير الدين والعدوان على بائعي الخمور، وغيرها من جرائم ضد الحريات وامن المواطنين...
اجمالا /.. لايمكن للعراق ان يصحح الاوضاع التي خربها المالكي ومحاربة داعش بحزم وفاعلية&من دون&حل الميليشيات واحالة من اجرموا للقضاء ووضع وتنفيذ خطط مدروسة لاعادة تقوية الجيش وتطهيره...
&