الاضطرابات العنيفة التي تشهدها مدينة (دوزخورماتو) الكوردستانية رسالة واضحة من القيادة الإيرانية الى إقليم كوردستان بانه لم يعد مقبولا السياسة الوطنية التي تنتهجها القيادة الكوردية في الدفاع عن حقوق شعب كوردستان ولا العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية رفيعة المستوى مع العالم الخارجي ولا المواقف المتسمة بالاتزان والحياد من الصراعات الطائفية والمذهبية العبثية التي تزداد سعارا وحدة وتنذر بحروب مفتوحة على كل الاحتمالات بين القوى الإقليمية الرئيسة مباشرة بعد ان كانت ولاتزال تمارس بوسائل وأدوات غير مباشرة
صحيح ان العلاقات بين ايران وإقليم كوردستان تبدو طبيعية وجيدة على مستوى التنسيق السياسي وفي مجال الاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري والحدود شبه المفتوحة وأيضا في مجال العلاقات مع الأحزاب الكوردستانية ولكن كل هذا لا يعالج الهواجس التي تعاني منها ايران مع كل نجاح يحققه الإقليم في إرساء أسس المشروع الديموقراطي وتمتع شعب كوردستان بحقوقه المشروعة الذي يؤجج المشاعر الوطنية الكوردية على الجانب الاخر من الحدود في الوقت الذي لا تعترف فيه ايران بأي حقوق قومية او ديموقراطية للشعب الكوردي وتمارس سياسة قمعية على نطاق واسع لإخماد أي صوت مطالب بالحرية والعدالة والمساواة هذا بالإضافة الى هاجس اخر وهو ضرورة ابعاد الحرائق المندلعة في المنطقة عن الحدود الإيرانية وبحدود خمسون كيلومتر عرضا كما صرحت به قيادات إيرانية اكثر من مرة داخل الأراضي العراقية المباحة أصلا وتعرض مدينة ( دوزخورماتو) الكوردية الامنة الى هذا العدوان الطائفي المقيت هو جزء من مسلسل تأمين الحدود الإيرانية وتم توريط اطراف في الحشد الشعبي الشيعي ( مع الاعتذار عن استعمال المصطلحات الطائفية) في هذه الحرب العدوانية ضاربين عرض الحائط كل النضال الكوردي الشيعي المشترك ضد النظام الدكتاتوري ومتناسين معاناة الكورد والشيعة العرب في السجون والمعتقلات وساحات الإعدام والمقابر الجماعية مما يزيد من حالة الانقسام والتشظي التي يعيشها العراق اليوم وبعدها سيأتي من ينعق ويتهم الكورد بتمزيق الوحدة الوطنية
ان ما يحدث في مدينة (دوزخورماتو) هو بداية توجه وتحرك مريب من القيادة الإيرانية لخلق المشاكل لإقليم كوردستان الذي يواجه همجية العدوان الإرهابي وللحيلولة دون تقدم التجربة الكوردستانية وتحقيقها لأهدافها المشروعة مما يعني ان على شعب الإقليم قيادة وحكومة وأحزاب سياسية الاستعداد لمواجهة الأسوأ وعدم الاعتماد على صفقات النفط والغاز وزبد الوعود التي تداف في عسل الكلام فالصيف الساخن قادم ولا عذر لمن لا يفهم الرسالة.
[email protected]*
&