بعد فشل محاولة ايران في “تصدير الثورة الايرانية” نحو الدول العربية عن طريق تحريك الجماهير ضد حكوماتها لاسقاطها و الدعوة المذهبية بجعل الانتماء المذهبي فوق الانتماء الوطني قررت ايران ان تتجه وبعد عام ١٩٩٠ الى مشروع اخر يحقق لها التوسع و السيطرة في الدول العربية دون اظهار الاختلاف القومي بين العرب و الفرس ولهذا كانت فكرة المشروع الجديد هو استخدام العرب ضد العرب بحجة نصرة المذهب من الظلم السائد و تحقيق الوحدة المذهبية على حساب الوطنية فكان مشروع “الدروع المذهبية” هو الخطوة الجديدة لتصدير الثورة الايرانية ولكن بقناع جديد.

شعرت ايران عام ٢٠٠٣ ان الوقت قد حان لانطلاق المرحلة الاولى من مشروع تحويل الدولة الى المذهب و صناعة “الدروع المذهبية” خارج حدودها عن طريق رسم صورة ذهنية و نمطية جديدة في عقول الجمهور العربي باستخدام الاعلام الناطق بالعربية و مؤسسات المجتمع المدني و المؤسسات الدينية خارج حدودها فكانت تحول و تغير الصورة الذهنية و النمطية الدارجة و المتعارف عليها من “ايران شيعية المذهب” الى “ايران هي المذهب الشيعي” وهذه النقلة خطيرة جدا حيث تحولت من “دولة الى مذهب” فاصبح كل من يتهم ايران و كأنما يتهم المذهب الشيعي و هذا ما كانت ايران تعمل علية منذ عام ٢٠٠٣ الى الان حيث كانت تزرع هذه الصورة في العقول لتترسخ و تنضج، بعد الربيع العربي الذي اسقط حكومات عربية عدة دعمت ايران مشروع “الدروع المذهبية” بشكل كبير جدا لينتشر في دول الربيع العربي ليكسب و يخترق اكبر عدد من الجمهور ليكونوا دروعا لايران داخل دولهم العربية.

&مشروع “الدروع المذهبية” الايراني يحمل هدفين الاول هو لضمان زعزعة و تحطيم الجبهة الوطنية الداخلية و الترابط الاجتماعي حيث ان الجمهور “المخترق و الذي تاثر بالصورة الذهنية و النمطية” يشعر في حال اتهام ايران من قبل اي جهة داخلية وطنية بان “المذهب” هو المتهم و ليس “الدولة” فتبدا الاتهامات و المهاترات و حتى ترتفع اصوات دعما لايران على حساب الوطن.&

الهدف الثاني هو لضمان تدخل ايران في الشؤون الداخلية العربية عامة و الخليجية خاصة بحجة حماية الطائفة من الظلم او المساهمة في تهدئة الوضع الداخلي بهذا ايران تُشعر الطائفة بأنها تدافع عنهم و تحميهم من ظلم حكومة وطنهم و هنا تبدا اخطر مرحلة وهي مرحلة “الخروج عن الولاء الوطني” و الاتجاه بالولاء الى دولة اخرى و هو بتفكير الخارجين عن الولاء الوطني “ولاء للمذهب وحماية له من ظلم حكومة الوطن” فيُسهل هؤلاء دخول ايران في الشأن الداخلي للوطن و يصبحون ادوات لتمثيل و تنفيذ السياسات الايرانية داخل اوطانهم متصورين انهم “يحمون المذهب من الظلم” لكنهم لا يعلمون انهم ينفذون سياسة ايران لاحتلال دولتهم و يظهر هذا الهدف من تصريحات نائب قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قائاني عندما قال "إيران مستمرة بفتح بلدان المنطقة و إن الجمهورية الإسلامية بدأت بسيطرتها على كل من أفغانستان و العراق و سوريا و فلسطين وإنها تتقدم اليوم في نفوذها في بقية بلدان المنطقة” و اكده ايضا حيدر مصلحي وزير الاستخبارات الإيراني السابق عندما قال "إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية”.

الغريب بالامر ان الجمهور المتاثر او جمهور “الدروع المذهبية” و لانه تعرض لغسيل دماغ بزراعة صورة ذهنية نمطية لا يمكن ان يصدق بان ايران تنفذ اجندتها الخاصة بالتوسع و السيطرة و انها تكذب عليهم بحُجة حماية اصحاب المذهب من ظلم حكومتهم حتى و ان صدرت تصريحات من كبار قادة ايران لا تجد صدى في عقول الجمهور المتاثر “الدروع المذهبية” ولكنهم يتاثرون بشدة من اي تصريح يصدر عن اي شخص ضد ايران و ان كان على مستوى موظف بسيط.

مشروع “الدروع المذهبية” يهدف في النهاية الى تحقيق حلم “الامبراطورية الفارسية” كما قالها مستشار الرئيس الايراني علي يونسي ولكن هذه المرة باستخدام المذهب لحقن الجمهور و تحويلهم الى “دروع مذهبية” و جعله يتحرك لتحقيق سياسات ايران دون ان يعلم انه مخدوع.

&