&

مرت في 31 اذار الماضي الذكرى الثانية والثمانون لتأسيس اقدم الأحزاب العراقية استمرارا وبقاء، وهو الحزب الشيوعي العراقي، الذي تأسس رسميا عام 1934 من تجمع خلايا ماركسية متعدد. يقال ان او ل من ادخل الفكر الماركسي الى العراق هو شخص اشوري باسم فاسيلي ولكننا لا نجد اثر له، وان كان بعض الاشوريين قد تمكنوا من الخروج من الاتحاد السوفياتي والوصول الى العراق في السنوات الاولى لتاسيس العراق. ولكن شخصية فاسيلي تبقي مبهمة نوعا لعدم وجود اثر لها. ولكن بالتأكيد ان فهد (يوسف سلمان يوسف) الذي يعتبر مؤسس الحزب الشيوعي العراقي والمولود في قرية برطلة شمال شرق &الموصل. اكثر حضور في تاريخ الحزب ودوره مشهود وهو يمثل الرعيل الأول من شهداء الحزب الشيوعي العراقي.
خلال السنوات الاثنين والثمانون من هذا التاريخ الحافل، لا يمكن ان نقول ان الحزب، قد تمكن من ان يأخذ موقعا قويا في السلطة التنفيذية او التشريعية، ولكن والحق يقال ان الحزب تمكن من ان يزرع مواقف وطروحات وشعارت عمت العراق واخذتها عنه اطراف أخرى. ومن هنا يمكن القول ان الحزب الشيوعي العراقي تمكن خلال فترة ما قبل عام 1958 والى بداية السبعينيات من القرن الماضي ان يكون القطب الأكبر في المعارضة، للحكومات القائمة، باستثناء الفترة الممتدة بين عام 1958 والى الانقلاب 8 شباط 1963 حيث كانت مواقفه مساندة وبدون أي اشتراطات للسياسة الداخلية والخارجية لرئيس الوزراء العراقي الزعيم عبدالكريم قاسم. وان كان غير معتبر قائدا للمسيرة او مشاركا فعالا في السلطة، باسثناء فتراة كان له وزراء من اعضاءه او المتعاطفين معه.
ومع مجيء حكم البعث الأول بالانقلاب البشع في 8 شباط اضطر الحزب او الكثير من كوادره للالتحاق بالحركة الكوردية كملاذ امن لهم، بعد ان كان في زمن عبد الكريم يصفها بابشع الاوصاف، وخصوصا انه خسر في هذا الانقلاب الكثير من قياداته ومنهم سكرتيره سلام عادل.
أصاب الحزب الشيوعي العراقي الكثير من الانقسامات ومنذ الاربعينيات من القرن الماضي ولحد الان، ولكن هناك خط يمكن القول انه المعترف به الممثل لخط فهد وسلام عادل والذي يقوده الان الأستاذ حميد مجيد موسى.
العمل السياسي تعتيره الكثير من المواقف السياسية، الصحيحة والخاطئة، ومعضلة الأحزاب العراقية وقد تكون العربية أيضا، انها تعتقد او تؤمن ان كل مواقفها كان صحيحة، لولا الاستعمار او الرجعية او الصهيونية، دائما هناك من يمكن ان نضع عليه اللوم، ولذا فالجميع حينما يكتبون تاريخهم يرونه تاريخا ناصعا لولا! ولكن لحد الان لا احد يريد القول لو كان الجميع على الصح لماذا كان الاحتراب الداخلي بين الأحزاب هذه، قد وصل الى ما وصلت اليه احداث الموصل وكركوك وما اعقب انقلاب البعث فاشي في عام 1963 ومرورا الى اللحظة الراهنة؟
كل هذا التاريخ الطويل من العمل السياسي ومهما كان راينا في هذا التاريخ، لم نرى سابقة او خطوة أساسية تتمثل في إعادة النظر في مواقف الحزب والاعتراف بالاخطاء والخطايا التي وقع فيها. نجد ان الحزب الشيوعي العراقي لم يخرج من دائرة التبريرات لكل ما وقع فيه، وليس نقد القرارات والعوامل الحقيقية المؤدية اليها.
فمثلا هل حقا، كان الخطاب السياسي للحزب الشيوعي العراقي لو قراناه على ضؤ الحاضر، ضد الطبقة السياسية العراقي ابان الحكم الملكي صحيحا، وهل حقا كانت هذه الطبقة، عميلة للاستعمار ومصالحه، وانها كانت مجموعة من اللصوص وسراق المال العام؟ وهل حقا كان حلف بغداد بهذا السؤ الذي تم تصويره به، ام ان دوافع الحزب لمعارضته كانت كدوافع الحكومة العراقية، التي كانت لها علاقات اقتصادية وثقافية وبالتالي سياسية مع الغرب، كانت كدوافع الحزب الشيوعي العراقي الذي كان مواليا للاتحاد السوفياتي دون أي تردد. ماذا عن احداث كركوك والموصل، وماذا عن شعار اعدم اعدم مثلا، هل كانت مثل هذه الاحداث ضرورية وهل قامت بترسيخ الوحدة الوطنية ام خلقت شرخا في الوحدة الوطنية؟
كنا نتمنى من عميد الأحزاب العراقية ان يكون هو المبادر الى تسجيل اول خطوة أساسية في ترسيخ مفهوم الحياة السياسية السليمة في العراق، بنقد تاريخه الملئ بالثخرات والمواقف الغير السليمة والتي تحكمت بها ولاءاته السياسية وليس المصلحة الوطنية باعتقادنا. لا بل ان الحزب الشيوعي العراقي يمكن ان يتهم بانه ساير الرجعية الإسلامية ومنذ الاربعينيات من خلال انشاءه عصبة مناهضة الصهيونية. لكسب دعمهم. نريد من احزابنا كلها ان تعيد النظر بتاريخها وباكاذيبها وتبريراتها، ان كانت حقا ترمي &الى بناء وطن وبناء مواطن سليم، يفتخر بوطنه، نريد من احزابنا ان تبين التاثير السلبي لشعاراتها، على الانسان وعلاقته باخيه في الوطن وحصر هذه العلاقة بين مفهومي الموطن الصميمي والوطني والذي هو معي والخائن ويشمل الكل.
&