منذ فترة و تستبد بي فكرة الكتابة في هذه القضية التي ارهقت كاهل الشعب الكردي و نضاله الا ان لاعتبارات اخلاقية و قومية و حزبية و عدم رغبتي في نقاشات سفسطائية مع اخوة تفقد سويتها الفكرية في هكذا حوارات و نقاشات..!! لكن الاحداث الاخيرة اكدت ضرورة افراغ ما في جعبتي من رأي في هذه القضية.

النص المزعج

- في شرق لم ولن يعرف الصمت، تم اغتيال " سردشت عثمان". غالبية الكرد في جنوب كردستان يتهمون العائلة البارزانية. جريمته هو تجاوزه الخط الأحمر للعائلة، بعد أن حلق بأجنحة الحلم وعالم افتراضي لعشق ابنة الرئيس التي لم تولد بعد.

اغتيال صحفي على خلفية عشقه الافتراضي و قبلها اعتقال الدكتور كمال قادرالنمساوي و الحكم عليه 25 عاما هي رسالة السلطة في جنوب كردستان لمن يقترب من خيمة القبيلة وشيخها وحزبها وسلطتها، مفادها" اياكم الاقتراب من سيادته حتى في اضغاث احلامكم، فكاتم صوتنا هو صوتنا مقابل كلماتكم".

- كيف تحول المقاتل " مسعود البارزاني" الى مؤسس لظاهرة سياسية يمكن تسميتها بـــ "المسعودية" في جنوب كردستان؟&

الجواب عند" زكريا تامر" في نِمره الذي انتهى في يومه العاشر خلف قضبان قفصه.

&السلطة وبالذات التي تسللت من خيمة القبيلة تجعل من الثوري والمقاتل مروضاً يحمل سوط السلطة ليبدأ بعملية ترويض الشعب وتدجينه.

- ان مأساة الشعب الكردي لا تتمثل بمحاولة القبيلة البارزانية مع تقديرنا لنضالها وتضحياتها بجعل جزء من شعب وارض كردستان ضمن خيمتها فحسب، بل وتجاوزها بمحاولتها جعل أجزاء كردستان ضمن تلك الخيمة في مشهد يمكن توصيفه بانها القبيلة العابرة للحدود وان كان حدود غير معترف بها كردستانياً.

- انشاء الدولة القومية أو الادعاء بأنشائها كما الحال مع الظاهرة المسعودية وفي ظل عصر العولمة على يد سلطة القبيلة المدعومة من قبل القوى الإقليمية المعادية للشعب الكردي وقبلها القوى الدولية التي قسمت كردستان تحايل على الواقع و يخلق حالة التناقض ما بين (الكردي – الكردي) على صعيد الأجزاء الكردستانية بل وحتى ضمن الجزء الواحد كما الحال بين إدارة اربيل وإدارة السليمانية التي ظهرت للواجهة كحل لإشكالية العلاقة بين سلطة القبيلة (أربيل) ومدينة تبحث عن سلطتها الضائعة (السليمانية). أما روج آفا التي مازالت تشق طريق المستقبل الكردي عبر ارداة و مقاومة شبابها و بناتها مازال السيد الكردي مسعود البارزاني يحاصره اقتصاديا و عسكريا و يحفر خنادق حوله تزامنا مع شريكه التجاري و السياسي رجب طيب آردوغان.

- الظاهرة المسعودية لا يمكنها ان تكرر التجربة الخليجية في جنوب كردستان رغم مجاورتها لها في العرش المالي و الاقتصادي، إن محاولاتها التمسك بالسلطة رغم اعتراض جميع احزاب كردستان على تمديد ولاية الرئيس ليس الا ملهاة التاريخ حينما يتكرر. حقيقة لا يرغب بعض اوساط العائلة والحزب ادراكها، فهل سيضحون بتجربة الجنوب من اجل سلطة القبيلة؟

- المؤشرات السياسية ومواقف بعض أطراف (الحزب – القبيلة) تؤكد بأنهم سيطرقون الأبواب كلها ويضعون أسوأ الخيارات وأخطر الاحتمالات دون أي اعتبار لموقف الجماهير والقوى السياسية في أجزاء كردستان لان الوطن المجزأ وفق تصور بعض قيادات الحزب والقوى المؤثرة في القبيلة هي ضيعة، والسلطة السياسية في الجنوب عصا بيد شيخ القبيلة.

- الظاهرة "المسعودية" في جنوب كردستان تكرر تجربة " المالكية" (نوري المالكي) على أمل الإعلان عن المملكة المسعودية وفي أفضل الأحوال الإعلان عن الجمهورية المسعودية الأولى.

- إن استفراد الرئيس مسعود و المسعوديين بالحكم و الشعب و الاستعلاء و الفوقية يتجلى في العديد من مواقع الخارطة الكردستانية السياسية و الاجتماعاية و الاقتصادية حيث تصريحاته المتلاحقة و المتعلقة بانتخابة للمرة الرابعة لرئاسة الاقليم بدعوى المرحلة..!!! التي لا ينكن لغيره قيادتها :من لم يعجبه هذا الوضع في كردستان و هو يقصد من لم يعجب بقائه رئيسا للاقليم فليبحث عن مكان آخر...!!"القدس العربي"&

يستحق ان يكون فعلا قائد المرحلة كردية لان ليس هناك كرديا واحداً في العالم يملك ثروة كالتي يملكها بعد تحكمه بالاقتصاد الكردستادي لمدة عقود عبر الخطاب القومي على الشعب باسم الشهداء و الدولة القومية بهذا الشكل المريب...!!!! // 48 مليار دولار عن موقع شار برس بناء على تقرير امريكي نشر في ديسمبر 2014 بالاضافة إلى العديد من الاملاك في المانيا و سويسرا و بريطانية//".

