ضجة غير مبررة تلك التي أعقبت حديث الرئيس الاميريكي باراك أوباما لمجلة اتلانتيك، لسببين الأول: هو أن أوباما باتت أيامه معدودة في البيت الابيض وسياسته الآن هي سياسية البطة العرجاء فهو بلا صلاحيات حتى نهاية العام حيث الانتخابات الرئاسية الامريكية التي ستفرز الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، والسبب الثاني أن أوباما في اعتقادي الرئيس الأسوأ في التاريخ الأمريكي ، بداية أوباما كانت مشرقة ، بدأ عهده بخطبتين في أهم مدينتين القاهرة وإسطنبول، في خطبته بجامعة القاهرة عام 2009 بدأ حديثه بالسلام عليكم وتلى أيات قرانية إلى درجة أقنعت الحضور ومن بين الحضور ساسة وصحفيون وفنانون وحين سألوا &الفنان "عادل إمام" عن انطباعه عن كلمة أوباما قال " حسيت إنه هيصلي بينا ركعتين " تحدث أوباما عن رؤيته للإسلام، واعتزازه بإصوله الأفريقية، وتجربته في العاصمة الاندونيسية جاكرتا ليكتسب بعدها محبة العرب الغاضبين من سياسة الولايات المتحدة، قبل أن تتجلى الحقيقة واضحة فيما عرف بالربيع العربي ، كان الربيع العربي خدعة كبرى لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة وتنفيذ المشروع الأميركو صهيوني بدعم الإرهابيين في الحكم ، &وتمويل منظمات حقوق الإنسان المشبوهة وجمعيات تحمل شعارات براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، إدارة أوباما لاعب رئيس في تقسيم السودان وتدمير ليبيا ، وتفتيت سوريا وخلق فتنة طائفية في اليمن وصناعة تنظيم داعش الإرهابي وتمويله بالمال والسلاح ، قضى أوباما على تنظيم القاعدة وزعيمه "أسامة بن لادن" بعد أم أستنفد أغراضه ، صنعته إدارات أمريكية سابقة، وانتهى الغرض الذي صنع لأجله ، الهدف الآن مصر فلا تخفى محاولات إدارة أوباما المستميتة لإفشال الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، &وتخطيطهم المسبق لتقسيم مصر، ودعم الإرهاب، ومساندة الإرهابيين، وتسخير المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة مصر بالباطل، يقظة مصر وجيشها قلبت الطاولة على أوباما وحلفائه في المنطقة لهذا كان الاحباط والتخبط والانسحاب أمام روسيا القوية ، في حديث أوباما لمجلة اتلانتك بدا محبطا حين أبدى عدم إرتياحة للقادة السعوديين ووصفهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين ليبلغوا مقاصدهم، وأن الإرهاب انتشر نتيجة الفكر الوهابي ضاربا عرض الحائط ثمانين عاما من &العلاقات الوثيقة والمستقرة بين الرياض وواشنطن، يكتشف اوباما أن إيران بلد يستحق أن يتقاسم الخليج مع الخليجيين، &يلوم السعودية، ويتعاون مع إيران، ويطالب زعماء الخليج بقبول إيران لاعبا رئيسا في المنطقة، وغض الطرف عما تفعله إيران في اليمن والعراق ولبنان والبحرين، يتجاهل أوباما أن التطرف ظهر في الثمانينات مع وصول الخميني إلى الحكم في إيران ، بالتزامن مع الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وترويج واشنطن لما سمي بالحرب المقدسة بمباركة امريكية حينها صنعت أميركا تنظيم القاعدة، واستغلت العاطفة الدينية لدى الشباب، ودعتهم للجهاد ضد الاتحاد السوفيتي، في هذه المرحلة تم تسييس الدين، قبل ذلك لم يكن الخطاب الديني يخوض في الشأن السياسي كانت السياسة تتراك لأهل السياسة من صناع القرار وهيئات الحكم . &&
&اقوال الرئيس بعد أكثر من سبع سنوات من توليه السلطة اغضبت حلفاءه ، هو يعرب عن الأسف للتطرف الذي أصاب المجتمع الإسلامي في جاكرتا الذي امضى فيها شطرا من حياته ، هو نفس التطرف الذي يضرب السعودية ومصر والعراق والبحرين ولبنان وتونس والكويت، الإرهاب بعينه الذي يلقى الدعم الأميركي والتمويل القطري والرعاية التركية ، ربما لو قال اوباما هذا الكلام قبل ست سنوات لكان تأثيره مختلفا تماما فمن الصعب اقناع أوباما بخطأ موقفه وهو الذي دعم الإخوان في مصر ليقفزوا على السلطة عنوة ، وفضل طائفة في العراق على حساب طائفة وسلمه إلى مجموعة من اللصوص قبل أن تغادر قواته تاركة العراق غارقا في بحر من الفوضى تعبث فيه إيران كيفما تشاء، وترك سوريا فريسة لجماعات إرهابية تحت مسميات مختلفة ما ساهم في تجبر الرئيس الأسد خوفا على سلطته أولا وخشية أن تقع كامل سوريا فريسة لداعش والنصرة وغيرها ، وقبل آيام يعلن أكراد شمال سوريا نظاما فيدراليا تدخل تحت لوائه المناطق المحررة ، ليتحسر كثير من السوريين على سوريا قبل اندلاع الانتفاضة في مارس 2011 ، صراحة أوباما اغضبت الأصدقاء ومن الصعب إقناعة بخطأ سياسته لأنه أوشك على الرحيل، وسيقول التاريخ كلمته في تراجع السياسة الامريكية في عهد أوباما، وربما لن ينسى التاريخ ان أوباما قضى على زعيم القاعدة أسامة بن لادن وخلق نظام داعش الإرهابي وزعيمه أبو بكر البغدادي لنشر الفوضى فيما تبقى من بلدان العالم العربي ولعل ما يحدث في تونس ومصر مثالا على ذلك بعدها تتدخل أميركا حين تتفتت هذه البلاد بذريعة محاربة تنظيم باتوا يظنونه إرهابيا.&
&