&
في العراق اليوم ضجة جديدة: اهو خندق؟ أم سور أو جدار عازل لحماية بغداد من هجمات داعش؟ في الماضي القديم كانت المدن تسور بجدران عازلة مع أبراج للمراقبة ... كان الغزاة الذين يخشى خطرهم جحافل مجحفله، بأسلحة بدائية والمراقبة من الأبراج بدائية. أما داعش فهو قد يهاجم قرى او مدنا صغيرة بإعداد كبيرة محملة في سيارات مفخخة أولا.. اما أن يفكر في مهاجمة العاصمة، وهي مدينة كبيرة وواسعة بالطريقة نفسها فلا اعتقد، انه من الغباء بحيث يقدم على ذلك وأساليبه متعددة من حرب شوارع الى التفجيرات والانتحاريين، كما كانت تفعل القاعدة مع إتقان تدميري أكثر تقدما...
اجل في العراق ضجة حول سور بغداد المقبل، اهو حقا للحماية من داعش ام هو مشروع طائفي بإلحاق أراضي ذات أكثرية سنية في محافظات أخرى يراد إلحاقها ببغداد؟
بعيدا عن هذا الضجيج فلا بد من ان يقال التالي: ليس مستحيلا ان تجري عمليات إرهابية داخل بغداد، بدون وجود سور او بوجوده. في هذا الوقت نفسه تجري في قلب العاصمة عمليات خطيرة تنفذها مليشيات شيعية، منها ما هو داخل (الحشد الشعبي) ومن ذلك مؤخرا نهب منازل وممتلكات المسيحيين في العاصمة. انها جرائم تكرر جرائم داعش ضد المسيحيين والايزيديين. فهل نحارب إرهاب داعش بالتساهل مع ما يجري اليوم وفعلا في بغداد... وحديث الأسوار والخنادق يجب ان يقودنا الى التوقف لدى &تلك الخنادق والأسوار القائمة منذ عقد من السنوات بين الطوائف والأقليات والقوميات وغياب مبدأ المواطنة، مما يعجل باحتمالات تقسيم العراق، فهل بوجود هذه الأسوار والخنادق السياسية والاجتماعية والمذهبية نحارب أعداء العراق...؟ &كيف نصون العراق من كل الأخطار عندما يتواصل الفساد ويستفحل في كل المجالات، وعندما يصول كبار الحرامية ويجولون، ويحكمون من وراء ستار ومعهم مليشيات مسلحة ذات ولاء خارجي؟. لقد وعد السيد العبادي بالإصلاحات ولم يفعل سوى إزاحة نواب الرئاسة، دون ان يستطيع حتى هنا ، أرغام احدهم (وهو رئيسه الحزبي) على تنفيذ القرار والتخلي عن قصرين هما ملك الدولة . &وكيف يفسر لنا ان قراره عن تخفيض (الحمايات) لا تشمل زعيم حزب شيعي ليس له أي منصب رسمي؟ المطلوب، والحديث عن الأسوار والخنادق، هو العمل لوضع جدران عازلة تقي البلاد شر الفساد والطائفية وتستعيد روح المواطنة ومبادئها .. المطلوب محاسبة كبار اللصوص وصغارهم بكل حزم ووفقا لما تمليه عدالة القانون.. والمطلوب إعادة تأسيس الجيش بروح وطنية وتطهيره من كل ما ينخره ويضعف أداءه. ان السيد رئيس مجلس الوزراء، لم يقم حتى اليوم بأي إصلاح حقيقي في الطريق الطويل نحو عراق العدالة والمساواة والإخاء والازدهار. الأوضاع المالية تتدهور ، لا سيما بسبب هبوط أسعار النفط، وغالبية أفراد الشعب تعاني من شظف العيش والمتاعب المالية، بينما يستمر النهب والسلب أمام الأنظار، ويجري تهريب المليارات للخارج، ويتم غض النظر عن أصحاب العقود الفاسدة والسلع البائرة ، ومن ملئوا حساباتهم المصرفية في الخارج بالمزيد من المليارات. فهل هكذا نحارب الوحش الداعشي؟ ونرفض الوجود العسكري التركي، واستهتار فيلق القدس بسيادة العراق؟ ان مكافحة الفساد والطائفية والتشرذم ، ونشر روح المواطنة، هما من المستلزمات الأولى للنجاح في حربنا العادلة ضد داعش... ويجب العمل لاسترجاع ما تم نهبه من مليارات وعقارات( ان كانت للدولة او الأقليات) ومطلوب أيضا الحزم لحماية العراق. وفي هذه ( الظروف) أعلنت المرجعية الشيعية انها سوف تلتزم الصمت بعد ألان ، وهذا الموقف لا يستفيد منه غير الحكومة العاجزة وكبار اللصوص، فيما سيعاني صغار الموظفين من المزيد من المتاعب المعيشية.
كان على العبادي أن يستقيل منذ زمان، على الأقل من حزبه الذي يحكم العراق.. كان عليه ان لا يقبل بان يكون مجرد واجهة لأوضاع رديئة ومتداعية خلفها رئيسه المالكي. إما المرجعية الموقرة ، فلا نفهم كيف أنها تنتقل من التدخل من جميع القضايا الخاصة بالدولة، وذلك منذ سقوط النظام السابق، ثم تختار الصمت ألان؟؟؟ &كان عليها ، ما دامت ظلت تنادي بالإصلاح، ان تضع النقاط على الحروف، وان تطالب بمحاكمة النهابين والسلابين، وبالأسماء، وإلا كان ان تلتزم الصمت منذ سنوات، وان تحصر انشغالاتها بالشؤون الدينية والأخلاقية.... لم يبق غير ان تعود قوى المجتمع المدني والساسة بعيدي النظر(كم هم؟) &الى التظاهر والاعتصام ، تحت شعارات محددة وحسب الأولويات العاجلة، وان تحذر كل الحذر من اية استفزازات تريد جرها الى أساليب العنف التي سوف يستغلها أعداء التغيير، وأمراء الفساد والحروب، لكي لا يقمعوا بالقوة كل تحرك شعبي، ومهما كان سلميا.
&