ان لم يكن للاشوريين قوة عسكرية متمكنة، فبالتاكيد، لديهم صوتهم الذي يمكن ان يصل الى ابعاد كثيرة، ويشوه ادعاات البعض بالديمقراطية والتعددية والعيش المشترك. وهذا الصوت يمكن ان ينبع حتى من قبل اخوة كورد لا يرتضون هذه الممارسات المزدوجة والمزرية في ان. فبالرغم من ان أي اشوري لم يثبت انه اعتدى او اجرم او تجاوز على ممتلكات جيرانه الكورد، الا ان التساؤل المثير، والذي يطرح نفسه، هو ماذا لو كان الاشوري هو القاتل وماذا لو كان الاشوري هو المعتدي او المتجاوز.
لست ممن يثير المواجع، ولكن الظرف يفرض نفسه، ففي تسعينيات القرن الماضي وفي حادثة دفاع عن النفس والدفاع عن الممتلكات، قام الراعي ادور بقتل لص وكان كورديا حاول واخرين معه الاستيلاء على قطيعه، وذهب وسلم نفسه الى مركز الشرطة موضحا حيثيات القضية، وتم حبسة ولكن أبناء قرية القتيل اقتحموا السجن واخرجوا ادور ومثلوا به قتلا بالفوؤس، ولازالت تداعيات مقتل هلين ساوا تتردد بين حين واخر وحادثة مقتل العائلة في مانكيش بدون وجه حق، ان كان في القتل حقا أصلا. اما عن العشرات من حالات التجاوز على الممتلكات والتي تسكت عنها السلطات المختصة واخرها حادثة منطقة نهلة، حيث اقرت جميع الجهات التي لجاء اليها أبناء المنطقة باحقيتهم في ملكية الأرضية ولكن المتجاوز ورغم عن الكل بنى دراه وأول الامس قام بصب السقف الكونكريتي. والحكومة ساكته وصامته، وكانه يكفيها هذا الانتصار انتصار (بوسلمان على الفلاه) لكي تسكت الجماهير الغاضبة على سؤ الإدارة والرواتب المتاخرة ان أتت أصلا.
نحاول في كل ما ننشره ان نكون موضوعيين وان نراعي الظروف الخارجية والداخلية لحكومة الإقليم، الا ان الظاهر كل ذلك لا يفيد، فالمطلوب اشوريا الانبطاح وتقديم ولاء الشكر ليل نهار لقبول جيراننا ان نعيش معهم رغم قلة عددنا ورغم اننا جذورنا تمتد الالاف السنين في هذه الأرض.
منذ خمسة وعسرون سنة ولا تزال حكومة الإقليم وبرغم الحكومات المتعاقبة والمتتالية التي تولت إدارة الإقليم، تعيش هاجس الانقسام الداخلي وإمكانية ان تسحب العشيرة الفلانية تاييدها للحزب القائم وتنقل البندقية من هذا الكتف الى الاخر. وعلى الاشوريين ان يدفعوا الضريبة &وان يصبروا وان يتقبلوا الصفعات واللعنات والمسبات والاهانات والتجاوزات، لخاطر عيون الحكومة العتيدة، ولا اعرف لماذا، هل لان لنا صبر وجلد يتحمل الضربات.
بالأمس وبعد ان تجاوز المتجاوز كل قرارات الحكومة ونصائح الخيرين، وقام بمد سقف الاسمنتي لداره المقامة على مملتكات مواطن اشوري، طفح الكيل والكيل الاشوري وان طفح فهو خفيف ولا يحدث زوابع ولا سيول ولكنه يقول، وقرروا ان يتظاهروا امام برلمان إقليم كوردستان، بضع مئات من الأشخاص من المختارين، وكانت ردة فعل الحكومة منعهم من دخول أربيل أصلا. يعني حتى الصوت الاشوري ممنوع من الارتفاع ومن الانين للوجع، وعلينا السكوت وتقبيل الايادي التي تكرمت ومنحت لنا حق الحياة.
المسألة ليست اول حادثة، بل هناك الكثير من الحوادث المماثلة والتي حتى المحاكم فصلت فيها،لصالح الاشوريين ولكن التنفيذ متوقف لان المتجاوز او المخطئ يحضى بدعم حزبي او حكومي، والدعم مبني على أسس دينية او قومية او نتيجة قرابات عائلية. خمسة وعشرون سنة والحكومات المتتالية لم تحاول ان تبني مجتمعا مدنيا، وجتمعا يقر بحق المواطن أي كان، مجتمعا يكون القانون فوق الكل، ولازال القانون فوق الضعيف ولازالت القوى العشائرية متنفذة وقادرة على فرض ارادتها. ان أولى أسس بناء الوطن، هل العدالة &والكرامة، ونأسف ان قلنا ان الاشوريون لا يشعرون في الإقليم باي عدالة ولا باي &كرامة. فهل تصل رسالتنا لحكومة الإقليم ام ان زمن الرسائل بات متاخرا جدا.
&
&
&