&&

الواضح ، أن الأمس والغد أصبح العدو الحقيقي للعراق . وبداية وقبل الحديث عن العراق أُشير الى شخصية سياسي عربي لبناني وماكتبه أخ صديق عما جري في لبنان بمحاكمة ميشيل سماحة المتهم دولياً بالأرهاب وتم سجنه في نسيان أبريل 2016 لمدة 13 سنة نظراً لإنطباقه على العراق . وتبدأ بنص ((العدالة لا يمكن ان تتحق الا بالمساواة وبدولة يحكمها القانون لا اللصوص. &ومحاكمته يجب ان تكون البداية وليست الاخيرة . فأكثر الزعماء لا ينوون سرقة الوطن وإلحاق الضرر به فحسب بل هم الذين عملياً يمتصون خيرات الوطن ويأكلون الأخضر واليابس ولا يتركون الا الزبالة التي لا تؤكل بل بيعها وتصريفها بمؤامرة سرقة جديدة لمتابعة امتصاص ما تبقى من خيرات الوطن . لصوص الوطن هم الذين يعينون القضاة والقضاة وهم من يرسلون الأشخاص الى السجن وقبل استكمال التحقيق. انا لا أدافع عن ميشيل سماحة ولا اريد ان أدافع عن الأشخاص بل المباديء . اريد ان أدافع عن المساواة وعن العدالة المفقودة في هذا الوطن المسكين.)).&
قد تصلح هذه المقدمة عن العراق . وأبدأها بالصفحات التي تنتقص من القيمة الحضارية لبلدنا "ماضياً" والمنتهك حالياً ومستقبلاً من طبقة سياسية تملي على الشعب تاريخه ومستقبله بلا إدراك أو مسؤولية.&
كما نعلم .إنتهى الفصل الأول ومأساة العراق الأولى بنهاية نظام شوفيني أنفالي متهور ومقابر جماعية لمعارضيه، وإنتهت بإلإعلان المؤقت للدولة الدستورية الديمقراطية المفترضة عام 2003 . وبدأ الفصل الثاني للمأساة مع الدخول القوات الأجنبية لتحرير العراق وفتحُ القادة الجدد ، النافذة الخلفية للخلاف التاريخي المطل على المذهب والطائفة والعرق ومناصرتها في سباق تسليح المليشيات وأرهابها وتشكيل فرق القتل على الهوية.
أما الفصل الثالث فقد بدأ بالأعتصامات ونصب الخيام والمتاجرة بأرواح المتظاهرين، ومن وقف ضد الفساد والسرقات المالية التي لم تتوقف منذ عام 2003 .
لا قناعة للطبقة السياسية الحزبية والدينية في بعضها البعض وثقتها معدومة ويسودها الشك والريبة. والأغرب أن قناعتها بممثلي الدول الأقليمية والاوربية والأمريكية عالية مصانة ويصغون بكل جلال وإحترام لأراء ومقترحات مندوبين وموظفين وسفراء أجانب من الدرجة الثالثة .
لذا فأن الفساد المستشري والسرقات المالية لم تتوقف منذ عام 2003 ولن تتوقف بأوراق بنما التي كشفت تورط أكثر من 123 زعيما سياسيا حول العالم، بينهم 12 رئيس حكومة حالي أو سابق في أعمال التهريب والتزوير المالي.ومايخص التزوير المالي في العراق فأن &الكشوفات المالية المحلية التي يقدمها المختلسون الى مصارفهم (والتي لاتعكس حقيقة مالديهم في خارج البلاد من كشوفات وأرقام سرية) تعتبر كافية لهيئة التدقيق والرقابة المالية العراقية والتي في حقيقتها لاتملك أي سلطة إطلاقا على مؤسسات المصارف الأجنبية حيث تودع المختلس أمواله. وتصبج المصارف العراقية المحلية &شريك في الفشل والإحباط والتخبط والتسويف.&
وملاحظاتي هنا لاتفي بالغرض في عراق التوقف الزمني وزعمائه الميامين التي &تغطيها اجهزة الإعلامية المتوارثة في مجتمعات العشائر والشعائر والخطابة &والشعارات الدينية ، وتترك فراغاً هائلاً بينهم وهم يتعارضون ويعتصمون في خيام البداوة وتطلق منها إنذارات الوعد والوعيد والتحذير والتهديد بالإسقاط .
وبينما تتحشد القوات العراقية في مخروم 60 كم جنوب الموصل ويتكرر الحذيث عن تحرير محافظة نينوى المحتلة منذ حزيران يونيو 2014، يتحشد في الوقت ذاته ، موالون الحركة الصدرية في العاصمة بغداد بأمر من قائدها الصدر ودعواته للتظاهر اليومي الشعبي ضد حكومة العبادي " الضعيفة أصلاً " مطالبة بإصلاحات وزارية ومحاسبة وقلع الفاسدين.
يعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، الاعتصامات الاسبوعية أمام أبواب المنطقة الخضراء الصفراء بأنها "أهم حدث في العراق" حالياً، و يدعو وسائل الاعلام العراقية والعربية والعالمية الى تغطية هذه الاعتصامات بكل حرية. بعد أن تم إعداد خيمة له داخل المنطقة.&
ومأسي تتكرر بلا إدراك بمضاعفة السلبية وثنائياتها " & Double negativity في &ردود أحزاب. حزب رئيس الوزراء العبادي ردَ على تهديدات مقتدى الصدر للنواب الرافضين للاصلاحات ان “تهديد نواب الشعب عمل مرفوض سياسيا ودستوريا واخلاقيا. وأن أي كتلة تطالب بالاصلاح عليها ان تكون خارج لعبة المساومات ولا تتستر على فاسديها".&
وإرتبك الصدر أخطاءوأخطاء ، فمع شعبيته ، لم يمنع وقوع أسلحته في الأيدي عصابات ولصوص في منظمات ارهابية ، ولم يمنع التظاهرات والإعتصامات والمسيرات المليونية مشياً على ألأقدام من بغداد الى النجف وتحريك طبقة الفقراء الذين هم في حاجة الى من يحثهم للعمل والإنتاج والحصول على التعليم والوظائف المهنية والهندسية والعلمية . ولم يسعَ بنفوذه وشعبيته الى تحريك الشارع وتخصيص أسبوع للنظافة لإزالة أكوام الزبل والقمامة والحث على تنظيف شوارع المدن بدلاً من إضافات لا يستدعيني قلمي لكتابتها وتكرارها. & &&
ويرافق هذه السلبية الثنائية نية تحرير نينوى، ثاني أكبر محافظات العراق ، والتي أصبحت أمنية بتراكم هذه الأخطاء ، بما فيها من سخرية مثقلة بالتظاهر العلني . وإستخفاف بعقول البسطاء من الناس بإصطناع طلبات معروفة لإصلاحات مطلوبة لم تبدأ ، بشكلها الطبيعي المتعمد أو ربما غير المتعمد بطلبات الطاعة ، وتحميل الأخرين ماليس في إستطاعتهم. إنه إستغلال &معروف للطبقة السياسية العراقية البرلمانية والحكومية الحالية المذهبية التأصل ، العمياء الفكر، وتعمل على إغنائها احزاب أخرى منها أسلامية سياسية &تخفي تطرفها وأخرى بالأنتماء الى حكومات خارجية لإرباكها وأفقارها فكرياً وعملياً. ذلك ماحصل في ساحات الإعتصام والعصيان الإعتباطية قبل سنوات والدعوات الإسلامية المرتبطة بمشاريع أضرت بالعراق وأضاعت معنويات جيشه وتنصلت عن واجباته .&
طموح الجمتمعات في العالم متشابه في طعم العيش والتوجه الى الحياة الأفضل برعاية حكومات تخدم في الحقول العلمية والإقتصادية والطبية ومشاريع البناء والأعمار واحترام معتقدات الغير. &&
لاأجد صعوبة في تسمية العدو الرئيسي الخفي الحقيقي للعراق والأشارة الى مواضع الضعف بعد أن أشار إليها أولاً أهل العراق بأنفسهم وأشارت إليه أوراق ووثائق دولية مصرفية وحقوقية ، وتبعهم في تعريف وتسمية العدو "ولاة السلطة أنفسهم" &من الطبقة السياسية المنتخبة وتهديداتهم الداخلية لبعضهم البعض المختلفة الشكــــــل والمُتَّفقة المضمون ولها نفْـسِ المَــــــــذاقِ المُر.&
ما أجمل كلمات الأحزاب السياسية العراقية ووعودها بالأصلاح والترقيع والترميم عندما تبدأ &بتهديد الحكومات المتعاقبة بالزحف على المنطقة الخضراء وقلب دائرة الفساد بفوضى فساد إداري جديد تفوق خطورته ورائحته الفساد الأسبق. فحالما تتفحص وتُحلل جيداً كلمات احزاب سياسية عراقية ، تبدأ بالإعتقاد ، أن قيادات هذه الأحزاب بدأت في إزاحة الاضطراب الفكري السياسي وإزالة عدم الأدراك والعشاوة وإتخاذ الخطوات المناسبة الصحيحة لخدمة سكان العراق، لكن ذلك ليس بالضرورة صحيح كما رأينا مراراً .&
في بيان أصدرته مؤخراً كتلة الدكتورعلاوي تتبين المزايدة والوعود والتشكيك في كل سطر. منها :
&((وأكد اجتماع الكتلة على "اصطفافها الكامل مع مطالب الشعب وأن يكون الدكتور علاوي صوتاً صادحاً وصادقاً لجمهوره، يأبى أن يتحول الى شاهد زور أو شريك في الفشل والإحباط والتخبط والتسويف والالتفاف على مطالب الشعب المشروعة في العيش الكريم أو مشارك في حكومة تحمل كل أسباب الإخفاق قبل تشكيلها". " كما &نشدد على الألتحام الوطني المستمر في مساعي وجهاد لتحقيق دولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة وسيادة القانون والتصدي للمحاصصة التي أدت الى إنهيار المؤسسات وإستيلاء الارهاب على مساحات واسعة، والى هجرات ونزوح مليوني مواطن. ويأسف قادة الأجتماع غياب &دور مجلس النواب ودوره الحقيقي وعدم الإلتزام بالآليات الدستورية في أي تعديل وزراي والتفريط بروحية الشراكة وليس بالتفرد بالقرار)).
