عدم مراعاة النقاط المطروحة أدناه أضافة الى سلسلة الرعب التي ينفذها القاتل والسارق والكافر والكاذب والجاهل ولم تتحكم بها حكومات دول أو قادة علم وسياسة ودين بتناقض أفكارهم وإنتماءاتهم. مجموعات سفك الدماء التابعين لأمراء دولة الخلافة الأسلامية لم تنتهي من مهماتها في هُتِكَ ألأعراض ونهب الممتلكات و تحَلِيلَ السرقات وتهجّير العوائل وتحريض المغرر منهم ‏لمعارضة حكومات وتغيير طابعها بالجهاد المتعصب وإنغلاقها على المجتمع وغلق ابواب ‏التحضر في المجتمعات ورفض منح أبناءنا وأبنائهم رشاد ونبل الخير والمحبة ‏والسلام، ولم تنتهي بخطف وقتل الرهائن والصحفيين والطيارين العراقيين والأردنيين والسوريين، ولا من سلسلة كراهية أمراء الخلافة للناس ومعتقداتهم.
&
الأنتماء الى دولة الخلافة لاتدخل في القرأن وتعاليم (( وما أرسلناكَ إلا رحمة للعالمين )) وجملة وصايا الرسول الأعظم محمد (ص) الى الصحابة والمسلمين كي يكملوا إيمانهم الأخلاقي الوارد في فعل ألأمر لهم " أحبْ أن تكونَ أعدل الناس، وأن تكونَ خير الناس، وأكرمْ الناس، وأنفع الناس محباً ومسامحاً، وأحملْ رسالة الله ورسوله بأمانة، وأسترْ عيوب أخوانك وأخواتك في الدين يسترك الله يوم القيامة، وألقِ الله نقياً من الذنوب...".
&
دعنا من الأسباب الحقيقية العديدة لظهور حركات متطرفة وطبيعة ماتتعرض له معظم شعوب الدول ذات الانظمة الدكتاتورية من ظلم وقهر وإساءة وفقر، ولنتفحص ردود فعل دول يحيطها الأرهاب وتتخاذل في محاربته لإنتماءات مذهبية وإنضمام شبابها الى مجموعات جهادية إنتقامية بأيديولوجية خطيرة.&
&
في سيئة من أسوأ سيئات العصر تأتي صعوبة أُمنية أنضمام تركيا الى المجهود العسكري لأنجاحه بفترة زمنية قصيرة وسكوت الأدارة الأمريكية عليه بتناقض موقفها الرسمي الذي هو ضد أرهاب داعش وتأييد بعض رجال الكونجرس لمنظمات مسلحة عاملة ضد النظام السوري. تركيا تتصرف بخبرة ودهاء سياسي ومناورات دبلوماسية تتحاشى فيها وضع قدميها في وحل العمل الميداني وتعريض جندها وأرضها لقتال ودمار لمدنها وإقتصادها، ولاتسمح لقواتها بالمشاركة في القتال من أراضيها. تركيا تمتلك اكبر قوة برية تقليدية ‏وزيارات المسؤولين العراقيين الشكلية لأنقرة تذهب هباء في هباء و لم تحقق أي نتيجة مثمرة. فتركيا تقدم الوعود لدول المنطقة وحلف ألاطلسي ولاتشارك المعلومات والرصد للارهابيين الاسلاميين ومناطق تجمعهم مع المخابرات العراقية والبيشمركة. الولايات المتحدة الامريكية لها مع تركيا اتفاقية منذ عام 1969 أقامت بموجبها قواعد ومراكز رصد وانذار المبكر ومراكز الاتصالات الكترونية للتجسس وجمع المعلومات، لكنها تُقدم الأعذار بحساسية الموقف داخل البلاد وتبريره في عدم السماح لطائرات التحالف الدولي بالقيام بطلعات جوية من قاعدة انجرليك ((اضخم القواعد الجوية لحلف الاطلسي القريبة من مدينة ادنة)) التي يراها المراقبون العسكريون كأفضل نقطة عسكرية تكتيكية هجومية لحسم المعركة ضد داعش لمداها القريب من قواعد الأرهاب الحدودية مع العراق وسوريا وبُعد مدى القواعد الجوية لدول الخليج عن ميدان القتال الأمر الذي دفع بدولة الأمارات التخلي عن المشاركة في التحالف. تركيا قدمّت الحجج والمبررات العديدة لعدم إغلاق حدودها بوجه الجهاديين الأجانب وتدفق المنظمات الأرهابية والأسلحة والعتاد واللوجستك الى سوريا ومنها الى العراق. وحكومة أوردغان وإعلامها التثقيفي التوجيهي لايُركّز على ضرورة عدم الأنتماء والأنضمام الى أمراء الخلافة الأسلامية وعصاباتهم لإنحرافهم عن أسس الرسالة النبوية والتعاليم الدينية.&
