&

عندما يسلم المرء أمانة ليعنى بها وهو ليس على علم بجوانبها المختلفة والأمور المرتبطة بها، فإنه يتلفها. وهذه هي مصيبة أمتنا العربية، فهم يمسكون جانبا واحدا عالمين به ويهملون بقية الجوانب المتصلة به، والأمثلة كثيرة جدا في مجتمعاتنا، بدءا من الأسرة إلى الحاكم. وهذه بعض الأمثلة على نصف العلم المدمر:
- المطالبة بتغيير أنظمة الحكم نشرا للديمقراطية رغم الجهل بنظام المؤسسات وكيفية اتخاذها للقرارات وعدم القدرة على تطبيق ذلك مما يوقع البلاد في حروب أهلية صراعا على الحكم.
- المطالبة بالحرية مع الجهل بحقوق الذات وحقوق الآخرين.
- سعي الأقليات إلى الاستقلال وهي لا تملك مقومات الدولة، فتخسر الكثير من الامتيازات مقابل الشعور الكاذب بالاعتزاز والقومية العجفاء.&
- الطبيب الذي يعطي مريضا يعاني من القرحة أقراص إسبرين لعلاج الصداع.
- السعي إلى أداء فريضة الجهاد والأمة لا تملك العتاد اللازم لها، فتعقد المقارنات بين الغزوات الإسلامية التي غلبت فيها الشجاعة الكثرة، حين كان القتال بالسيوف وليس بالقنابل والصواريخ التي تقذف عن بعد شاسع ولا مجال للمواجهة البشرية فيها.&
- تطبيق قانون الأحوال الشخصية الإسلامي في زمن يعتمد فيه الرجال على النساء في معيشتهم وتدبير أمورهم، فتضيع المرأة والأطفال بسبب حماقات الرجل الذي يتعسف باستخدام حقوقه.&
- اعتبار حقوق المرأة والطفل كحقوق فردية خاصة بهم مع أنها ضمان لسلامة النسيج الاجتماعي برمته.
- تطبيق الحدود في زمن أصبحت فيه الكبائر متاحة ولا تعتبر جرائم كما أن الدوافع لارتكابها أقوى من الروادع، كالفقير الذي يسرق &بسبب محاصرة الدهر له وتقييده وعدم توفر فرص للعيش الكريم في ظل الانفجار السكاني والرأسمالية المتوحشة.&
- التساهل في جريمة سرقة المال العام اهتداء بالحديث الشريف "لا قطع لمختلس أو منتهب" في زمن صارت سرقة المال العام بالمليارات.&
- الأم التي تكثر من الإنجاب رغم الفقر امتثالا للأحكام الدينية أو القبلية أو خشية أن يتزوج زوجها بامرأة أخرى.&
- الأب الذي يترك عبء التربية على الأم ولا يشارك فيها فتسوء تربية الأطفال بسبب عدم وعي الأم أو بسبب زيادة الأعباء عليها.
- عدم تعديل القانون الذي لا يعوض المطلقة من أملاك الزوج ورصيده في زمن صارت الأم العاملة جزءا رئيسيا في تركيبة المجتمع وتنفق دخلها على الأسرة.
- التحفيظ في التعليم والاحتفاظ بالقسم الأدبي في المرحلة الثانونية رغم أن التحفيظ لم يعد مجديا في التنمية ورغم أن العالم المتقدم يعتمد على تنمية المهارات العقلية كالتحليل والتركيب خدمة للصناعة والاقتصاد.&
- إقامة الخلافة بالقوة والقتل وعدم النظر بعيدا لمآرب الذين يجندون ويدربون ويمولون رغم أن التجارب أثبتت أنه سيجري التخلص من الجهاديين فور تحقيق المآرب البعيدة.&
- عدم تعيين النساء ذوات الكفاءة في مناصب عليا امتثالا لأحكام دينية أو قبلية على الرغم من أن بعضهن متعلمات تعليما عاليا وقد يبدعن إذا أتيحت لهن الفرصة.&
- الوعظ بالأخلاق الحميدة لفظا وليس ممارسة فيقتدي الطفل بما يرى وليس بما يسمع.&
- الإصرار على الحكم الديني في زمن تتنوع فيه الأديان والطوائف والمذاهب فتنتشر الفوضى والقتل على الهوية.&
- ولاية أمر النساء من قبل رجل لمجرد أنه ذكر، فيخنق الأسرة لنزقه وبهدف إثبات رجولته.&
- إساءة معاملة الوافدين في بعض الدول لغياب العدالة والمساواة أمام القانون، والتقدم لاستضافة فعاليات دولية والتفاؤل بجذب كثير من المشاركين من الدول الخارجية وافتراض أنه لا علاقة بها بذلك وإغفال حقيقة أن هناك حراكا شعبيا وضغطا جماهيريا عالميا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي لإفشال تلك الفعاليات ردا على انتهاك حقوق الإنسان.&
- تفرق العرب وعدم الوحدة على الأقل كونفدراليا واستراتيجيا والتركيز على السلامة الإقليمية وإغفال أن هناك قوى كثيرة يسيل لعابها لافتراسها الواحدة تلو الأخرى.
- تدريس التاريخ وعدم تعلم العبرة منه.&
- فتح مصارف إسلامية كان يفترض أنها تعزز الاستصناع والاسترزاع وإذا بها تشطب الربا وتركز على التجارة وتحقيق الربح، فأصبحت أبشع من البنوك الربوية.&
- إحجام أثرياء العرب عن تنفيذ مشاريع تنموية والاحتفاظ بأرصدتهم في الخارج لجني الفوائد بسبب موقفهم السلبي من مجتمعاتهم التي لا تقدر من يضحي ولا تحتفي به ولا تنتقد الانتهازيين ولا تعترضهم.&
وأترك للقارئ الكريم إكمال القائمة مما يشاهد أو يسمع أو يقرأ.&
&