&

&

بقلم: سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح

&

&

&

تهل علينا غداً الذكرى العاشرة لتولي سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم، وهي مناسبة عزيزة على القلوب محببة إلى النفوس لأنها تذكرنا بأننا محظوظون بقائد وأمير وحكيم استطاع أن يحفر بحروف من ذهب اسم الكويت في كل محفل.

والحديث عن مآثر ومكارم ومواقف حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - يحتاج الى مجلدات وقد لا تفيها حقها، فقد جمع هذا القائد الفذ كل الصفات التي تؤهله لقيادة الوطن من حنكة وحكمة وخبرة وصبر وبعد نظر ثاقب وقدرة عالية على قراءة الأحداث وتحليلها والتأني في اتخاذ القرار ودراسة أبعاده، كل ذلك يدار بعقل يتميز بالذكاء والفطنة والحنكة السياسية.

لقد كانت الكويت على موعد مع التاريخ حينما تولى حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم فقد جاء سموه في مرحلة دقيقة على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية ما زلنا نعيشها حتى يومنا هذا، جاء وهو يحمل في قلبه وعقله ووجدانه الأفكار والخطط والأماني بأن تصبح الكويت مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً وأن يحظى أهلها بالخير والرفاهية المحاطين بالأمن والامان والاستقرار.

لقد آمن حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد بأن القانون فوق الجميع وعمل على ذلك طوال مسيرته بل وشدد عليه في كل خطاباته وأحاديثه، كيف لا؟! وهو الرجل الذي رسم سياسة الكويت الخارجية منذ استقلالها وحتى يومنا هذا وهي السياسة التي وضعت الكويت على الخريطة العالمية كواحدة من الدول التي يُحترمُ رأيها ويُقدرُ موقفها وتتم استشارتُها في كل ما يمس المنطقة.

لقد عملت مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - سنوات طويلة إبان توليه منصب وزير الخارجية حيث تعلمت من سموه، وما زلت، الكثير الذي لا يُحصى إذ إن سموه مدرسة في السياسة والدبلوماسية وفن الحوار وأصول الحديث والاستماع والتفهم والواقعية والقدرة على تقييم المواقف ووضع الأمور في نصابها الصحيح. وقد تعلم من مدرسة سموه كل السفراء والدبلوماسيين الذين هيأهم سموه لتولي مهام شرف تمثيل الكويت في الخارج أصول السياسة وفنون الدبلوماسية والمعنى الحقيقي لأن تكون سفيراً لبلدك.

وكان حرص حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وما زال كبيراً على رفعة الكويت وعزة أهلها وبسط سلطة القانون وتعزيز حريات المواطنين وحقوقهم وغرس المفهوم الحقيقي للمواطنة بينهم والتشديد على أهمية الوحدة الوطنية والتحذير من خطر الفرقة والتطرف. وترجم سموه هذا الحرص بالمواقف العديدة التي تؤكد انه القدوة والقائد في كل ما يدعو اليه.

وحينما نحتفل بذكرى تولي سموه مقاليد الحكم فإننا مطالبون أساساً بأن ننفذ توجيهات سموه ونحرص على أن نطبق كل ما يدعونا إليه وأن نتبعه في كل ما يأمر لأن في ذلك صلاح وطننا وعزتنا ووحدتنا.
لقد بنى حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - لهذا الوطن سوراً شامخاً من العلاقات الدبلوماسية الراسخة مع جميع الدول ورسم إطاراً واضحاً لتلك العلاقات التي حرص سموه على أن تكون مبنية على احترام الكويت وسيادتها واستقلالها وحريتها في اتخاذ مواقفها دعماً للسلم والأمن في بقاع العالم.

والحديث عن سمو الأمير الإنسان يحتاج إلى ساعات طوال كي يتمكن الإنسان من تغطيته، ويكفي تقدير الأمم المتحدة لمآثر ومواقف سموه وتسميته قائداً للعمل الإنساني وتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني، وهذا كله لم يأتِ إلاَّ من الجهود الجبارة التي بذلها سموه في هذا الجانب تقديراً من سموه لمعاناة الدول والشعوب وحرصاً من سموه على الإسهام، بما وهبنا الله من نعمة، في تخفيف معاناة تلك الشعوب وهم أخوتنا في الإنسانية، ولهذا فإن العالم لم ينسَ لسموه وللكويت هذه المواقف الإنسانية الرائعة التي يجب أن نقف عندها طويلاً نستلهم الدروس والعبر.

لقد أثبت سموه في كل مناسبة قدرته العالية وحنكته وحكمته وتفهمه في التعامل مع كل الأحداث التي مرت على الكويت، محلياً وخارجياً، ولعب سموه الدور الأبرز في المحافظة على سلامة وأمن واستقرار البلاد وسط هذا البحر الهائج من المشاكل والحروب والدمار الذي يحيط بنا من كل جانب، وعمل سموه على أن تظل الكويت، وستبقى ان شاء الله، واحة أمن وأمان ورخاء واستقرار.

وكما ذكرت في البداية فإنني مهما تحدثت عن سمو الأمير القائد والسياسي والدبلوماسي والأب الحنون والإنسان الراقي فلن تكفيني مجلدات ولا يمكن لي أن أفيه حقه.

اللهم احفظ بلادنا من كل سوء تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الأمين وعضده سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما.

&

&