الإستبداد: حالة من العبودية يعيشها شعب من الشعوب.. يكون الدكتاتور فيها& أرحم من الشعب!
الدكتاتور: كالمرض الخطير حين يحل بالجسد المتهالك: يكون سبب الموت ولا يكون الموت ذاته!
إن في إستبداد الدكتاتور للشعب المدمن للإستبداد: رحمة.. لأن ذلك الشعب:& يطلب الموت الجماعي.. فيذبحهم الدكتاتور& فردا فردا وعلى فترات طويلة.
ومن رحمة الله بالشعوب& العاشقة للإستبداد: أن وهبها طغاة يمنعون عنهم نسائم الحرية التي يكرهونها ويقفون حائلا بين الشعوب وأشعة الشمس.
ومن الرحمة: أن يكون في أمة العبيد طغاة صغار يدعون تمثيل إرادة الله كي يرسخوا في أذهان العبيد حقيقة كرههم للحرية!
لو عاش العبيد& في حرية: لأنارت لهم عقولهم دروب الحقيقة التي يخشون معانقتها ولو تحرروا من قيد الدكتاتور وسوطه... لما بقي للخوف لذة وقد أدمنوا ظلمته!
وليعلم الأحرار في كل مكان: أن أية أمة من العبيد يحكمها طغاة& يكونون أرحم من الأمة وليس العكس كما يظن الكثير من الناس .. ولا تستحق أمة العبيد أن تحكم بغير الطغاة
وعندما تتحرر أمة العبيد من طغاتها..تتحرر من خوفها و تحرر فكرها من سطوة الخرافة والجهل!
والطغاة الحقيقيون: هم تلك الطفيليات التي تندس في فكر الأمة لتغرس بذور الخوف والخنوع والجهل&& في قلوب الصغار سواء كان الصغار أطفالا أو كبارا ليأتي الدكتاتور ويحكم بعصا الطغاة الأخطر على حياة ومستقبل أية أمة.
لكن فكر الطغاة لا يعيش في العقول المستنيرة بنور الله الحقيقي.. ولو لم تكن تلك العقول المستعبدة عاشقة للإستبداد لما تسللت موجات الظلام الى خلاياها الخالية من ضوء الأشعة.
وعندما تتشوق العقول لمعانقة النور فإن أول فعل حقيقي تقوم به: أن تطرد الظلام وصانعيه من خلايا عقولها المستباحة.. حينها سينقرض الطغاة.. والدكتاتوريون.. ويحل السلام والأمن والعدل والحرية!
طغاة الفكر المتلبسون بثياب الفضيلة الإلهية لإستعباد الشعوب الذين خلقهم الله أحرارا: هم أخطر أنواع الطواغيت وأخبثهم ولن يتحرر العبيد إن أرادوا الحرية إلا بعد أن يحرروا أنفسهم من سلطة الطواغيت الذين تشربت أنفسهم عشق الظلام والإستبداد فسعوا في الأرض فسادا وأنجبوا من يحكم شعوبا& هي أكثر قسوة& على نفسها عبر ماشوسية تعذيب& الذات وأكثر ضعفا في إنتزاع حريتها من يد الدكتاتور الذي نما بينهم كنبتة ليست قادمة من كوكب غير كوكبهم.
لذلك لم يأت& صدام من غير العراق... ولم يأت معمر من غير ليبيا& , وعندما رحلوا... لم تصنع تلك الشعوب حرية.. كدليل على أن الدكتاتور: صورة... أو مرآة.. تعكس حالة شعب أو أمة وليس العكس!
&