مؤتمر شرم الشيخ لتنمية ودعم الاقتصاد المصري حقق في فترة قصيرة ثلاثة أيام من 13 الى 15 مارس إنجازات عدة أولها دعم العالم لمصر وقيادتها بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2012، وهو ما أشعر الخونة والمتأمرين في الداخل والخارج بالضعف والتواري عن الأنظار، فلجأوا إلى نشر الأكاذيب والشائعات التي تتلائم وتتماشى مع نفوسهم المريضة.

كنت أرى ما يجري في قاعة المؤتمرات والقاعات الآخرى من تهافت الشركات العالمية على توقيع اتفاقيات مع الحكومة المصرية، والقطاع الخاص في مجالات الطاقة والتنقيب عن النفط والصحة والزراعة والبتروكيماويات والطرق وانشاء المدن، والسياحة وغيرها، نشاط مكثف للرئيس "عبد الفتاح السيسي" طوال أيام المؤتمر، ورئيس الوزراء "إبراهيم محلب" وأعضاء حكومته، لم يكن لديهم وقت للراحة، لقد رأيت وزير التجارة والصناعة "منير فخري عبد النور" يكتفي بسندوتش صغير، ولا يذهب لقاعة الطعام كي يتناول طعام الغذاء، لأن لديه اجتماع هنا واتفاق هناك، تجاذبت معه أطراف الحديث قبل التسجيل معه، قلت له هذه المليارات بداية للنهوض بالاقتصاد المصري، قال لي المهم هو التنفيذ وتحويل هذه المليارات إلى مشروعات، قلت له وهل تشك في ذلك قال لي لا ولكن ليشعر المواطن بتغير في حياته يحتاج الى خمس سنوات على الأقل، قلت له مصر تستيقظ الآن بعد سبات عميق، ولا خيار آخر، فنحن لا نملك رفاهية الوقت، المهم هي إرادة المصريين، لابد من العمل ومواصلة الليل بالنهار،لابد من تغيير السلوكيات، لابد أن نودع الكسل،&والنوم حتى الظهر، مليارات الدولارات التي أعلن عنها المشاركون خلال المؤتمر في صورة استثمارات ومساعدات ومشروعات ستكون بمشيئة الله الأساس لمصر جديدة قوية ومستقرة ومزدهرة اقتصاديا.

لقد شعرت وأنا استمع إلى كلمة الرئيس "السيسي" ظهر الاحد يوم ختام المؤتمر وأدقق في ملامح وجهه، والشباب المنظم للمؤتمر يلتف حوله، شعرت إن الله وهبنا قائدا مخلصا أمينا محبا لمصر له رؤية، لا يطلب زعامة زائفة، يريد أن يرى مصر قوة اقتصادية كبرى، وكل ما يطلبه هو دعم المصريين لرؤيته في تحويل الحلم إلى واقع، والعمل ليل نهار، حين هتف الحضور "تحيا مصر" "يحيا الرئيس" رد عليهم تحيا مصر ولا شي غير مصر، هو يؤمن أن مصر هي الباقية والأشخاص زائلون.

يدرك الشعب المصري أنه يحظى برئيس صاحب رؤية قوي أمين "إن خير من استئجرت القوي الامين "، رجل حاسم، ويتمتع بحس إنساني رفيع، وتواضع جم،رئيس يدعو الشباب المشارك في تنظيم المؤتمر الاقتصادي، بعفوية ودون ترتيب للالتفاف حوله ثم يوجه كلماته للحضور، يبتسم حين يقوم أبناؤه بالتقاط صور سيلفي معه فيتفاعل معهم، كم أنا فخور بأنني مصري حين شعرت أن مصر بدأت تسير في الطريق الصحيح.

لقد أبكاني رئيس الوزراء النشيط "إبراهيم محلب" في كلمته مساء يوم الختام، رأيت الرجل والدموع تنهمر من عينيه في بداية كلمته متأثرا بهذا الحب الذي لمسه من المشاركين وخاصة العرب، ويقول هؤلاء هم العرب، حين تشعر أن جارك يمر بضائقة اقتصادية او مصيبة المت به تجد كل الجيران يقفون بجواره، هذا مل شعر به رئيس الوزراء في المؤتمر، روح جديدة تسري في الجسد المصري، يشعر الرجل&أن مصر الجديدة بعد المؤتمر غير مصر قبل المؤتمر، يرى محلب أن مصر ستصبح قوة اقتصادية كبرى لا تعاني عجزا في الموازنة، يتأثر بدموعه شاب من الحصور فيصعد إليه يمسح دموعه ويقبله، فلا يمتعض، وإنما يشكر الشاب بحنان أبوي واضح، إنها دموع الفرح وكان لإجراءات الإصلاح الاقتصادى وتشريعاته التى أقرتها حكومتك، ابتداء من توحيد سعر الصرف والقضاء على سوقه السوداء، وتوحيد ضريبة الدخل، وخفض الجمارك على أدوات الانتاج بنسبة 5%، وإنجاز قانون جديد للاستثمار يختصر إجراءات الترخيص فى شباك واحد، ووضع قواعد واضحة وشفافة لفض المنازعات، كان لكل هذه الاجراءات أثرها البالغ في تهيئة مناخ جديد للاستثمار فى مصر، يعترف بالمستثمر شريكا فى مشروع التنمية من حقه أن يربح، ويفتح آفاقا مشاركة القطاع الخاص فى عملية التنمية دون سقف أو حدود، ومن واجب الحكومة أيضا مساعدة المستثمر الصغير وإعادة فتح ألف وخمسمئة مصنع أغلقت بعد ثورة يناير.

من المؤكد أن نجاح السيسي ومحلب في تقديم مصر الى العالم فى صورة مبهجة تشع تفاؤلا وأملا كسوق واعدة للاستثمار فضلا عن انها دولة شابة، 60% من سكانها دون الأربعين عاما، تحارب الإرهاب وتدافع عن المنطقة والعالم ساهم في تدفق المليارات على مصر التي تستيقظ الآن.

&

إعلامي مصري

&