منذ فترةٍ ليست ببعيدة وتحديداً بعد المحادثات الجانبية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في برلين: "إن تركيا تُبقي على سياسة الباب المفتوح أمام للاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا"، في حين أنه بعد اشتداد القصف الروسي على الريف الشمالي لمحافظة حلب من جهة، ومن جهة أخرى تقدم قوات الأسد نحو بلدتي نبل والزهراء وفك الحصار عنهما بمؤازرة الطيران الروسي، وكذلك تقدم قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً باتجاه منغ وتل رفعت ودير جمال وقرى اعزاز، حيث تستمر موجة النزوح من الريف الشمالي للمحافظة بأعداد هائلة، إلا أن السلطات التركية &لا تزال تغلق أبوابها في وجه النازحين عن منازلهم منذ أكثر من اسبوع.
وحسب النشطاء أنه يتواجد حالياً آلاف النازحين على الجانب السوري في معبر باب السلامة الحدودي في مدينة اعزاز، حيث تستمر السلطات التركية بإغلاق أبوابها أمام هؤلاء الفارين، ونتيجة للعد الكبير من اللاجئين العالقين على الحدود، قامت منظمة (IHH) التركية لإدارة الكوارث الطبيعية بتقديم مساعدات كبناء خيم للنازحين على الجانب السوري وإيصال المساعدات إليهم عن طريق معبر أونجوبنار الحدودي في مدينة كلس مع اعزاز.
ولكن يبدو أن الباب المغلق بوجه الفارين من وجه الحرب هو نفسه الباب الموارب أمام بعض الداخلين، وقد يُفتح ذلك الباب في أية لحظة أمام من يهمه الدخول الى معترك الصراع السوري متى ما رغب، إذ وكأن الدوَل المعنية بالمسألة السورية بمجملها مع إدامة عمر الاشتباكات الى أجلٍ غير مسمى، وأن الأولوية ليس لإنقاذ مَن تبقى من البشر فيها، إنما الغاية القصوى للقِوى الدولية والاقليمية الفاعلة، هو تحقيق مكاسب عسكرية آنية وسياسية لاحقة، ولو كان ذلك على حساب آلاف السوريين.&
وإلا فما معنى أن يبقى الباب مغلقاً أمام الأطفال والنساء والشيوخ الفارين من بيوتهم بسب اشتداد قصف الطائرات والمدافع، فيما هو غير ذلك أمام الراغب بالارتماء في أتون النيران المشتعلة في نفس المنطقة التي يهرب المدنيون منها، وذلك حيث &قال "حسين بوزان" مدير وكالة التركمان الاخبارية لموقع "مرآة سوريا" نقلاً عن أحد قادة "فيلق الشام" في ريف حلب الشمالي "أنّ السلطات التركية سمحت يوم 14 شباط 2016 بدخول أكثر من 350 مقاتلًا من فيلق الشام إلى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة"، وهو الباب نفسه الذي ينتظر أمامه آلاف النازحين منذ أكثر من اسبوع، والسلطات التركية لم تسمح لهم إلى تاريخ اليوم بالدخول إلى أراضيها.&
&
&