&&

الشهيد البطل محمود السمّوري، الشهير باسم بلال الأوسط، وذلك نسبة إلى القطاع الأوسط &في جنوب لبنان، باعتباره المسؤول العسكري في منظّمة فتح عن هذا القطاع منذ العام 1971، حظي بسمعة طيّبة لصدقه وأمانته وتهذيبه وخدماته وتفانيه في خدمة قضيته الفلسطينيّة المحقّة والعادلة، وهذا ليس رأيي فقط به، بل كذلك هو رأي كلّ من احتكّ به أو زامله، ومنهم السيّد محمّد حسن الأمين، والكاتبة ليلى عسيران زوجة رئيس وزراء لبنان الأسبق أمين الحافظ، والشيخ محمّد فرحات، والشهيد القائد الدكتور مصطفى شمران، والشيخ محمود فرحات، والشيخ علي الفقيه، والمحامية المناضلة المدافعة عن حقوق الإنسان أينما كان بشرى الخليل، والراحل السيّد هاني فحص، والأستاذ المناضل حسين بعلبكي "أبو جبران"، والأستاذ محمّد شمس الدين، والشاعر شوقي بزيع، والراحل نعمة سلامة "أبو حسين"، والأستاذ حسن بزيع، والأستاذ محمّد عرندس، والشهيد حسّان شرارة، والشاعر بلال شرارة، والراحلان موسى طيبة ومحمّد داوود، وغيرهم الكثير. & &
ولم يكن إسم بلال كإسم علم شهيراً في جنوب لبنان، ولكن تيمّناً أطلق الكثيرون على مواليدهم إسم بلال، حتى غدا هذا الإسم في كلّ قرية وبلدة من قرى وبلدات جبل عامل. ومن خدمات الشهيد بلال الجليلة مساعدة أبناء المنطقة طبيّاً وغذائيّاً وتنمية معامل صامد للحياكة بتدريب الصبايا، مع دورات تثقيفيّة، وكم من مرّة شارك معه الشهيد مصطفى شمران الذي أصبح في ما بعد وزير دفاع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، في محاضرات سياسيّة وثقافيّة حول الصراع العربي الإسرائيلي. وأشرف مباشرةً على تدريب كوادر أمنيّة وعسكريّة لمواجهة العدوّ الصهيوني ومنهم الشهيد عادل وطفة "البازوريّة"، والشهيد محمود قوّاص "صور"، والشهيد نزيه علي دياب مراسل مجلّة الكفاح العربي "يارين"، والشهيد يحيى عيّاد المسؤول لاحقاً في حركة أمل "عيتا الجبل"، والأستاذان محمود برّي وعادل فوّاز "تبنين"، بالإضافة إلى تدريب كوادر حركة أمل في برج الشمالي حيث مؤسّسة الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر. &
ومن تاريخ الشهيد بلال صفحات ناصعة في مواجهة العدوّ الصهيوني بصموده البطولي أثناء الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان في سنة 1972، حيث واجه مع إخوته في قيادة القطاع، ومنهم نائب قائد القطاع الشهيد نور صهر القائد المشهور صلاح التعمري، ببطولة نادرة، محاولات الجيش الصهيوني الدخول إلى بلدتي قانا وجويّا، وصموده هذا لفت أنظار القيادة الفلسطينيّة إليه، وخصوصاً نظر القائد الراحل ياسر عرفات "أبو عمّار" والشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد". &
وفي حرب تشرين عام 1973 كان للشهيد بلال موقفاً بطوليّاً، حيث دكّ المستعمرات الإسرائيليّة في شمال إسرائيل، ومنها "أفافين" و"المنارة" و"كريات شمونة" و"مزراعيت" وغيرها بصواريخ غراد على مدى الحرب كلّها من مواقعه في وعور وتلال حدّاثا ورشاف وياطر والطيري وبرعشيت وشقرا وتولين ومجدل سلم وغيرها من مناطق المواجهة. &
وفي عام 1978 قاتل الشهيد البطل بلال بشراسة ضدّ الغزو الصهيوني في دير كيفا وجويّا ومحرونة وصولاً إلى منطقة جسر القاسميّة ببطولةٍ عزّ مثيلها.&
أمّا خاتمة بطولاته فكانت في عام الإجتياح الكبير للبنان في عام 1982 حيث دمّر آليّات كثيرة للعدو على مداخل مخيّم برج الشمالي وأسر جنوداً إسرائيليين بينهم جنرالاً، وبعد أشهر من حصار بيروت تمّ الإتّفاق على انسحاب المقاومة الفلسطينيّة من لبنان بحراً إلى تونس واليمن. وآخر اتّصال على الأراضي اللبنانيّة أجراه القائد الراحل أبو عمّار كان مع الشهيد بلال فيما هو يقاتل الصهاينة في حرب عصابات بين الزريريّة ومعركة وباريش والعبّاسيّة، وقال له أبو عمّار إنّه لن يغادر إلاّ وبلال بصحبته، فقال له بلال على اللاسلكي: "اسمح لي أيّها القائد أن أبقى في مواقعي إلى جانب إخوتي ورفاقي من المقاومين الجنوبيين والفلسطينيين الذين أخذوا قراراً لا عودة عنه: النصر أو الشهادة. وكان للشهيد بلال ما شاء، واستشهد حقّاً بعد فترة من خروج المقاومة في معركة شرسة مع الصهاينة حيث أنزل بهم، باعترافهم، خسائر جسيمة.&
والآن، وبعد مضي أكثر من 34 عاماً على استشهاد بلال الأوسط، القائد الشهيد البطل، أتذكّره، ولطالما صحبته أخاً وصديقاً وأباً روحيّاً لي.&
في القلب والذاكرة أبداً أيّها القائد الشهيد بلال، وسيتذكّرك أهلك ومحبّوك وإخوانك ورفاقك ما دامت الحياة تنبض في عروقهم قائداً فذّاً عاش واستشهد واقفاً. &
إلى جنّات الخلد أيّها القائد. والنصر دائماً للشعب الفلسطيني الأسطوري في استمرار كفاحه ضدّ الصهاينة الغزاة.&
&