&
والنقطة الأساسية الأخرى في ضعف الأمانة هي فتاوى رجال الدين في الدول العربية، مُحرضة الى منتهى السخافة على الأختلاف القومي و المذهبي وتفسير أحاديث الرسول بشكل مثير للحزن " فلا علاقة للرسول محمد (ص) أطلاقاً " بأمراء الأرهاب ورسالة دولة الخلافة ولا يعرف الرسول المصطفى الأعظم، هوية هؤلاء البشر أو معنى الخلاف الشيعي السني الحنبلي الشافعي أو الأباضي بعد نشره الرسالة الألهية للمؤمنين بالأسلام، ولم يسمع برسالتهم وراياتهم السوداء التي تحمل "الله رسول محمد" بدلاً من " محمد رسول الله" التي تُعبر وتُعطي الدلالة بكشف الله لهم وعن غيّهم وجهلهم وتقاطع قضية الاسلام الحقيقي مع المتعطشين للدماء، وتمردهم على المجتمع كعصابة باغية تحمل السلاح وتسرقه وأموال المسلمين وتسرقه وطرق أبواب البيوت لمصالحهم الشخصية ولفرض سلطة الترويع وترهيب الناس وإمتداد آذانهم وتجسسهم على الجوامع والأسواق والمدارس وتفجيرها وتخويفهم للرعية بقطع الرؤوس وسلب حرية التعبير والأعتقاد الأيماني أو دفع الفدية لهم.&
&
لقد إنتفض الشعب العراقي مرات ومرات بأمنية الحصول على الحرية والكرامة والتقدم دون تحقيق هذا الطموح الطبيعي. أنها الأمنية التي أوصلت بعض المجتمعات الى القمة والتقدم، بينما إنحدر العراق الى حضيض الأرهاب اليومي بوجود حكومات لم تحمل الأمانة، ولا يتمم مجهودها ((فريق عمل موحد الأختيار وفي خندقٍ واحد)) لدحض الأرهاب وزمر القتلة لتشويههم مبادئ الأسلام وإحلال إسلام المذاهب، وتسكت الحكومة عنهم بل وتُفرج " كما فعلت مع بداية العام بأطلاق سراح " 7862 معتقلا من ضمنهم 1291 متهماً وموقوفاً كانوا في مرحلة بداية التحقيق والمحاكمة، متجاوزةً الأمانة في وضع العراق على طريق الأستقرار بخضوعها للضغط الحزبي والعطف العشائري والأبتزاز والوساطة والرشاوات المالية ‏ومتاهات الخلط السياسية بين إدعاء محاربة الأرهاب ومحاربته فعلاً، والأدعاء بمحاربة الفساد وعدم إستطاعتهم اجتثاثه بين أنصارهم والمفسدين بينهم وفي داخل مؤسساتهم. ولايجد أهل العراق ما يجمعهم مع دولة الخلافة وخرافات مُدعيها، ولا في أمل ألامانة ‏في أصطفاف الدولة العراقية بوضعها الحالي الى جانب العالم المتحضر بوجود الخسيسين بينهم. ماذا يريد القتلة من أنذال المنظمات الارهابية في حربهم ضد سُنة وشيعة واكراد ومسيحيي العراق في سلسلة نشرهم الكراهية للناس ‏أينما كانوا وأينما خلقوا؟ ماذا يريدون بعد أن أفقدونا مقومات ثقافتنا وحضارتنا وجرّونا الى متاهات كراهية الشعوب لنا ولحاضرنا وماضينا؟ ماذا يريدون بإدعاء الجهاد في أرض الله والمسلمين بدءاً بأرض الرافدين والكوارث التي أحلوها على الشعب العراقي والسوري، وماحل بمصر وليبيا والسودان واليمن والتي تُسرِّع من رفض الأمم والشعوب أفكار همجية لاتتناسب مع حضارتهم ومعتقداتهم. فرص كثيرة أتيحت لقادة إحياء العنصرية للأنصهار المجتمعي وإحترام الأنسان وللتخلي عن لعنة ثنائية الولاء ولم يتخلوا. وأقحموا دولاً وحكومات وهيئات مدنية متحضرة في مغامرة لا مخرج من ورطتها إلا بسفك مزيد من الدماء قبل وبعد المبايعة لخليفة الله على أرض العراق. وأتيحت فرص كثيرة للتخلي ‏عن الترويج " بهمجية الغباء المخجل" لنكاح الجهاد وخذلان أوليائهم وأسيادهم بتصرفاتهم، الأمر الذي إضطر فيه أهل العراق الى ترك أنذال الناس ممن لاينسجمون مع قيّمنا المذهبية