&
الشوفينية هي وباء خطير اخطر من وباء السارس وكوليرا وانفلونزا الطيور يصيب بعض الناس ممن اشقاهم الله وغضب عليهم وطمس على قلوبهم وعقولهم &فأفقدهم القدرة على رؤية الواقع بالوانه الزاهية الخلابة وبافكاره المتنوعة الجميلة ، وقد عانى الشعب الكردي من الشوفينيين العراقيين ما لم يعانيه شعب آخر على الارض ودفع ثمنه غاليا من ارضه ودماء ابنائه ، كانوا وما زالوا في مقدمة القوى المناهضة للمشروع الكردي في الاستقلال والانفصال عن العراق ، رغم تنوعاتهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية المختلفة فهم يلتقون في نقطة واحدة ويتفقون على هدف واحد وهو السعي لاحباط اي محاولة للوصول الى انشاء دولة كردية مستقلة ، وهم كالحرباء يأخذون &اشكالا مختلفة وصور متعددة لتحقيق هذا الهدف ، وقد يظهرون على شكل رؤساء دول وحكومات مثل رئيس الحكومة في العهد الملكي (ياسين الهاشمي)الذي دشن اول حملة تعريب في المناطق الكردية وسار من بعده (صدام حسين)و(نوري المالكي) أو يتقمصون دور المفكر والفيلسوف او عالم اجتماع او رجل دين او سياسي منتمي الى حزب علماني او اسلامي او شيوعي او شيعي اومرجع ديني مشهور يهدد الشعب الكردي فقط لان قادتهم طالبوا بحقوقه المشروعة في الانفصال والاستقلال ..(متمنياً أن لا يتحول شهر رمضان الحالي الى شهر الدماء والدموع والآهات بدل المحبة والرحمة)او يأخذ شكل( قاض)ونائب برلماني سابق ، يبرر للجرائم التي ارتكبها النظام البعثي بحق الاكراد من تهجير وتعريب وعمليات(الانفال)والقصف الكيمياوي ويضع المسؤولية على عاتق المسلحين الكرد الذين تمردوا على قوانين الدولة وحملوا السلاح بوجهها وخرجوا عن الصف الوطني ، ولولا ذلك ــ بحسب القاضي الشوفيني ــ لما اضطرت الحكومة العراقية الى عقد اتفاقية مع ايران عام 1975 وتنازل بموجبها عن نصف شط العرب لها ولما تطورت الاحداث لاحقا الى حرب ضروس بين البلدين استمرت لثمان سنوات !
&يبدو ان الكثير من الشوفينيين يحفظون هذه العبارة المجحفة عن ظهر قلب ويرددونها في كل مناسبة وكأنها حقيقة ثابتة لا تقبل النقاش ، يوجهون سهام الاتهام الى الكرد بانهم كانوا وراء كل المشاكل والمصائب التي نزلت وتنزل على رؤوس العراقيين وليس عنجهية الحكام الشوفينيين وافقهم الضيق في التعامل مع شعب لا يطالب باكثر من حقه الطبيعي..
ونتيجة تكثيف الحملة الشوفينية المنظمة ضد الكرد وتشويه صورتهم والانتقاص من لغتهم وثقافتهم والتشكيك في اصلهم وفصلهم ووجودهم كانسان!(وهم قوم من الجن كشف الله عنهم الغطاء) عبر فترات زمنية طويلة ، اخذت صورة المقاتل المتمرد والانفصالي والخائن للوطن تحل محل صورة الطيبة والسماحة والبساطة والامانة التي كانت راسخة في ذهن العراقيين عن الشعب الكردي ، وهنا خرجت الشوفينية عن اطارها السياسي وتحولت الى ظاهرة اجتماعية في العراق ، وانتشرت الصورة المشوهة بين الناس وفي الشوارع و المقاهي و الاماكن الشعبية ولم تزل عبارة (لاتصير كردي!) شائعة بين البغدادين عندما يريد احدهم توبيخ صديقه وردعه عن عمل سيء ينوي القيام به!
هذا الرفض (العام) العراقي للكرد كأنسان وقومية مستقلة بذاتها ، لها خصوصيتها التي يجب ان تحترم وتصان ، جعل منهم مواطنون من الدرجة الثانية اي الخدم ، وان رفعوهم الى منصب رئيس الجمهورية &او اي منصب وجاهي آخر ، ماداموا لايملكون المشاركة في صنع القرار فانهم سيظلون مجرد ديكور لتجميل الصورة ليس الا.. هذا التعالي والتعنت في التعامل مع الكرد ، جعل من قضيتهم من اعقد القضايا في العالم التي لم تحل لغاية اليوم! ولن تحل الا باحدى الطرق ؛ فاما ان تقرر الدول الكبرى انفصال الكرد عن العراق واسدال الستار نهائيا عن قضية مزمنة انهكت المنطقة لعقود او يتم عبر الحوار والاتفاق مع الجانب العراقي يؤدي الى الانفصال بشكل ودي ، وهذا ما استبعد حصوله تماما لان العراقيين بحالتهم النفسية المشحونة ضد الكرد ونظرتهم الدونية لهم ليس لديهم الاستعداد للتخلي عن جزء يعتبروه ملكا خالصا لهم ولايتجزأ عن وطنهم القومي الكبير !.
كلمة اخيرة
اكبر كذبة كذبها العراقييون على انفسهم منذ ايام الزعيم الانقلابي(عبدالكريم قاسم)ان العراق شراكة بين الكرد والعرب!. & & &
&