&وكما هو دائما الحال فاننا نرصد مايحصل على الساحة العربية ومنها الساحة العراقية التي تعتبر من اهم الاقاليم العربية التي يتمتع شعبها بتأريخ عريق سواء على المستوى العملي او الثقافي او الديني او العسكري، وللعراقيين تأريخ مشرف في حماية الامة العربية جمعاء من الهجمات المتكررة وخاصة تلك القادمة من الشرق.

الا أن حدثاً حصل هذه الايام اثار الكثير من التساؤلات حول ماهية حقيقته واسبابه وتبعاته وحقيقة الرسائل التي يريد ابطال هذه الاحداث ارسالها للسلطة في العراق.

الحدث ببساطة كان هتاف مجموعة من العراقيين في كربلاء (الشيعية) بحياة الرئيس السابق صدام حسين والذي تعتبره الحكومة العراقية الحالية عدواً لدودا ودكتاتورا جباراً بطش وقتل وظلم وخاصة (الشيعة) بحد زعمهم، ولكن تمر الايام والسنين ثم يأتي اليوم الذي يهتف فيه الشيعة بحياة صدام في قلب كربلاء معقل المذهب الشيعي في العالم.

هذا الحادث له دلالات مهمة وواضحة اولها ان صدام حسين لم يكن طائفيا كما تدعي الحكومة العراقية الطائفية الحالية، والتي ورثت الطائفية من سيدتها وولية نعمتها ايران او لنكن منصفين النظام الايراني لان الشعب الايراني لم يعد يعير اهتماما كبيرا للدين لان ملالي طهران وقم جعلوا الشعب الايراني يكره حتى الاسلام وتحول كثير منهم الى ملحدين.

اذن هي براءة لصدام حسين من تهمة الطائفية الكاذبة وسأبين رأيي بصراحة في صدام حسين لكي يعرف الجميع اني لست "صدامياً" وهي تهمة يطلقها ايتام ايران على الوطنيين العراقيين هذه الايام، وبدأت هذه التهمة تتحول الى شرف في اعناق العراقيين الابطال بكافة طوائفهم واديانهم ومشاربهم.

الرسالة الثانية التي ترسلها هذه الهتافات بحياة صدام مهمة وهي ان الشيعة العراقيين لم ولن يكونوا طائفيين يا حكام طهران، ولن تنجحوا في تدمير النسيج العراقي المتين مهما حاولتم لأن العراق ببساطة لحمة واحدة لا ولن تتفكك مهما عصفت بها المحن والاهوال، واثبت العراقيون على مر التأريخ انهم ينتفضون وينتصرون في النهاية حتى لو طال الاحتلال الاجنبين ففي النهاية دائما النصر للعراق والعراقيين.

الرسالة الثالثة التي ترسلها هذه الهتافات هي أن هذه الحكومات العراقية ذات الهوى الايراني منذ سقوط بغداد ولحد الان لم تتبنى اي خطة عمل لبناء عراق ناجح ومتقدم ولم تكن هناك اي خطط تنمية مستدامة، او منهج واضح للنهوض بالعراق من محنه المتكررة واخرها الاحتلال الامريكي الذي دمر البنية التحتية وانهى الجيش والشرطة وبنى بدلها ميليشيات شيعية وسنية مدعومة ايرانيا وبعضها مدعوم من ايران ومن احد الدول العربية الصغيرة التي دأبت على دعم الفوضى في العالم العربي كما تفعل ايران، ثم تم تسمية هذه الميليشيات "شرطة" و "جيش" العراق، هذا العراق الذي كان قد ارعب ايران وقضى على غرورها وغطرستها، لولا الاخطاء التي وقع فيها قادته فيما بعد، وتم تسليم العراق لأعدائه هدية وببلاش.

الرسالة الرابعة التي ترسلها هذه الهتافات هي ان الاخوة في كربلاء ممن خرجوا في هذه المظاهرات والاستنكارات يعلمون جيدا ان الحقبة التي قادها صدام لم تكن افضل الحقب في تاريخ العراق، لم تكن طائفية قطعا لكنها كانت مليئة بالحروب والتجنيد الاجباري والضائقة الاقتصادية التي تسبب بها العناد الغير مبرر مع الغرب وخاصة مع امريكا ولاادري على اي قاعدة صلبة استند صدام في عناده مع امريكا حتى ان عدي صدام حسين نفسه همس في اذان بعض اصدقائه ان مايفعل ابوه غير مبرر ولاداعي له بتاتاً، وهو نفس الذي تفعله الميليشيات المتحكمة بأيران والتي تمشي على نفس خطى صدام، الخطوة بالخطوة والباع بالباع والذراع بالذراع حتى لو كان دخل جحر ضب لدخلوه، كأنه حلفوا بالله ان يدمروا ايران كما حصل مع العراق سابقا.

العراقيون يعرفون ونعرف جميعا ان المطلوب هو قائد "ملك" أو "رئيس" يقود بحزم وكفاءة ملتحفاً بسياسات حكيمة تمنع عنه ابناء الحرام من المقتاتين على الدمار والدم والانقلابات والخيانة ثم يقولون نحن نريد مصلحة البلد كما فعل الانقلابيون على مر العصور في العالم العربي، اضف الى ذلك ان العراقيين يريدون رأساً قويا للدولة تخشاه الضباع، وتحترمه الاسود، بأمكانه ان يقود السفينة الى بر الامان، يعدل بين العراقيين جميعا ويعرف اين هو طريق التنمية والاقتصاد المبني على اسس سليمة وخطط واعدة، على العكس من حفنة المهرجين التي تقود العراق الان وغالبيتهم بدون مؤهلات بل مجموعة كذابين زوروا شهادات في سوق مريدي وحملوها ليدخلوا فيها البرلمان ليكذبوا على الله وانفسهم والناس اجمعين والنتيجة ببساطة دولة فاشلة رغم انها من اغنى الدول في العالم في قطاعات مختلفة كالنفط والغاز والمعادن والماء والارض الخصبة، واقول في النهاية صبرا يا ايها العراقيون فأن الفرج قريب والحمد لله رب العالمين.

&