يبدو أن العراق محاضرة تعليمية حزبية تتعلق بعقدة شرح مفصلة &بأسباب أنهيار المؤسسات ووعود لائحة الإصلاح والتغييروالخدمات العراقية الورقية التي تصدر بين الحين والأخر على شكل بيانات . محاضرة تعليمية وتسهم في تقديم مناهجها التعليمية وجمالية أحزاب قومية ودينية تعودت على إعطاء التوجيه والنصائح وأخلاقية الإنسان والإنسانية وترافقها المماطلة الإعلامية الى أن يحين لفضها بصور عنيفة غير مستحبة.
فالعدو الأول حسب بياناتهم " القاعدة " "داعش" " " المد الإيراني " " المال الخليجي "الوجود التركي" و" الهيمنة الأمريكية" ووو الخ .
وبين آونة وأخرى يظهر ولاة جدد وهم جلوس على سجاداتهم الزمنية البسيطة المظهر أو كراسيهم المطرزة بالذهب ويتسائلون : من يقرر مصير العراق ؟ من يدعو الى تقسيم العراق ؟ من يحكم العراق ؟ من يقود الشرطة الأتحادية وخلاف حكومة الإقليم مع حكومة المركز في المدن المضطربة ؟ ومن يقود القوات العراقية المضطربة الولاء في الفلوجة وطوز خورماتو وتكريت وأطراف الموصل؟ وتعاد الدورة الفلكية للحوار والنقاش والمفاوضات وتشكيل اللجان الحكومية والنيابية لتبيان الخطأ دون نتيجة . &&
العدو الحقيقي للعراق على الصعيد الأقليمي نقرأه في مطالبة رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي، الحكومة العراقية بإرسال وفداً رفيع المستوى ل‍تركيا للتباحث في مسألة الوجود العسكري التركي ب‍العراق، و يدعو الى اللجوء الى مجلس الامن الدولي لحل هذا الاشكال اذا لم يتحقق أي توافق مع تركيا. وسبق وأن طالب إئتلاف الوطنية وإئتلاف النجيفي التباحث مع ايران للحد من تدخلها في العراق .&
بينما الموقف الواضح للنجيفي والبارزاني هو التعاون المطلق مع تركيا . أليس الأفضل أن يتباحث علاوي مع زميليه النجيفي والبارزاني &الذي دعا مراراً الى ضرورة مشاركة القوات التركية ووجودها عسكرياً في محافظة نينوى لأنهه يرى أن ذلك (يصب في سلامة العراق وسيادته ومصلحته).
قادة العراق الحاليين يلفون ويدورون وتتملكهم نزوات الأنفلاق واللجوء الى أعداء العراق للتشاور معهم &بعد أن خرجت الأمور من أيديهم بأعادة أقوال مضمونها، النص الرسمي الحكومي :&
&((ان تركيا وإيران تبقيان جارتين للعراق وعلينا ان نتعامل بما يضمن سلامة كل الاطراف وتبادل المنافع وعدم المساس بالسيادة او بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان والعمل على خلق مناخ إقليمي متوازن يحفظ للكل حقوقهم ويمنع أي تدخلات خارجية)). ثم تخرج على الملأ صيغة بيانية جديدة لرئيس مجلس النواب بعد كل زيارة يقوم بها للسعودية ومصر وينتقدها أعضاء برلمانه بأنه يضيع وقته في التجوال وقراءة بياناته خارج العراق.
أكاذيب البرامج الأصلاحية المروج لها منذ عام 2003 أصبحت مملة. واليقين الذي أبغاه لايوصلني الى ما آمل إليه مادامت الأنشودة لطائفة تحتضن وطائفة ترفض إحتضان الأخرى. والعراق بأحزابه الحالية أزمة تعيد نفسها وتدور في فلك مجتمعي قاتل. ولن يكون هناك أصلاح فعال إلا بعد التقليل من نسبة التدخل الخارجي وصياغة لائحة تغيير عراقية يوقع عليها المواطنون على أبواب سلطة قضائية إجرائية في كل محافظة ، لأن مجلس النواب الحالي مصاب بالشلل والأحزاب السياسية فيه، &لم تُفعَّلْ أو تُشدّد أي قرار ملزم بالمحاسبة. وثانياً ، لأن صيغ أعمال المجلس النيابي ولجانه شكلية وليست جوهرية ومعظمها تدخل في حقل المهاترات والتسقيط &بينما يتجول رئيسه دولاً خارجية للمداولة والتبشير بمواد خاطئة كقوله (( بان دور الأمم المتحدة في المصالحة الوطنية العراقية يعتبر جوهريا ومهما ومن صميم عملها)).
&
كاتب ومحلل سياسي &
&