أسَفٌ وخيبةُ ظَنٍّ، ثم بُحَّ صوتها، ثلاث كلمات وبعدها، أتت الصاعقة، اعتزلت المرجعية المباركة، خطبتها السياسية الاسبوعية، فماذا ستفعل حكومة العبادي؟&
تأريخٌ حافل بقول الحقائق، وعدم رضوخٍ للحُكام، كانت المرجعية كما هو دأبها الآن، راعية لمصالح العراق، تُدلي بدلوها التوجيهي، حسب ما تراه مناسباً للمصلحة العامة، لم تكن يوماً تفتي بطائفية، ولم تُذعن للضغوط الدولية، وابتزازات الدول الإقليمية.
أجرت المرجعية استفتاءً، حول نوع الحكم، بوجود قوات الاحتلال الأمريكي، وتم الأخذ برأيها، بعد نجاح الاستفتاء، مشروع الديمقراطية، وضعت لبنته الأولى، موصية المواطنين اختيار من يمثلهم، فصدر الدستور بعد سنين، ليكون استفتاء جديد، حول الموافقة عليه من عَدّمها، عندما حصل التفجير الإجرامي، لِقُبَّةِ العسكريين" عليهما السلام"، صدر بيانٌ لضبط الأعصاب، لتحد من وصول الإرهابيين لهدفهم، فدفعت حرباً أهلية، تَوَّعَّدَ بها الخونة شعب العراق.
اختلف الساسة على زعامة الحكومة، فدعت الى الشراكة، كي لا تبقى حجة لمكونٍ ما، فيقول أنه مُهَمَّش، ظهر تقصير الحكومة، فأوصت بصوت عالٍ صريحٍ فصيح، قدموا لشعبكم الذي أوصلكم للمناصب، فَصُمَّت آذان الفاسدين، لتتخذ المرجعية سلاح إيصاد الأبواب، أمام مسؤولي الحكومة، ولكنها لم تترك النصيحة، وحالها هذا لم يأتِ من فراغ، بل هي سيرة الأئمة الأطهار، عليهم السلام.
غصة شعرنا بها أدمت قلوبنا، فصوت السيد أحمد الصافي، لم يكن طبيعياً، حين أعلن التوقف عن الخطبة السياسية، واكتفى بتلاوة مقاطع، من دعاء أهل الثغور، حسب اعتقادي، أنَّ في هذا رسالتين، الأولى أنْ لا فائدة من الساسة، والثانية هي للحشد المرجعي، يقول: ليس بيدنا إلّا الدعاء.
إنها محنة ليس بعدها محنة، فقد اعتبر المالكي التظاهرات، عبارة عن فقاعة! فهل انحدر العبادي لمستوى أدنى، في تقدير الأمور، ليعتبر نصائح المرجعية فقاعة!؟
&