والقومية والنظرة الأنسانية. ‏وكان تركنا لهم وخروجهم عنا سبّبُ عاهات وأمراض نفسية ومجتمعية جديدة جعلت الدولة العراقية في مهب الريح ومتاهات لاحدود لها وبموقف سياسي محرج لأمنية نجاح التمثيل الديموقراطي الدستوري وأمانة تسليم هذه الأمنية الى أيادي نخبة وطنية نظيفة غير مدنسة باسماء اسلامية وبلا مشاهد فضائية وعنتريات وفتاوى متقنة الأداء، وباسماء اسلامية تتشابه في دعواتها ودعائها العودة الى دولة الخلافة بربط أحزمة التفجير والقتل والذبح والفتوحات وثورات تخريب المدن والمساجد والأسواق العامة وأطلاق مدافع الهاون بعبث على المطارات والعبث بالتراث الحضاري لمخالفته أصولهم.&
&
إبتدأَ هؤلاء أفعالهم بمؤامرات الأخوان المسلمين في مصر على الثورات المصرية منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1952 وكراهيتهم للعالم كله ولم يَسلّم من غيهم وأساليبهم شعب مصر، ثم أنتقال أفكار روادهم الشيخ أسامة بن لادن و أيمن الظواهري ومصعب الزرقاوي في تشكيل تنظيم إرهاب أسلامي دولي ((القاعدة في بلاد أفغانستان)) و ((القاعدة في بلاد الشام والعراق)) و(( القاعدة في بلاد المغرب العربي )) والسودان واليمن والصومال وتفرعات أسلامية في نيجيريا، وغيّرت بشكوكها ثوابت الاسلام على نحو مبتذل وأتخذت من الدين الأسلامي والقرآن الكريم وآياته ملجاً لتأسيس مليشيات وعصابات مسلحة في العراق وسوريا ولبنان وفيه توعد المسلم أخاه المسلم بالذبح. ويجد الموثقون والمؤرخون صعوبة في حصر هذه التنظيمات وتسمية قادتها وأنصارها ‏الملثمين ونوايا حروبهم لركوب السلطة كحركة أنصار الأسلام والجيش الأسلامي والنقشبندية وعصائب الحق والحركة الصدرية وجماعة انصار الاسلام الكردية في العراق وأنصار الشريعة وأنصار الله والفتح الأسلامي وجيش الاسلام وجيش النصرة وفجر الاسلام والطلائع الأسلامية وعشرات أخرى من الخلايا والفصائل، وطلت شعاراتها بدهان أسود ومسخ تعاليم القرآن السامية السلمية والمحبة البشرية بعد إنتهاء عهد الفتوحات الأسلامية في الحقبة الزمنية التي نزلت فيها الرسالة المحمدية، كما أنتهت رسالة المسيح والحروب الصليبية رغم أنتشار الأناجيل المختلفة والسرد الأنجيلي المحفوظ.&
&
وإتخذت كل حكومة في العالم اليوم إجراءات إضطرارية تستخدم فيها سلطة القانون والعدل الدولي بشكل مختلف في مكافحتها الأرهاب وصد إنتشار سرطانه وإتقان لعبة مكافحته وإستصلائه السريع، وعلى العكس من حكومات تمالي وتجهز هذه التنظيمات بالمال والسلاح والتدريب وتعرّفُ بها في إعلامها بأنها(( فصائل معارضة حرة ))، ويُعدّ العراق أولها بعد أن إنضم قادة سياسيون لأحزاب إسلامية الى هذه الجماعات والحركات الفوضوية والحكومة التي لم تضع ضوابط لنفسها تنظم العلاقة بين الحكومة والشعب وتلبستها هستيريا إستكملتها لهم صناعة حرفة الجهاد الٍاسلامي المستورد من الجزيرة العربية.&
&
النقطة الأخرى المثيرة للجدل ونقاش الأطراف المشاركة في التحالف الدولي ضد دولة الخلافة الاسلامية هي أن دعاية الحرب المعنوية والنفسية التي أتبعها التحالف العربي الدولي سادتها المبالغة الأعلامية، فلا وجود فعلي حقيقي ل 46 أو حتى 24 دولة مشاركة في الحرب على الأرهاب، وبنزوح أكثر 2 مليون عراقي ووقوع مناطق شاسعة ومحافظات كاملة من بلاد الرافدين وسوريا في قبضة أمراء الأرهاب تعطي الدليل بعد الدليل على أن الحرب المعنوية على الأرهاب لم تحقق إلا اليسير من الأمنية والأمل.&
&
&
باحث وكاتب سياسي
&