يحكم عبر مندوبيه في العالم على ثروات مالية و مشاريع اقتصادية كبيرة و خاصة النفطية و ليوظيف كل ذلك في زيادة امواله من خلال عقود باسماء اشخاص مع شركات تركية و احيانا غربية و عربية حتى باتت تلك الشركات المفترض انها تركية تسيطر على اكثر من 90% من الاقتصاد الكردي في اقليم كردستان الجنوبية كل ذلك كان من النفط الكردي المباح للجميع عدا الشعب نفسه "نسبة الفقر في كردستان اكثر من 60%"&

- يملك المسعوديين "لوبيا" وعبره العشرات من الشركات العابرة للقارات و يعتبر الاقوى عالميا حسب تقارير نشرتها الصحافة الامريكية و الغربية حتى بات يستولي على الارادة الجماهيرية الكردية في كردستان العراق و اشغل الشعب بقضايا و شعارات قومية كبيرة هم انفسهم "المسعوديين" غير مقتنعين بها كقضية استقلال كردستانهم " اقليم كردستان العراق" لاسباب واضحة و قوية منها الدولية و الداخلية كالأزمة الخطيرة التي يعيشها داخليا علاقاته مع الاحزاب الكردستانية في جنوب كردستان التي باتت فعلا تعيش مرحلة خطيرة عبر تمسك البارزاني برئاسة الاقليم و محاولة التحكم بالقرار الكردي.

- دخل السيد مسعود البارزاني لعبة اعداء الكرد الاقوياء و اصبح شريكا اقتصاديا ليجد نفسه و بشكل مفاجئ شريكا سياسيا ايضا في محاربة خصومه من الاحزاب الكردستانية و في الاجزاء الكردستانية الثلاثة الاخرى و هو على استعداد حتى لمحاربتهم عسكريا و ممارسة سياسة الحصار و الضغط عليهم من اجل اضعافهم لاعلان التبعية له و يبرز دوره السلبي هذا في شمال كردستان في تبعيته الكاملة للدولة التركية بحجة حماية ما حققه في جنوبي كردستان...!! و كان البقعة السوداء في هذه العلاقة طلبه من مؤيده عدم التصويت لحزب الشعوب الديمقراطي و التصويت للعدالة و التنمية الذي ما زال يدعم التنظيم الارهابي "داعش"&

- روج آفا – غربي كردستان- سوريا خاصة بعد 2011 عندما اتخذ الشعب الكردي خطه السلمي الثالث في الصراع السوري و محاولة المسعوديين زجه في الصراع الديني و السلطوي و إعلان الحرب المفتوحة و اثارة الفتن بين ابناء الشعب الكردي في غربي كردستان عبر الشعارات القومية المطاطية و اتهام المُختلف معه بالتعامل مع النظام و التسلط و الاستفراد و..و..و...!!! و تأسيس كتائب مسلحة مقابل وحدات حماية الشعب YPG الشرعية التي اعطت مئات بل الاف الشهداء دفاعا عن غربي كردستان و تشجيعه العديد من الكتائب العربية القومجية و الجهادية لمحاربة المشروع الكردي و المتمثل في الادارة الذاتية بحجج و مبررات غير واقعية حيث كانت آخر محاولاته قضية ما تسمى ببشمه روج آفا غير المعروفة انتمائها و التي زارها في معسكرات تدريبها احمد اوغلو و زير خارجية تركيا و الدعوة لدخولها غربي كردستان و تشكيل قوة مقابل وحدات حماية الشعب YPG القوة الشرعية الوحيدة في غربي كردستان لاعادة تجربة 1995 في هولير عندما كانت هناك قوتان عسكريتان و التي راح ضحيتها ما يقارب 5 الاف عنصر من القوتين. ثم جاء حفر الخندق مرة اخرى حول غربي كردستان "روج آفا" بحجة حماية الاقليم من الارهاب للضغط على الادارة الذاتية القائمة في إطار خطة حصار وضعتها الدولة التركية لكن سرعان ما أظهرت الاحداث ان الارهاب كان في محيطه و كاد أن يدخل عاصمة الاقليم لولا تدخل قوى عسكرية اخرى مثل وحدات حماية الشعب YPG الكريلا HPG. و اكثر من ذلك ان مقربين منه يتعاملون مع الارهابيين تجاريا حسب تقارير امريكية و روسية نشرت في العديد من وسائل الاعلام العالمية و العربية و ذكر اسماء من عائلة البارزاني يتعاملون مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" تجاريا في الحقل النفطي و ان بنوكا في العاصمة اربيل تقوم بتحويل المال لتنظيم داعش عبر وسطاء.&

و اخيرا و ليس آخراً

- ان التركيبة الاجتماعية و الثقافة العشائرية التي يتمتع بها السيد مسعود البرزاني غير مؤهلة لاية عملية ديمقراطية و خاصة بعد أن دخل دائرة المصالح التجارية الكبيرة و نال مرتبة بين اغنى اغنياء العالم و شكل جيشا بيلغ الالاف من تبيعته مهمتها الحفاظ على العائلة بالمال و السلاح و القومية و الدولة الكردية التي اكثر ما يخدع الشعب الكردي بها.

- جنوب كردستان في خطر.. سيادته الذي ازاح المالكي لتمسكه بولايته الثالثة مازال مصراً على الاقتباس من الظاهرة المالكية وتمسكها بالسلطة.

كيف ستكون كردستان في ظل سلطة مسعود الرابع عشر ان نجحت المسعودية في جنوب كردستان...؟

&